📘🖌اليماني اهدى الرايات .. # لماذا أهدى الرايات ..في رواية طويلة لأبي بصير يرويها عن الإمام الباقر صلوات الله عليه،وصف فيها الرايات الثلاث ،ثم قال عن اليماني : وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني، هي راية هدى لأنه يدعو الى صاحبكم ،فإذا خرج اليماني ،حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ،وإذا خرج اليماني فأنهض إليه ،فإن رايته راية هدى ،ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ،لأنه يدعو الى الحق وإلى طريق مستقيم ..( غيبة النعماني :٢٦٤ ب ح ١٣)..🖌وفي رواية بكر بن محمد الأزدي ،عن الإمام الصادق صلوات الله عليه قال: وليس فيها راية أهدى من راية اليماني ،يهدي الى الحق ..( غيبة الطوسي:٤٤٦-٤٤٧ح٤٤٣- والتسائل هنا لماذا عد اليماني أهدى الرايات دون غيره من الرايات؟مع العلم بأن الرايات الشيعية المؤمنة التي تمت الإشارة إليها ليست بقليلة ،وفي بعضها من الخطورة مايجعل حظها من الوصف عاليا ،كما هو الحال في راية الخرساني ،التي يتقدمها جيوش الإمام المهدي صلوات الله عليه ( شعيب بن صالح) ،وراية الحسني الذي سيكون له دور كبير في عصري التمهيد والظهور الشريف للإمام ،ولكن رغم ذلك لم تحظ هذه الرايات بهذا الوصف ،لذلك لابد من الوقوف عند هذا السؤال لكي نعرف حقيقة الأمر .-ولعل حرمان راية الخرساني من هذا الوصف بالرغم انها تشمل عدد كبير من أصحاب الإمام بأبي وأمي ،وفيها جنود الطلقان الممدوحين بشدة ،كما أن فيها مثل شعيب بن صالح مما يجعل الوصف مثيرا ومقلقا في آن واحد ..-فمصطلح اهدى الرايات لايمكن القول عنه بأنه جاء مدحا اعتباطيا ،ولا يستهدف التأثير على واقع القاعدة الإجتماعية والدينية التي سيعايشها اليماني وبقية أصحاب الرايات ،فهذا الوصف أطلق على رايته من أجل إيجاد التأثير اللازم لإنجاح مهمة اليماني وتقوية قاعدته الناهضة للتمهيد المباشر للإمام عجل الله فرجه الشريف .🖌موقع أهدى الرايات ..فربما يكون الخرساني وثلة من أصحابه من حيث الألتزام والتدين الذاتي الشخصي في موقع لاينطبق مع حرمانه من وصف الأهدى ..وقد يكون اليماني بشخصه وذاته من حيث المواصفات لايرقى إلى أستحقاقات هذا المستوى من دون تسديد وتوفيق خاص؛إذ إن الملاحظ أن الهدى الذي تتحدث عنه الرواية متعلق بطبيعة مايحمله من هم ويسعى إليه من هدف ..فالأهدى منصب على دعوته ورايته ..فهو وفق وصف الرواية ( يدعو إلى صاحبكم ) ،( ويدعو إلى الحق )-وفي النواهي الواردة في الرواية أيضا لم ينظر أيضا الى الشخص ،وإنما النواهي صدرت بخصوص الموقف من هذه الدعوة ومنهاجها ( وجوب النهوض إليه) ،( لايحل الألتواء عليه) ،( فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ) ..-إذن الروايات لم تطرح صفة "أهدى الرايات " وهي ناظرة إلى الكفاءات القتالية،أو نمطية الأستعدادات الإدارية، وآليات الإدارة لديه،او أي امر من امور الدنيا،فهذه الأمور رغم اهميتها إلا أنها من الأمور الفنية يمكن ان يمتلكها البر والفاجر دون ان تعطيه أي نمط من أنماط الهدى وغيره ،ولهذا فهي ليست ادوات الترجيح الفاصلة بين الطرفين كما حاول البعض ان يفسرها بهذا الأتجاه .-فعلى مايبدو ان رايته لاترتبط بأهداف غير أهدف التمهيد ،ولا تنشغل بأهداف سياسية لأغراض غير أغراض هذا الهدف ،فاليماني في دعوته وأهدافه،يكون من الصدق في التوجه نحو هدف التمهيد بالشكل الذي يتميز فيه عن بقية الرايات التي تنشغل بأهداف أخرى لاعلاقة لها بالتمهيد،ولكنها قد تكون من ضمن تكليفها الشرعي أيضا.فلو افترضنا أن يكون الخراساني صاحب دولة في إيران على مايبدو من ظاهر الروايات ،لهذا فهو يحمل هموم نجاح هذه الدولة ببعدها الوطني،وقد يعد ذلك من أهم واجباته الشرعية الدينية ،ولكن لايكون التوجه الرئيسي لديه الى اهداف التمهيد للإمام صلوات الله عليه ،ولكنه تسلم مسؤولية يعد النهوض بها هو الواجب الشرعي الملقى على عاتقه، فهو من المعتقدين بالحق ولكنه لايحمل هم التمهيد للإمام روحي فداه كعنوان رئيس ،بل قد يحمله بالعناوين الثانوية المتأخرة .-وهكذا الأمر بالنسبة إلى شعيب بن صالح ونظرائه من أصحاب الطالقان ،أو انصار الإمام روحي فداه الذين في بادئ الأمر تحت راية الخراساني ..-وهو نفس الأمر بالنسبة إلى الحسني ،الذي يبدو انه عراقي ،ويدخل الوضع السياسي في واجهته المعلنة ببعده الوطني لا بالعنوان المهدوي ،فهو من المعتقدين براية الحق ،ولكن هموم هذه الراية المعلنة بقدر الأبعاد الوطنية ..-ومن الناحية الأستراتيجية ،فإن كون اليماني هو في أرض الحدث الذي يفضي مباشرة إلى الظهور الشريف ،أي في العراق ،والخراساني وشعيب بن صالح وأمثالهما يكونان في أرض خارج أرض الحدث ،وتؤثر فيه بالتبع وليس بالمباشرة ،،ولهذا فأن راية اليماني توصف بهذا الوصف بشكل تلقائي لانها الأكثر مساسا في شأن الظهور الشريف .-والراجح ان اليماني وصاحبها ،وإن دخلوا في عالم السياسة والشأن الأمني والديني العراقي ،ولكنها إنما دخلت فيها من خلال شخص اليماني وعملت فيها من أجل التمهيد للإمام روحي فداه، لا من أجل السعي لما تمليه الدوافع الوطنية أو المرجحات السياسية والحزبية وتقديرات المصالح التي تدفع عادة بالسياسين الى دخول هذا المعترك ،،-لاجل هذا وذاك حظي اليماني بمرتبة ( اهدى الرايات) ،وهذه المرتبة لاتعبر عن نفس اليماني وشخصه ،بل داعية الى رايته ومشرفة لها،وإن كان وصفه في الروايات بهذا الوصف من العلم وبذلك الوصف من التفرد بالدعوة للإمام روحي فداه يشير الى زكاوة نفس خاصة ،وإلى نقاء سريرة أخص .✍المصدر / كتاب راية اليماني الموعود لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير دامت تأيداته ..
في ألبوم: صور يوميات علي تميم
القياس:
1080 x 607
حجم الملف:
72.61 Kb