Ali aslan
في ايار 4, 2020
187 المشاهدات
خاطرة شهيد 10...(لابـدّ للوطن من رجال يدافعون عنه)
الشهيد خالد حمزه عبدالله عباس ولد في بابل 1976
أستشهد في مكحول 2016
لا يملك شيئا من هذه الدنيا غير زوجة صالحة وثلاثة من الأولاد الصغار ولكنهم جميعا مرضا، خرج من داره حاملاً هموما أثقلت كاهله متوجها إلى ساحات القتال، استوقفه على قارعة الطريق احد جيرانه الذين عاشروه فعرفوه بدماثة الخلق وحب مساعدة الآخرين وقد اعتادوا يوميا سماع فصول الأذان وترتيل القرآن تصدح بها حنجرتة . ودّع جاره موصيا إياه بوالديه المسنين و أطفاله، ‏ألتفت وراه وجال ببصره هنا وهناك ، لم يجد غير مساكن بسيطة متفرقة شيدها أصحابها في عرق جبينهم، وتراءى له ابنه الصغير يقف خلف نافذة غرفتهم التي كانت من دونك زجاج يمرقه بنظره مزعجت بين ألم الفراق والاعتزاز بأب مثله . تأمل وجه الولد ملياً يتسائل مع نفسه ماذا لو إصابته في ايام غيابه نوبة إغماء نتيجة لمرض وهو لم يترك لدا أمه ما تراجع به المستشفى وتشتري بها الدواء؟!.. ‏واطلت عليه ابنته الوحيدة وقدأعتلى محياها الحزن والوجوم، فهي تخفي بيدها ورماً بان في رقبتها لتضخم في الغدة الدرقية وهي بحاجة إلى عملية جراحية ولكنه لا يملك كلفة تلك العملية.. وتذكر طفله الراقد في المستشفى منذ أيام وهو ينتظر أباه ليعود به الى البيت.. وقف لدقائق.. يراجع نفسه ويخيرها بين رعاية أولاده الثلاثة المرضى وبين تلبية نداء الوطن الذي ينزف من جراحات ويدعوه للدفاع عنه، ايهما أهم واكثر ألحاحاً؟‏هنا سمع صوت زوجته الصابر المؤمنة مستنهضة لعزيمته وإيمانه: ‏لا تقلق فللأطفال أمهات ترعاهم ولا بد للوطن من رجال يدافعون عنه ، تذكر أمامك الحسين عليه السلام هل ترك القتال ليبقى مع ولده العليل زين العابدين في خيمته؟
لقد ترك الأمام الحسين عليه السلام لمحبيه درسا ما بعده درس في هجرة الأهل والأحباب تلبية لنداء الواجب..
اذهب يا زوجي إلى الجبهة ولا يهمك ما يعانيه أطفالك من أمراض، أين هي من أمراض أصابت ضمائر من أؤتمنوا على أرض العراق وثرواته وشعبه فخانوا الأمانة وخذلوا الشعب!
اذهب وناصر اخوتك المجاهدين لتمنع الإرهابيين الأشرار من أن يدنسوا مقدساتنا وينتهكوا أعراضنا..
ان جهودكم وتضحياتكم ‏هي التي ترسم مستقبلنا بالعز والكرامة وتمنحنا الأمن والأمان وتوقف المجازر التي ازهقت فيها آلاف الأرواح البريئة ومنها ارواح مئات الأطفال ممن هم بأعمار أطفالك الثلاثة . سارع هذا البطل إلى ساحات الجهاد حتى نال بعد ايام من القتال الظاري وسام الشرف والعزة والكرامة، وسام الشهادة، تاركاً ً وراءة زوجة مؤمنة صابرة وأطفالاً ثلاثة مرضى مستخلفاً الله تعالى عليهم لتقر عينه بلقياهم في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
منقول من كتاب أثــر
القياس: 479 x 871
حجم الملف: 108.29 Kb
أعجبني (5)
جارٍ التحميل...
5