الطفُّ الرقميمحاولةُ ابتداعِ (حُسين) شيعي ، وآخر إنساني ، فكرةٌ معلَّبة ، يسوِّقها تجارُ التمويه ، والتضليل ، وباعةُ المفرقعات الفيسبوكية ، ويتناقلُها جيلُ البيتزا والماكدونالدز وسمك التونا كأيِّ وجبةِ طعامٍ سريع.تعتمدُ الحربُ الرقمية ، وصفَ الحسين لدى الشيعة ، بأنَّهُ لايرقى إلى مستوى الحسين الإنساني ، عبر إظهار الشيعةِ بُلَّهاً سُذَّجاً ، يتبعون إماماً ، لأجل التمن والقيمة ، فهم غير جديرين ، بإمامٍ على طرازٍ إنساني ، لأنهم ارتضوا البقاء ، تحت وطأة الحسين العراقي المحلِّي ، من دون أن يحظوا بالحسين العالمي الإنساني.إنَّ محاولات النحت ، ماتزال تدُقُّ على رأس الشيعة ، لفصلهم عن الحسين ، الذي يؤمنون به ، لأنَّ الحسين الذي يؤمنُ به الشيعةُ ، هو نفسه الحسين ، الذي إذا سمع به أيُّ إنسانٍ في العالم ، تأثَّرَ له ، وأُعجِبَ به ، وصلّى لذكرِه ، وبارَكَ موقفَه ، وتمنّى أنْ ينال جزءاً من كرامته وقدرته على المواجهة والصبر والبسالة.لذلك يعمد التافهون ، إلى مواجهة الحسين نفسه ، بقضم صورته ، الواضحة ، الناصعة ، التي حملها شيعتُهُ على مدى الأزمان ، حقيقةً ، وموقفاً ، وصلابةً ، ومنهجاً ، بل ماتوا من أجلها وبينهم وبينه ألف عام وأكثر.بينما تفسح الحربُ الرقمية المجال ، لكلِّ مَن يتخيَّر من التصميم الجديد للحسين المُفترَض ، ليأخذ مايروقُ له ، ويُنحِّي مالايتوافق مع رغائبه بوصفه مُعجَباً بالحسين.وقد كان أعداءُ الحسين ، ومن رضُّوا صدرَهُ بحوافر الخيل ، من أشدِّ المعجبين به ، سيِّداً ، وشجاعةً ، وإباءً ، لكنهم أرادوا منه أنه يكون موافقاً لمرادهم ، قابلاً لأطرهم الضيقة بعناوينها اللامعة.وهذا مايريده أعداءُ الحسين في الطفِّ الرقمي حديثا.الدكتور أحمد العلياوي
في ألبوم: صور يوميات زكريا غسان
القياس:
1280 x 853
حجم الملف:
236.97 Kb