ام فداء الموسوي
في أيلول 29, 2020
17 المشاهدات
يحكى أن ثعلباً أراد أكل قنفذٍ في إحدى الأيام.
وكلما حاول أكله لم يستطع ذلك، فقد كانت الأشواك على ظهره مانعاً حقيقياً أمام ذلك الثعلب الماكر.
فكر الثعلب، بطريقة آخرى .. حيلةٍ يتخلص فيها من شر الأشواك، ويتمكن معها أكل ذلك القنفذ.
فتوشح بلباس المحبة، وإرتدى جبة الصداقة وجاء قنفذنا المسكين محباً، ناصحاً .. قائلاً له:
ما هذه الأشواك القبيحة على ظهرك؟
ألم تتعب من حملها على ظهرك على مدى كل هذه السنين؟
ما فائدتها وما أهميتها؟
لقد كانت مهمة لأجدادك القدامى في ذلك الزمن القديم، أما اليوم فالزمان قد تغير ولم تعد بحاجة إليها!!
(إخلعها) عن ظهرك وعش حياتك جميلاً بلا أشواك...!!
إخلعها وكن مثلي حراً .. طليقاً بلا أشواك مزعجة.
فكر القنفذ المسكين بتلك النصيحة القيمة من ذلك الثعلب الطيب!!
فقال في نفسه:
ولما لا .. علي أن أجرب جمال الحياة بلا أشواك؟
فتوارى القنفذ خلف الأشجار، يخلعُ أشواكه بيديه .. والثعلب يرقبه من بعيد .. ينتظرُ وينظرُ متربصاً إليه.
أكمل القنفذ نزع الأشواك من على ظهرة، قفز فرحاً بلطافة ملمسه وبخفته وجماله!
خلع الثعلب رداء الصداقة .. وكشر عن أنيابه وإنقض مسرعاً على القنفذ .. فغدا ذلك المسكين وجبة لذيذة للثعلب!
قصة (الثعلب والقنفذ) قد تبدو غريبة بعض الشيء، ولكنها قصة واقعا مر، واقعٌ ينعادُ ويكرر علينا مراراً وتكراراً.
القياس: 400 x 300
حجم الملف: 44.92 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.