🔹 قصة و عبرة🔹بر الوالدين قصة واقعيّة و أغرب من الخيال عن برّ الوالدين قصّة نـُقلت على لسان إحدى الطبيبات تقول : دخلت علي في العيادة امرأة في الستينات بصحبة ابنها الثلاثيني ! .. لاحظت حرصه الزائد عليها ، يمسك يدها ويصلح لها عباءتها ويمد لها الأكل والماء بعد سؤالي عن المشكلة الصحية وطلب الفحوصات، سألته عن حالتها العقلية لأنّ تصرفاتها لم تكن موزونة ولا ردودها على أسئلتي ، فـ قال : إنها متخلفة عقليا منذ الولادة تملكني الفضول فـ سألته فـ من يرعاها ؟ قال : أنا ، قلت : والنعم ! ، ولكن من يهتم بنظافة ملابسها وبدنها ؟ قال : أناأدخلها الحمّام -أكرمكم الله- وأحضر ملابسها وانتظرها إلى أن تنتهي وأصفف ملابسها في الدولاب و أضع المتسخ في الغسيل واشتري لها الناقص من الملابس ! قلت : ولم لا تحضر لها خادمة ؟! قال : لأن أمي مسكينة مثل الطفل لا تشتكي وأخاف أن تؤذيها الشغالة اندهشت من كلامه ومقدار برّه بامه وقلت : وهل أنت متزوج ؟ قال : نعم الحمد لله ولدي أطفال قلت : إذن زوجتك ترعى أمك ؟ قال : هي ما تقصر وهي تطهو الطعام وتقدمه لها , وقد أحضرت لزوجتي خادمه حتى تعينها ، ولكن أنا أحرص أن آكل معها حتى أطمئن عشان السكر زاد إعجابي ومسكت دمعتي اختلست نظرة إلى أظافرها فرأيتها قصيرة ونظيفة ، قلت : ومن يقص لها أظافرها ؟ قال : أنا ، وقال يا دكتورة هي مسكينة نظرت الأم لـ ولدها وقالت :متى تشتري لي الشيبس ؟ قال : تؤمري .. الان بنروح على البقاله نشتري الشيبس طارت الأم من الفرح وقالت : ألان .. ألان التفت الابن وقال : والله إني أفرح لفرحتها أكثر من فرحة عيالي الصغار .. سويت نفسي أكتب في الملف حتى ما يبين أنـّي متأثرة ! وسألت : ما عندها غيرك ؟ قال : أنا وحيدها لأن الوالد طلقها بعد شهر .. قلت : اذا والدك هو من رباك ؟ قال : لا جدتي كانت ترعاني وترعاها وتوفيت الله يرحمها وعمري عشر سنوات ! قلت : هل رعتك أمك في مرضك أو تذكر أنها اهتمت فيك ؟ أو فرحت لفرحك أو حزنت لحزنك ؟ قال : يادكتورة ، أمي مسكينة من عمري عشر سنين وأنا شايل همها وأخاف عليها وأرعاها .. كتبت الوصفة وشرحت له الدواء .. مسك يد أمـّه , وقال : يللا ألان نروح عالبقالة ... قالت : لا وديني مكـّة ! .. استغربت ! , قلت : لها ليه بدك تروحي مكة ؟ قالت : مشان اركب الطيارة ! قلت له : معقول رح توديها لـ مكّة ؟ قال : طبعا.. قلت : هي ما عليها حرج لو لم تعتمر لانها مريضه والمريض ما عليه حرج ، ليه توديها وتضيّق على نفسك ؟ , قال : يمكن الفرحة اللي تفرحها اذا وديتها أكثر أجرا عند رب العالمين من عمرتي بدونها .. خرجوا من العيادة وأقفلت بابها وقلت للممرضة : أحتاج للرّاحة ، بكيت من كل قلبي وقلت في نفسي هذا وهي لم تكن له أماً .. ✨فقط حملت وولدت لم تربي... لم تسهر الليالي... ولم تُدرسه.. ولم تتألم لألمه.. لم تبكي لبكائه... لم يجافيها النوم خوفا عليه , لم.. ولم.. ! ومع كل ذلك كل هذا البر!. فـ " هل سنفعل بأمهاتنا الأصحاء .. مثلما فعل بأمه المتخلفة عقليـًّا
القياس:
736 x 1155
حجم الملف:
158.93 Kb