بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدیً لِلْمُتَّقِينَ (٢)⏮️ التّفسير تحقيق في الحروف المقطعة في القرآن تسع و عشرون سورة من سور القرآن تبدأ بحروف مقطعة... عرض المزيدبِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم (١) ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدیً لِلْمُتَّقِينَ (٢)⏮️ التّفسير تحقيق في الحروف المقطعة في القرآن تسع و عشرون سورة من سور القرآن تبدأ بحروف مقطعة، و هذه الحروف- كما هو واضح من اسمها- لا تشكل كلمة مفهومة. هذه الحروف من أسرار القرآن، و ذكر المفسرون لها تفاسير عديدة، و أضاف لها العلماء المعاصرون تفاسير جديدة من خلال تحقيقاتهم. جدير بالذّكر أن التاريخ لم يحدثنا أنّ عرب الجاهلية و المشركين عابوا علی رسول اللّه صلّی اللّه عليه و آله اله و سلّم وجود هذه الحروف المقطعة في القرآن. و لم يتخذوا منها وسيلة للطعن و الاستهزاء. و هذا يشير إلی أنهم لم يكونوا جاهلين تماما بأسرار وجود الحروف المقطعة. اخترنا من التفاسير الكثيرة لهذه الحروف، عددا من التفاسير باعتبار مسنديتها و انسجامها مع آخر الدراسات في هذا المجال. و سنذكر هذه التفاسير بالتدريج في بداية هذه السّورة، و سورة آل عمران، و سورة الأعراف، إن شاء اللّه. و نبدأ الآن بأهمها: هذه الحروف إشارة إلی أن هذا الكتاب السماوي، بعظمته و أهميّته التي حيّرت فصحاء العرب و غير العرب، و تحدت الجن و الإنس في عصر الرسالة و كل العصور، يتكون من نفس الحروف المتيسرة في متناول الجميع. و مع أنّ القرآن يتكون من هذه الحروف الهجائية و الكلمات المتداولة، فإن ما فيه من جمال العبارة و عمق المعنی يجعله ينفذ إلی القلب و الروح، و يملأ النفس بالرضا و الإعجاب، و يفرض احترامه علی الأفكار و العقول. في القرآن من الفصاحة و البلاغة ما لا يخفی علی أحد، و ليس هذا مجرّد ادّعاء، فخالق الكون تحدّی بهذا الكتاب جميع (الجن و الإنس)، ليأتوا بمثله وَ لَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً٣، و لكنهم عجزوا جميعا عن ذلك، و تلك دلالة علی أن هذا الكتاب لم يصدر عن فكر بشر. و كما إن اللّه تعالی خلق من التراب موجودات، كالإنسان بما فيه من أجهزة معقّدة محيّرة، و كأنواع الطيور الجميلة الرائقة، و الأحياء المتنوعة، و النباتات و الزهور المختلفة، و كما إننا ننتج من هذا التراب نفسه ألوان المصنوعات، كذلك اللّه سبحانه خلق من هذه الحروف الهجائية المتداولة، موضوعات و معان سامية، في قوالب لفظية جميلة، و عبارات موزونة، و أسلوب خاص مدهش معجز، و هذه الحروف الهجائية موجودة تحت تصرف الإنسان، لكنه عاجز عن صنع جمل و عبارات شبيهة بالقرآن. 📚المصدر:تفسير الأمثل لسماحة آية الله مكارم الشيرازي