🌸وجعل بينكم مودة ورحمة🌸
117 المشاهدات
الإفراط في المحبة
الجزء ٢
الأطفال الذين يواجهون المحبة والرأفة الزائدتين ، ويستسلم لهم آباؤهم وأمهاتهم بدون أي قيد أو شرط ، ويستجيبون لجميع مطاليبهم من صالح أو طالح ، وبالتالي ينشأون على الاستبدادب والاعجاب بالنفس... فإنهم يحملون أرواحاً ضعيفة ونفوساً سريعة الانهزام من ساحة المعركة ، ويتأثرون من دور الطفولة حتى آخر لحظة من العمر من مواجهة أبسط الأشياء ، وأخف المصائب ، وينكسرون أمام مشاكل الحياة بسرعة.
إن الأفراد الذين نشأوا في ظل الحنان المفرط ، هم أتعس الأفراد ، لأنهم يعجزون عن حل مشاكل الحياة الاعتيادية ، فيلجأون في الشدائد الى الانتحار متضورين أن النهاية الحتمية لفشلهم يجب أن تبرّر بالإنهزام من معركة الحياة.
بالرغم من أن كل أسلوب أهوج يتّبعه الوالدان في تربية الأولاد يكون له الأثر السيء ، ويولد نوعاً من الانحراف ، فإن الإكثار الضار من المحبة للأطفال يعد من أعظم الأخطاء التربوية.
إن العواقب السيئة التي يلاقيها الأطفال بهذه المناسبة مهمة وخطرة. ولقد اهتم جميع علماء النفس بهذا الموضوع في بحوثهم التربوية ، ولكل منهم حوله كلام فصل.
ولأنقل لكم ـ على سبيل الشاهد ـ بعض النصوص لعدد من علماء الغرب :
1 ـ يقول ( جلبرت روبين ) : « إن تعويد الطفل على الاعجاب بنفسه يورث الغضب الشديد فيه لأبسط الأشياء ، والإستبداد في الرأي. وفي الغالب يدفعه إلى الرغبة في طلب الجاه ، وفي النتيجة يحصل الطفل على القدرة التي تساعده على التقدم ، ومع كونه ذا أعصاب هزيلة فإنه ينجح بواسطة الحيلة والشدة. إن جعل الأطفال معجبين بأنفسهم يكوّن منهم أفراداً تعساء ، ضعفاء ، عديمي الإرادة ».
« لقد كان أولئك الذين يقولون للأم العابثة بلحن مصحوب بالسخرية : ليس طفلك معجباً بنفسه ، بل هو غير صالح... لم يكن كلامهم خالياً عن المبالغة فحسب ، بل كان تنبؤهم صحيحاً أيضاً. هناك حالات تتقزز النفوس من مشاهدتها لعدم الالتزام في التربية ، لأننا نشاهد في الحقيقة مقتولين أبرياء كان بالإمكان أنقاذهم »
2 ـ يقول ( مك برايد ) : « الشعور بالدل والغنج أمارة اخرى من أمارات عقدة الحقارة ، ويجب البحث عن أساسه في أسلوب التربية الخاطىء المتخذ في دور الطفولة. إن الطفل الذي كان يرى نفسه قرة عين والديه ، عندما يكبر ويصبح رجلاً كاملاً يجب أن يكون في جميع نواحي الحياة محبوباً من غير علة ومحترماً لدى الجميع. فعندما يرى أنه لم يُعتن به ، يفقد الهدوء والاستقرار ، ويختل ما صفا من فكره ، فإما أن يلتجىء إلى الانتحار ، وإما أن يبغض الآخرين. إن عقدة الحقارة التي تنشأ في الناس بهذه الظاهرة مصيبة عظيمة للمجتمع »
مقتطف من كتاب الطفل بين الوراثةوالتربية
لمحمد تقي فلسفي
القياس: 514 x 300
حجم الملف: 12.28 Kb
أعجبني (5)
جارٍ التحميل...
5
ام فداء الموسوي
بديع احسنتم الموضوع شيق ومفيد
1
1
نيسان 11, 2020