● محاضرة اية الله الشيخ الوحيد الخراساني (اقشعرت لدمائك أظلة العرش..)
▪︎ من هو الإمام الحسين؟ ماذا يعني دمك سكن في الخلد؟
ورد في زيارته تعريف، السلام الأول هو: *«یا حجة الله وابن حجّته»* وهو يمثّل صف... عرض المزيد● محاضرة اية الله الشيخ الوحيد الخراساني (اقشعرت لدمائك أظلة العرش..)
▪︎ من هو الإمام الحسين؟ ماذا يعني دمك سكن في الخلد؟
ورد في زيارته تعريف، السلام الأول هو: *«یا حجة الله وابن حجّته»* وهو يمثّل صفة عامة تنسحب على سائر الأئمة (ع)، أما ما بعده، فهو منصب خاص، لا يشاركه فيه أحد، حتّى أبوه عليه السلام، فما هو ذلك المنصب؟
إنه: *«قتيل الله وابن قتيله»*
▪︎فليس في عالم الخلقة من يحمل هو وأبوه مثل هذا العنوان من عالم الغيب: قتيل الله، وأبوه كذلك قتيل الله، فتتجسد لطافة التعبير في قوله: «السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله».. *وما يضفي على هذا السلام خصوصية هو: أن للحسين عليه السلام سمتين لم تجتمعا لأبيه من قبل* (هما: أنه (ع) قتيل الله وابن قتيله، وأنه ثار الله وابن ثاره أيضا، كما أنه وتر الله الموتور في السماوات والأرض.)
*▪︎ مسكن دم الإمام الحسين:*
هاهنا موضع تجار فيه الكُمّل؛ فبعدما جاء الإمام (ع) على ذكر تلك المناصب الثلاثة، أردف قائلا: *«أشهد أنّ دمك سكن في الخلد، واقشعرت له أظله العرش، وبكى له جميع الخلائق»* فينبغي لكم التعريف به، من هو الإمام الحسين (ع)؟ وماذا كان؟ وماذا فعل؟ ليعي الناس أن هذا الشخص الذي يمثل جوهر ساء الوجود، فريد من نوعه وجودا وعملا. وفي كل جهة من هذه الجهات بحث يتطلب محاضرات ودروس متعددة، ويستدعي الدقة والتأمل.
▪︎ *المهم أن نعي أولًا ما الذي حدث ليسكن دم الإمام الخلد؟ إن الخلد موضع التجرد، فلو سكنت الروح الخلد فذلك على وفق الأصل،* وأما لو انقلبت الحال وصارت الروح أسمى من الخلد بينها صار الخلد مسكنا للدم، فإن ذلك فوق إدراك البشر وعقولهم.
ومعنى هذا الكلام: أن الحسين عليه السلام بلغ من المنزلة موضعا بحيث لا يسع الخلد سوى أن يكون مسكنا لدمه الطاهر، ليت شعري فأين تسكن روحه؟ ذلك ما ينبغي أن نبحث عنه.
▪︎"أشهد أنّ دمك سكن في الخلد" وتتلو تلك السكنى قشعريرة، وأي قشعريرة هي؟
«واقشعرت له أظلّة العرش»؛ *إن دمك يا حسين قد سكن الخلود، ولكن اقشعرّت له أظلة العرش، ولا يخفى أن نسبة السكن إلى الدم، والقشعريرة إلى أظلة العرش، مما يحتوي على أبحاث صاخبة.*
▪︎ثم يلي هاتين العبارتين قوله : «بكی له بجميع الخلائق» فأين المفكرون؟ أين المتأملون؟ أين ذووا الأنظار الدقيقة؟ ليلتفتوا إلى أن الإمام أضاف كلمة:
"جميع" على كلمة "الخلائق"، مع أن الخلائق جمع محلّى بالألف واللام، ثم فضل هذا الإجمال قائلا: بكت لذلك الدم السماوات السبع والأرضون السبع... فأين محل الإمام نفسه؟ *فالحديث كله كان عن الدم، وهو ما يجري في العروق، أما الروح المتعلقة بهذا البدن، فهي شيء آخر، ولها بحثها الخاص.*
*▪︎ أظلة العرش تقشعر وجميع الخلائق تبكي:*
لمّا سكن دمك هناك اقشعت له أظلّة العرش، وبكت له جميع الخلائق، کما بكته - بحسب تعبير الإمام الصادق عليه السلام - السماوات وأهلها والأرضون وأهلها، والمهم أن نعرف من أين بدأ التأثير والتأثّر في محوري الصعود والنزول؟ وأين انتهى؟ حيث أظهر الإمام لم ما يشبه معجزة شق القمر في مجال العلم والمعرفة لذوي الفقه الأكبر، حيث إن الإمام الصادق(ع) لم يعرّف أبا عبد الله (ع) بنفسه، بل عرفه بدمه؛ ليفهم من هو أهل الفهم بأن الدم إن علا حد الوصف فأين تكون حدود صاحبه ورتبته؟