كريم خيري العجيمي
حين متُّ مرات كثيرة..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ... عرض المزيدكريم خيري العجيمي
حين متُّ مرات كثيرة..!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
-#أما_بعد..
أتعرف يا صديقي؟!..
أنا لم أمت مرة واحدة كما يفعل الجميع..
أنا يا صديقي مت مرات كثيرة..
أتعرف؟!..
كأن يعلمك أحدهم مثلا..
كيف تموت على قيد الحياة..
حين تفرغ عالمك لأجله..
ثم يهجرك لأجل غيرك..
لأجل ذاته..
لأجل نزواته التي لم تكن خلالها إلا عددا أحمق..
مجرد رقم يضاف إلى سلسلة انتصاراته..
وخانة في سجل أهوائه..
متناسيا كمَّ من أخرجتهم لتستقبل قلبه الدنيء..
عابرا على قلبك المذبوح..
متعمدا بدمك النازف جدا..
ضاحكا..
مستبشرا..
لتكون أنت ابن الأرض الملوثة..
وجلالته من نسل أبناء السماء..
كأن تحمل أثقالك على ظهرك وأنت تلج عالمه..
فتنكفئ..
لا لكثرة العثرات..
وإنما تلك الحفرة التي جهزها لاستقبالك على قيد الوداع..
فهل رأيت يا صديقي..
كيف يستقبلنا هؤلاء؟!..
كيف يشيدون بنا؟!..
وكيف يمزقون أقدامنا ونحن نغادر؟!..
نلملم جراحتنا من أرضهم..
ونمضي بوزر..
أشد قبحا من وزر أتينا به..
أرأيت يا صديقي..
كيف يحمل المرء على عاتقه..
ذنب السجين..
ووظيفة الجلاد؟!..
أرأيت يا صديقي..
صحائفنا الحافلة بالهزائم..
بالموت المهذب..
ذلك الذي لا يأخذك إليه..
إنما..
فقط، يصحبك أينما حللت..
أرأيت يا صديقي ذلك الموت..
الذي لا يغريك لتذهب..
إنما يجعلك ببساطة..
تقول له..
أيها العزيز..
أنا..
ألف هيت لك..
ألا تأتي..
أنا يا صديقي..
ذلك الفار من غربة في قفص الصدر..
إلى غربة في ذلك الفضاء الممتد بلا نهايات..
لعلني أعثر على ذات تلائم ذلك الجثمان الذي يتقمصني منذ أربعين احتلالا..
لعلني أرانى لمرة أخيرة في وجوه مرايا..
غير تلك التي تشظت من كثرة الدموع..
ترى..
هل كنت أبكي؟!..
أم كنت أقذفها حين أعمد إلى البكاء بالحجارة؟!..
أنا يا صديقي لم أمت مرة واحدة كما يفعلون..
ولكنني أحمل الموت في تابوت ضلوعي..
وأمضي..
فقل لهم..
أي بؤس غير هذا تطلبون؟!..
أنا يا صديقي لم أمت كما يفعلون..
أنا فقط أجرب كيف أحزن بما يليق..
لعلهم يقتنعون..
أن بعض الحزن أيضا..
موت محقق..
أنا يا صديقي لم أمت..
أنا فقط أجرب الحياة موتا..
حتى أخبرهم حين نلتقي..
كم مرة يجب عليَّ أن أقتص منهم..
وكم جرح يتوجب عليَّ أن أحفره بقلوبهم..
ليذهب كل منا في طريق الضياع الأخير..
راضٍ بقسمته..
لا له ولا عليه..
انتهى..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
كريم خيري العجيمي
مأساة..!!
ـــــــــــ
ذات وداع..... عرض المزيدكريم خيري العجيمي
مأساة..!!
ـــــــــــ
ذات وداع..
.
.
-#أما_بعد..
ألهذه الدرجة نَسيتَ أنت؟!..
أو ربما،،،
لهذا الضياع نُسيتُ أنا..
أو..
لعلها الأحداث وقد ماتت فجأة فلم يعد هناك ما يغريك بي..
ولو قلت ألف هيت لك..
لا عليك..
أتمنى أن يكون في هذا الصمت الطويل راحة قلبك..
فقد تجاوزنا الأولى والثانية عتابا، وحتى الثالثة..
وبات الغياب المقيت هو سيد كل مناجاة..
لكن..
ليتنا نستطيع أن نعود..
أو ليتنا نستطيع أن نعود حين نعود، ونحن نملك أوجاعنا، خيباتنا وأنفسنا كما كنا عند أول سقطة..
ولا يملكها هؤلاء،،،،
الذين آذوا حد الطعن وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..
فتبا لقلب يقسم أنه جاء يبتغي قربى، فأساء ثم أساء ثم أساء..
ليتنا نعود حين نعود، غرباء،،،
ليتنا نعود حين نعود بلا ميراث ثقيل جدا من وجع ومن حزن ومتاهات..
ليتنا نعود بلا لعنة الحنين المعجون بإثم الذكريات..
ليتنا نعود..
كمحارب مهزوم..
تاهت منه الأسماء والعناوين..
والتواريخ والأحداث والملامح فقط..
ثم عاد إلى وطن لا رفيق له به ولا وجه يعرفه..
كسجين..
لا تعي أذناه من الحياة سوى صوت السلاسل وصرير أبواب الزنازين ووقع السياط حينما تلهبها الأبدان وجعا..
لكانت العودة حينها ممكنة..
ولكان ميراث الدموع قد جف..
لكن..
أنى لنا وجذع الأمس عصي..
يتسكع في أزقة أعماقنا فيوقظ في كل خطوة ألف شيطان..
أنى لمثلنا أن يسقط حين يسقط فاقدا لكل شيء حتى ماضيه..
أنى؟!..
-#يليه..
أيها السادة..
إن عيون روحي المريضة..
لا تستطيع أن تتحمل كل هذا الضياء في صبح عالمكم..
لطفا..
أعيدوني إلى الليل مرة أخرى..
فأنا ابن الظلام..
لم أعتد هذا الصخب وهذا الزحام..
ولم آلف من اصطدمت بهم في مفترق الطرق الممتدة بلا نهايات كحجم خيباتي..
فضلا..
أعيدوني إلى الموت مرة أخرى..
أو على الأقل..
أخبروني أين الطريق، فقد نسيته يوم أن أيقظتم الحُلمَ بداخلي..
ولا تقلقوا..
فإن جرم إرسالي إلى الموت مرة أخرى..
أقل فداحة من جرم أعدتموني به إلى الحياة..
فهل رأيتم قبلا كيف يغدو منح الحياة جناية؟!..
وكيف يصير سلبها منتهى منتهى الرحمة؟!..
ترى..
أي نكبة تلك التي جعلت من ضوضاء وجوهكم صخبا..
لا يحتمله أيسرنا المقتول؟!..
أي كارثة تلك؟!..
التي تجعل من الأصوات مشنقة..
والضحكات رصاصة خائنة..
وكل محاولة لعناق على سبيل المجاملة..
تراجيديا ساخرة وملهاة..
أي كبيرة تلك؟!..
إلا أن كفرت قلوبكم بعد إيمان..
إلا أن تكون العهود محض كذبات..
وكل ما قيل في ساحة الأمس، زورا وبهتان(ا)..
انتهى..
(نص موثق)..
النص تحت مقصة النقد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي
page=1&year=&month=&hashtagsearch=%D8%A3%D9%85%D8%A7_%D8%A8%D8%B9%D8%AF
تحميل المزيد