ابو علي المرشدي
في اب 26, 2020
57 المشاهدات
📚 دور المرأة الرسالي كما يراه الإسلام
🔹 إنّ الإسلام لم يعترف بكون المرأة ربة بيت فقط بل هي في نظره انسانه كامله الانسانية دورها في الحياة دور انساني رائد. اما المهام المنزلية فتعاون مشترك بين الرجل والمرأة لتدبير شؤون حياتهما المنزلية، فإن يتطوع احدهما للقيام بها فإنه يُشكر على تطوعه.
🔹ومن ابرز معالم دور المرأة في عملها الرسالي ان تكون داعية بين بني جنسها الانثوي في اي مكان: في البيت او في العمل او المدرسة او الحرم الجامعي او التجمعات النسوية، فاذا وجدت القدرة على اداء الرسالة كان ذلك واجباً عليها كواجبها في اداء الصلاة والصوم والحج والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فالأمر يدور على الاستطاعة او عدمها، فاذا كانت المرأة عالمة بأنها تستطيع ان تهدي جمهوراً من النساء او الرجال وجب عليها ان تقوم بذلك في دائرة مكاناتها الطبيعة والواقعية واذا كانت تستطيع توسعة هذه الامكانات من دون ان تضغط على ظروفها فانه من الواجب عليها ان تفعل ذلك، وربما تكون المصلحة في ان يكون القيام بهذا الدور الثقافي من بعض مسؤولياتها الخاصة بحيث تتقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة في بعض الحالات.
🔹وهكذا نجد ان المرأة تستطيع ان تواجه كل المواقع العملية المتصلة بالرسالة وبالحياة والمتصلة بالمجتمع بشكل عام في ما يمكنها ان تقدمه سواء على مستوى القضايا الالزامية التي يجب عليها القيام بها ام على مستوى القضايا غير الالزامية التي يستحب لها القيام بها.
🔹فالنظرة الشمولية التي يمكن ان نستوحيها من دور الانسان في الحياة ان يقوم ببناء الحياة على اساس الخلافة العامة التي تأخذ من كل انسان طاقته في المجال الذي يستطيع التحرك فيه .
🔹وللمرأة ساحات واسعة تستطيع ان تقوم فيها بمسؤولياتها فيما يمكن لها ان تحمله من مسؤولية في نطاق ثقافاتها وفي نطاق طاقاتها الاجتماعية التي تملكها بحيث يمكنها ان تصل الى نتائج كبيرة كما هو دور الرجل في الساحة العامة خارج نطاق مسؤوليته العامة.
🔹والمرأة يمكنها ان تتحمل مسؤولية الدور الذي تؤديه من خلال ثقتها بنفسها وتفجير طاقاتها والعمل على تنمية نفسها بالارتقاء الى اعلى درجات العلم والمعرفة والوقوف بوجه الشبهات المنحرفة التي تظهر بين آونة واخرى تقاتل من اجل ان تجعل من عقلها عقلاً يحتاجه الناس ومن جهدها جهداً يحتاجه الناس... .
ان الانسان الذي يجعل من نفسه حاجة لمجتمعه هو الذي ينحني له مجتمعه بفعل اغنائه لمجتمعه.
🔹والمرأة الفعّالة هي التي تحاول ان تجعل من نفسها امرأة رسالية اذ يمكنها ان تغير الراي العام من خلال خطبة بليغة ومؤثرة في النفوس.
🔹كما صنعت سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) بخطابها في نساء المهاجرين والانصار عندما مرضت وجئن لعيادتها فقلن: كيف اصبحت من علَّتك يا بنت رسول الله ؟
فأجابتهن بلوعة وأسى قائلة: (اصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم بعد ان عجمتهم، وشنأتهم بعد ان سبرتهم، فقبحاً لفلول الحد، واللعب بعد الجدّ، وقرع الصفاة، وصدع القناة، وخور القناة، وخطل الآراء وزلل الاهواء، {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}.
🔹ومن النساء الرساليات اللواتي غيَّرن الرأي العام بخطبة بليغة ومزلزلة لعروش الطغاة والظالمين الحوراء زينب (عليها السلام).
فهي المكمل لنهضة الحسين المباركة وقد أدت عملها الرسالي على أحسن وجه حينما وقفت أمام طاغية ذلك العصر عبيد الله بن زياد تجسِّد دور المرأة المسلمة في السياسة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقاومة الطغيان والفساد... وقفت زينب خطيبة في تلك الجموع الحاشدة بعد ان أومأت الى الناس أن اسكتوا فسكتوا .. انطلقت في خطابها مفزعة الجبناء المتخاذلين عن نصرة الحسين معرِّفة بمقام آل البيت فقالت: (الحمد لله والصلاة على محمد واله الطيبين الأخيار أما بعد ، يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر . أتبكون؟ فلا رقأت الدمعة ولا هدأت الرنة . إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، فتتخذون أيمانكم دخلاً بينكم .ألا وهل فيكم إلا الصّلف والنطف والكذب والشنف وملق الإماء وغمز الأعداء ؟ أو كمرعى على دمنة أو كفقة على ملحودة. ألا ساء ما قدمت لكم انفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون... .
🔹هذان نموذجان من البيت الهاشمي العلوي: كيف أدَّتا دورهما الرسالي في مجتمعها ولم تباليا ما يجري عليهما.
_______________________
#خادمتكم_المقصرة
القياس: 1078 x 853
حجم الملف: 132.08 Kb
أعجبني (7)
جارٍ التحميل...
7