الافراط في المحبة:الجزء ١قال الله تعالى في كتابه الحكيم : ( لا تحسبنّ الذين يفرحون بما أتوا ويُحبون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا ، فلا تحسبّنهم بمفازةٍ من العذاب ولهم عذابٌ أليمٌ ) (1).من عوام نشوء عقدة الحقارة ، الافراط في إبداء مظاهر الحب والحنان بالنسبة الى الطفل. إن الأطفال الذين يبذل لهم من العناية والحب اكثر مما ينبغي ينشأون في النتيجة معجبين بأنفسهم ، فيلاقون طيلة أيام حياتهم ، وخاصة عند مواجة مشاكل الحياة ، والشعور بالحقارة والضعة بشدة ، فيقدمون على أعمال غير مرضية... وقد يؤدي بهم الشقاء والضغط الروحي الى الجنون والانتحار ، أن المحبة ضرورية لنمو روح الطفل كالغذاء الضروري لنمو جسمه. وإن اهمية التوازن الصحيح في كمّ المحبة وكيفها وأسلوب إظهارها لا تقل عن أهمية المحبة ذاتها. وكما أن لكل من التقليل من الغذاء ، والإكثار منه ، وتسمّمه ، أثراً في بدن الطفل ، كذلك لكل من التقليل من المحبة ، والإكثار منه ، والإكثار منها ، والمحبة في غير موضعها والتي ينحرف بها الطفل آثاراً مشومة في روح الطفل وتسبب له مشاكل كثيرة.الهدف من التربية الصحيحة هو أن تقرن حياة الطفل بالسعادة ، وتكلّل جهوده بالنجاح. إذ الحياة على طولها تتضمن صراعاً مع المشاكل وهكذا يواجه الفرد كثيراً من المنخفضات والمرتفعات والمعطفات والمصائب في مختلف أدوار حياته. والمربي القدير هو الذي يعمل على تنشئة جسم الطفل وروحه على أحسن الأساليب بحيث يعدّه للمقاومة والثبات أمام صعوبات الحياة. وكما أن جسم الطفل يقوي نتيجة للمراقبة الصحية ، والتوازن في أكله ونومه وحركته ورياضته ، ويستطيع من مقاومة البرد والحر ، والجوع والعطش ، والمرض على أحسن وجه ، فكذلك روحه فإنها تنمو قوية في ظل الصحة الرويحة والتعاليم الخلقية ، والتوازن بين أساليب العطف والحنان والشدة والخشونة... وبذلك يتمكن من الصمود أمام المصائب والمشاكل والإندحارات الروحيةمقتبس من كتاب الطفل بين الوراثة والتربيةلمحمد تقي فلسفي
القياس:
514 x 300
حجم الملف:
12.28 Kb