بعد كورونا.. هل تتغير نظرة الصين للتكنولوجيا؟الروبوتات في الخطوط الأمامية في كل مكان في الصين لمنع انتشار فيروس كورونا (رويترز)رغيد أيوبلفتت انتباهي أثناء تجوالي في معرض كيتكوم الذي أقيم في الدوحة نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي وكان تحت شعار"مدن آمنة وذكية"، شاشة كبيرة لشركة هواوي تعرض وجوه المارين وتحللها وتعرض معلومات عنهم.عندما سألت عن هذا المنتج شرح لي مسؤول التسويق في هواوي عن فوائد النظام المتعددة من محاربة الإرهاب والقبض على المجرمين إلى ملاحقة حوادث السير البسيطة ولكن كان اهتمامي في ذلك الوقت يتمحور حول انتهاك الخصوصية، وقد حاولت أن احصل على إجابات لكن مسؤول التسويق امتنع عن شرح المنتجات الأخرى وأحالني للمسؤول الإعلامي الذي طلب مني كتابة أسئلتي وإرسالها له.العقد الاجتماعي والعقد التكنولوجيوضع جان جاك روسو قواعد العقد الاجتماعي الحديثة في القرن الثامن عشر التي تضمنت علاقة السلطة بالأفراد وفيه يقبل الأفراد بشكل ضمني أو صريح أن يتخلوا عن بعض حرياتهم ويخضعوا لسلطة الحاكم (أو لقرار الأغلبية) مقابل حماية بقية حقوقهم.وقد جعلت جائحة كورونا العالم بحاجة لإعادة تعريف العلاقة مع التكنولوجيا وإنشاء عقد تكنولوجي يحدد متى وكيف يمكن استخدام أنواع خاصة منها على الأفراد، فخلال السنوات الأخيرة وقبل هذه الأزمة ارتبط اسم التكنولوجيا في مخيلة الأفراد بمشاكل انتهاك الخصوصية والتجسس على المواطنين والقرصنة العالمية.ولكن مع تفشي فيروس كورونا أثبتت التكنولوجيا نفسها كخط دفاع أول عن الإنسان في مواجهة العدو الخفي كما حدث مع الصين.لذلك ربما تعتبر الصين الأقدر لبناء هذا العقد التكنولوجي للعالم بحكم خبرتها وامتلاكها هذه التكنولوجيا، خصوصا أنها وقبل هذه الأزمة كانت متهمة من قبل الولايات المتحدة بالتجسس على الدول من خلال تقنياتها في الجيل الخامس المقدمة من شركة هواوي، فهل تستغل الصين هذه الفرصة الذهبية؟ وهل يتعلم العالم من جائحة الكورونا كيف يستخدم التكنولوجيا لخدمة البشرية لا لتدميرها؟
القياس:
1026 x 580
حجم الملف:
74.89 Kb