عن الحشد المقدس نتحدث في إحدى الأمسيات العليلة كنتُ أرتدي قميصاً مزركشاً بكل ألوان الطيف الشمسي و(كفشتي) مثل كرة أرضية حسب الموديل تتناوَبُ على فمي قبلات السجائر والأرجيلة ...وقهوتي السوداء كأنها كحل ليلي تنثر في الهواء رائحتها الأخاذةبينما أتلو لجلسائيما تيسر من قريحة بول فيرلين ...ثم أعرج لرامبو وذلك الذي يقول أن أزهاره شريره،ثم أحدثهم بلسان سان جون بيرس وحولنا تنشر الخضرة أذرعها وأمامنا يستعرض نهر الغراف مياهه الدافقة فوقها زراتٌ من أسراب البعيجية وزرازير العصاريً ...ونحنُ جلوسٌ باحدى مقاهي الشطرة الحسناء على ضفة كورنيشها الأبيض ...حينَ مرَّ موكبٌ حسيني ... ارتسمت سريعاً على وجهي علامة امتعاض ...وتأثراً بالموجة الحداثوية الشائعة في المقاهي اعتبرتُ أن مواكب الحسين عليه السلام وزياراته شيءٌ يستهلكنا إقتصادياً وعاطفياً ولا فائدة منهوهذه المواكب ضوضاء صوتية أيضاً... حتى إنهار الجيش بسقوط الموصل، وخرجت علينا زومبيات إبن تيمية تذبحنا جملةً وتفصيلاً شرط السچين!وجوهها المملوءة بالشعر والبراز المتيبس تريد أن تلتهم العراق وأهله وأنْ تمسخ كل ما فيه ليُصبحَ الرجال عبيداً للخليفة أو جُثثاً سبايكرية يأكلها سمك دجلةويغير وجوه شبابها تربان القفار ... وتصبح حرائرنا العراقيات سبايا عند أبي طلحة القندهاري وأبي جيفة الشيشاني ... فشلت جيوشنا وأسلحتنا الحديثة وحلفاؤنا الأميركان في مواجهتها وأخذ السروك برزاني يتحدث عن خرائط دموالنجيفي يصف الزومبيات بأنهم أكثر كياسة من الجيش فيما تصرخ (النايبة) ميسون الدملوجي بأنّ "الثوار" يريدون الإطمئنان على شرفها المصون!إتصلت بصديق هناك فقال لي سنحرر بغداد من عفن الإيرانيين قلتُ له لكن الدواعش يريدون طبخنا أحياءً قرباناً لربهم الأمرد!ففوجئتُ بأن صديقي الحداثوي يقول: عودواً إلى التوحيد يا أخي واتركوا الغنوصية!!!في تلك اللحظات..إختفى بول فيرلين وشارل بودلير ونظرائهم من مخي ...لكني إلتفتُ فرأيتُ أصحاب المواكب الحسينيةأولئكَ الذين كنّا نستخفُ بهم من أبراجنا العاجيةيتسابقون على مراكز التطوع وساحات التعبئة والتدريب!وكأنهم (يتهافتون على ذهاب الأنفس)صنعت لنا مواكبُ الحسين أعظمَ جيش عقائدي في تاريخ العراق الحديث بوقت قياسي جداً ! رواد المواكب تحوّلوا إلى نسخ معاصرة من عابس وجون وحبيب بن مظاهروعلي الأكبر وقاسم بن الحسن وتحولت نساؤنا إلى زينب ورملة وليلى وسكينة معاصرةوتحولت مواكبنا إلى خطوط دعم وإسناد لوجستي فوق العادة....بفتوى سيستانية كفائية واحدة ولد جيشٌ مليوني لم تخسر عليه الدولة إلّا الفتات !جيشٌ يرفع راية الحسين كسر راية داعش السوداء في كل المعاركونشّف دموع الهظيمة!!ذلك الحشدُ لا ريبَ فيه كان حشداً منْ مواكب الحسين!#حشد_المواكبمؤيد بلاسم
في ألبوم: صور يوميات سلمان
القياس:
1024 x 768
حجم الملف:
110.37 Kb