كان انتصار الثورة الإسلامية في ايران منعطفاً تاريخياً ينطوي على تحديات جمة على جميع المستويات:1- دينياً وتاريخياً حيث استبعاد قيام حكومة ترفع راية الدين لا سيما وفق المذهب الشيعي الذي يفرض الكثير من القيود والشروط لإقامة مثل هذه الحكومة ما يجعلها مستحيلة على أقل تقدير2- الظرف الداخلي المتمثل بقوة النظام البهلوي الفارض لسطوته على جميع مفاصل الحياة في ايران وقضائه شبه التام على جميع الحركات سواء كانت اسلامية أو غير اسلامية من خلال اجهزة القمع التي امتلكها او من خلال فرضه للثقافة الغربية والعمل على تبديد ثقافة الأمة المستندة للعقيدة الاسلامية 3- الدعم العالمي اللامحدود للنظام البهلوي على شتى الاصعدة اعلامياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً الى الحد الذي صار معه هذا النظام شرطي الخليج ومدججاً بترسانة عسكرية اصبح من خلالها خامس قوة عسكرية في العالم وبإمكانه قمع أي تحرك مناهض دون أن يرد له ذكر في وسائل الاعلام4-•- الواقع الدولي الذي كانت تحكمه القطبية الثنائية المتمثلة بالاتحاد السوفيتي وامريكا بما لا يسمح ببروز قوة تمثل خرقاً لهذا الواقع وتتحداه أو تتمرد عليه ، بل لم يكن بمقدور أية قوة التعبير عن استقلالها عن أحد المعسكرين الشرقي أو الغربي5- الواقع الإقليمي الذي يفرضه الكيان الصهيوني ووجوده في المنطقة والذي لا يسمح بوجود طرف او جهة او دولة تؤثر عليه أو تتفوق عليه أو تخرج عن دائرة حساباته ومصالحه ولقد كانت جميع السياسات في المنطقة يجري رسمها في الكواليس طبقاً لمصلحة هذا الكيان وارادته .
في ألبوم: صور يوميات محمد صادق الكربلائي
القياس:
489 x 338
حجم الملف:
60 Kb
