✴️ السؤال: "فلما رأين النساء جوادك مخزيا ... برزن من الخدور ناشرات الشعور" كيف ذلك؟
✳️الجواب:
... عرض المزيد✴️ السؤال: "فلما رأين النساء جوادك مخزيا ... برزن من الخدور ناشرات الشعور" كيف ذلك؟
✳️الجواب:
🔹الجواب على هذا السؤال من وجوه:
▪️الوجه الاول: أن اللاتي خرجن مَنْ هن؟
النساء، والنساءُ لفظٌ عام. هذا اللفظ يعم كل النساء، كل نساء الدنيا ولكن هذا العموم نجزم أنه غير مقصود، بل المقصود النساء اللاتي كُنَّ في معسكر الحسين عليه السلام بالقرينة. ثم [إنّ] عموم لفظ النساء لجميع النسوة اللاتي كنَّ في معسكر الحسين عليه السلام [هو]عمومٌ لفظيٌ والعمومُ اللفظيُ دلالتهُ ظنية!
مِنْ أَينَ تُثبتُ أَن هذا العموم يَشمل زينب عليها السلام ويشمل سكينه عليها السلام؟! لا يوجد عندكَ دليلٌ الا الاستناد الى العموم [و] العمومُ في مثلِ هذه المسائلِ المعرفيةِ ليسَ بمعتمد، [لأنّ]العموم حجةٌ في اثبات الاحكام الشرعية، أما في إثبات المسائلِ المعرفيةِ (هل تحقق أو لم يتحقق هذا الأمرُ) لا يستندُ الى هذا العموم إلا إذا كان العمومُ تعضدهُ أمورٌ تقَّوي دلالتهُ [و] تُوجب الوثوقَ لأنه مقصود [فــ]هذا حديثٌ آخر ولكن اذا كان العموم وحده فهذا لا يعول عليه في المسائل المعرفية. ليس عندي[بل]عند جمهور علماء الشيعة.
فاذن لا يوجدُ دليلٌ أن المقصود جميع النساء. لعلّ النسوة اللاتي خرجنَّ هُن نُسوة الأَنصارِ مثلاً، [كــ]زوجات الانصار[أو] بنات الانصار [أو] الجواري [أو]الإماء اللاتي كُنَّ مع الحسين عليه السلام، فلا محذور اذا خَرجن! يُمكن أن يصدر منهن [فــ]هن لسنَّ بمعصومات! مثلاً إفرضوا إمرأة زهير. زهير نفسه ليس بمعصوم فكيف بزوجته؟ ليست بمعصومه! لا يوجد محذور.
ليست المسألة مخالفة للوصية [بل]مخالفة للحكم الشرعي قبل الوصية. الوصية خاصة بالسيدة زينب لكن الحكم الشرعي عامٌ للجميع! لسنَّ بمعصومات! هذا الجواب الاول.
▪️الثاني: خرجنَّ مِنْ أين؟ مِنْ الخُدور؟ مقتضى مقابلة الجمع بالجمع (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) يعني يجب عليّ إذا أردت أن أتوضأ أن أغسل وجهي ووجهك ووجه فلان .. هكذا؟! [هل]هذا هو الواجب؟ أم يجب على كل واحد منكم أن يغسل وجه؟ مقتضى مقابلة الجمع هو التفريق، فاذن خرجن من الخدور يعني خرجت كلّ امرأة من خدرها. الى أين؟ لم يبين! قد يكون – وهذا أمرٌ يساعد عليه الاعتبار- مخيم الحسين على شكل حلقه، مجموعة خيام بشكل دائرة، خرجن من الخدور الى الدائرة التي بين الخيام، هذه الساحة التي بين الخيام مستورةٌ عن الأعداء، لا يوجدُ أجنبي ينظر الى المرأة التي تخرج في هذه الدائرة؟ فما المشكلة في أن تخرج الى هذه الدائرة؟ يبقى الامام علي بن الحسين عليه السلام [وهو]في واحدة من الخيام لا ينظر الى هذه الدائرة! مالمشكله؟ خرجن من الخدور ناشرات الشعور.
لا توجدُ مشكلة. هذا هو الجواب الثاني.
▪️الثالث: هب أنهن خرجن من الخدور الى مكانٍ يراهن فيهن الأجنبي. هب ذلك، هل هذا العمل محرم؟
العملُ المحرمُ هو العمل الذي يصدر عن إلتفاتٍ واختيارٍ وإرادة، وأما اذا صدر العمل عن ذهول، امرأة نشبت النارُ في بيتها، فخرجت- وضعت عباءة على رأسها وخرجت وكان مثلا شعرها يبين- هذه هل يوجد فقيهٌ يفتي بأنها عملت عملاً محرماً؟! خصوصاً في الوهلة الأولى؟!، أي في لحظة الخروج من البيت، في هذه اللحظة هي ذاهلة والذاهل غير ملتفت. اذا كان غير ملتفت فالتكليف مرفوعٌ عنه. فاذن هب أنهن خرجن حيث يراهنّ الأجنبي، لا حرمة في هذا العمل إلا اذا كنّ ملتفتاتٍ الى عملهن وكيف يلتفت الانسان الى عمله في تلك اللحظة. نحن لا نريد أن نتحدث عن تلك اللحظة.
تلك اللحظة هي لحظةٌ خاصةٌ في الكون كله، في تاريخ الكون كل الكون. نحن لا شأن لنا بمن لا يعرف من هو الحسين عليه السلام. نحن نتحدث عن رحل الحسين (ع)عن النساء اللاتي كن مع الحسين (ع). هؤلاء يعرفون من هو الحسين عليه السلام فاذا حصل ذهول عندهن فهذا هو الطبيعي.
الشيخ علي الجزيري
#مسائل_وردود
@masayil