ات
في آذار 23, 2021
22 المشاهدات
( الامام والامامة )
في رواية الصادق عليه السلام
(بسم الله الرحمن الرحيم)
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم "". اللهم عجل لوليك الفرج." وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخيره برحمتك ياارحم الراحمين
المقدمة : من خلال استقراء سريع لأحاديث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) حول حيثيات الإمامة وشروطها وآفاقها العظيمة, نجد أن الإمام أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يسلط الأضواء كاشفة على حقيقة المهام الكبرى التي ينهض بها الإمام الحق في دنيا المسلمين, مع ما يتمتع به من صفات رفيعة تؤهله للنهوض بهذه الأعباء الثقيلة.
فمن خطبة للإمام الصادق (عليه السلام) يصف فيها أئمة الحق من آل محمد (صلى الله عليه وآله) ويبسط القول في مسؤوليتهم الرسالية السامية نقتطف الفقرات الآتية:
(( أئمة من الله يهدون بالحق وبه يعدلون حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه. يدين بهديهم العباد وتستهل بنورهم البلاد وينمو ببركتهم التلاد. جعلهم الله حياة للأنام، ومصابيح للظلام، ومفاتيح للكلام، ودعائم للاسلام، جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومه.
فالإمام هو المنتجب المرتضى، والهادي والقائم المرتجى. اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرئه وفي البرية حين برأه طلا قبل خلق نسمة عن يمين العرش, محبواً بالحكمة في علم الغيب عنده, اختاره بعلمه وانتجبهه لطهره.
بقية من آدم (عليه السلام) وخيرة من ذرية نوح (عليه السلام) ومصطفى من آل إبراهيم (عليه السلام) وسلالة من إسماعيل (عليه السلام) وصفوة من عترة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
لم يزل مرعيا بعين الله يحفظه ويكلؤه بستره, مطروداً عنه حبائل إبليس وجنوده, مدفوعاً عنه وقوب الغواسق ونفوث كل غاسق, مصروفاً عنه قوارف السوء, مبرءاً من العاهات، محجوباً عن الآفات، معصوماً من الزلات، مصوناً من الفواحش كلها, معروفا بالحلم والبر في يفاعه, منسوباً إلى العفاف والفضل عند انتهائه, مسنداً إليه أمر والده صامتا في المنطق في حياته.
فإذا انقضت مدة والده إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبته، وبلغ منتهى مدة والده, فمضى وصار أمر الله إليه من بعده، وقلّده دينه وجعله الحجة على عباده، وقيّمه على بلاده, وأيده بروحه وآتاه علمه وأنبأه فصل بيانه واستودعه سرّه وانتدبه لعظيم أمره, وأنبأه فضل بيان علمه، ونصبه علما لخلقه، وجعله حجّة على أهل عالمه وضياء لأهل دينه، والقيم على عباده، رضي الله به إماما لهم.
استودعه سرّه واستحفظه علمه واستخبأه حكمته، واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم أمره وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده. فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل)).
الإمامة عهد رباني إلى الخلق: ومن دعائم الإمامة الشرعية، أن تكون عهداً ربانياً يتلقاه العباد؛ تبليغاً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يبلغ العباد بسائر الأحكام الرئيسية التي يصدع بها النبي المرسل (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويدعوا قومه إليها, وكما كشف كثير من أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وآثاره عن تلك الحقيقة رأى الإمام أبو عبدالله الصادق (عليه السلام) لزاماً عليه أن يدل الناس على ذلك, وهذه بعض أقواله بهذا الشان:
عن عمرو بن الأشعث قال: ( سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ((أترون الموصي منّا يوصي إلى من يريد! لا والله ولكن عهد من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل فرجل حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه)).
وعن معاوية بن عمار, عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:((إن الإمامة عهد من الله عزّ وجلّ معهود لرجال مسمين. ليس للإمام أن يزويها عن الذي يكون بعده)).
وفي الاخبار عن كلام لأبي محمد الحسن العسكري عليه السلام في مشارق أنوار اليقين ( ص ٤٨ و ٤٩ ) .
الخاتمة نقتطف قطعة مما وجد بخطّ الامام الحسن العسكري عليه وعلى آبائه السلام ؛
أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب ونسوا الله رب الأرباب والنبيّ وساقي الكوثر في مواطن الحساب ولظى والطامة الكبرى ونعيم يوم المآب فنحن السنام الأعظم وفينا النبوة والإمامة والكرم ونحن منار الهدى والعروة الوثقى والأنبياء كانوا يغترفون من انوارنا ويقتفون آثارنا وسيظهر الله مهدينا على الخلق والسيف المسلول لاظهار الحق .
اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم لا تحجب إحســـــــانك عنا بتقصيرنا ولا تمنعنا فضلك بغفلتنا وأجعلنا شاكرين لنعمك راضين بقضائك متلذذين بذكرك طامعين في رضاك وعفوك عنا ..
أسأل المولى العلي القدير أن يغفر لي ولكم ولوالدي ووالديكم ولامواتنا وامواتكم واموات المؤمنين والمؤمنات ..
نسألكم الدعاء / الحاج صلاح حدرج
القياس: 720 x 897
حجم الملف: 116.31 Kb
أعجبني (3)
جارٍ التحميل...
3