يقول آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظلّه الشريف:
«إن التلمذة تؤثر بصورة طبيعية في غرس أفكار الأستاذ ورسوخها في ذهن التلميذ ، وتشتد الحالة فيما إذا كان التلميذ شاباً أو صغيراً ، فإنه يكون سري... عرض المزيديقول آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظلّه الشريف:
«إن التلمذة تؤثر بصورة طبيعية في غرس أفكار الأستاذ ورسوخها في ذهن التلميذ ، وتشتد الحالة فيما إذا كان التلميذ شاباً أو صغيراً ، فإنه يكون سريع التأثر بأستاذه وبالايحاءات والتلقينات التي تملى عليه ، فلا يكون من الجهة النفسية على إستعداد لسماع ما يخالف تلك الأفكار أو المرتكزات..
ومنه يظهر السر في تأكيد الأئمة عليهم السلام على ضرورة تعليم الصبيان أحاديث أهل البيت قبل الإطلاع على غيرها ، فإن الصبي إذا استأنس بأحاديث أهل البيت وتركزت أفكارهم ومعتقداتهم في ذهنه فإنه لا يتأثر بعده بأفكار المذاهب والتيارات والمبادئ الأخرى، وستصونه مرتكزاته عن الإنحراف.
أما لو تركزت في ذهنه الأفكار المخالفة، فربما يصعب مواجهتها وإزالتها، كما يلاحظ أمثال هذا التأكيد في روايات أحكام الأولاد في الوسائل [كتاب وسائل الشيعة].
وهذا أمر طبيعي، فقد ذكر في الكتب التي تبحث عن تأريخ الأندلس أن النصارى حينما سيطروا على الأندلس، أخذوا على المسلمين أن يكون التعليم بيدهم، والمعلمون من النصارى.
فكان استيلاؤهم على التعليم والتدريس من العوامل الرئيسية لانقراض المسلمين في أسبانيا وتنصرها كما نراه اليوم.
ولعل هذه هي حالة بعض الطلاب المسلمين أو غيرهم الذين يذهبون للغرب دون أن يتعرفوا على الإسلام قبل ذهابهم، فإنهم يختلفون في مستوى الإيمان والحصانة العقائدية مع من يتعرف على الإسلام والمعتقدات الحقة قبل ذهابه».
المصدر: تعارض الأدلة واختلاف الحديث -تقرير دروس السيد السيستاني- المقرر السيد هاشم الهاشمي، ص٢٤٠-٢٤١.
#الأئمة_الاثنا_عشر#الحوزة_والناس