بعد يوم واحد من انطلاق فتوى الجهاد الكفائي قمنا بتأسيس معسكر بالتنسيق مع قيادة قوّات الجيش العراقي لتأهيل المتطوّعين.مجاميع المتطوّعين التي كانت تأتي إلىٰ المعسكر كانت كبيرة جدًّا، من ضمن تلك المجاميع جاءت مجموعة من قضاء الحمزة الغربي في محافظة بابل، قمتُ باستقبالهم وتأمين الغرف لهم، لتأهيلهم وفرز المقاتلين منهم من غير المقاتلين، قائد تلك المجموعة كان شيخًا ذا عمامة بيضاء، كانت آثار التعب واضحة عليه فسألته عن سبب ذلك التعب، فأجاب: «أنا وبعض أفراد هذه المجموعة كنّا في سوريا نقاتل في صفوف المدافعين عن حرم السيّدة زينب (عليها السّلام) وحال سماعنا بفتوىٰ الجهاد الكفائي عدنا فورًا لنقاتل تلك المجاميع في العراق وآثار التعب سببها السفر من سوريا إلىٰ العراق إضافة لعدم النوم لعدة ساعات متواصلة».انتابني شعور غريب وأنا أتصفّح تلك الوجوه التي غيّرتها حرارة الشمس، شعرت بروحانيّة عجيبة وأنا بينهم، من بين تلك الوجوه كان رجلًا كبيرًا يتجاوز عمره الـ ٨٠ عامًا، متعب الوجه منحني الظهر، دار بيني وبينه حديث صغير، سألته فيه:- هل أستطيع أن أخدمك بشيء يا حاج؟- لا، شكرًا لك.- ماذا تفعل هنا؟هنا نظر لي بعصبيّة قائلًا: «ويّاهم، حالي حالهم».. فقلت له: أهلًا وسهلًا ونحن بخدمتك.ذهبت بعدها لأسأل قائد تلك المجموعة عن هذا الرجل، فقال: هذا الحاج جاء معنا من قضاء الحمزة، كنّا نتحضّر للمجيء إلىٰ أحد المعسكرات في بغداد للذهاب منه إلىٰ الموصل فجاء هذا الرجل وقال لي: "هل حقًّا السيّد السيستاني أعطىٰ فتوىٰ بالجهاد الكفائي؟" فقلت له: نعم، فصعد إلىٰ السيّارة من دون أن يتحدّث معي أيّ كلمة، فقلت له يا حاج إنّ هؤلاء الشباب ذاهبون إلىٰ المعركة، فقال نعم وأنا أيضًا ذاهب إلىٰ المعركة معهم، حاولت إقناعه بالنزول من السيارة لكنّه لم يكترث لكلامي، علمتُ منه في طريقنا إلىٰ هنا أنّه لم يخبر عائلته بالمجيء إلىٰ هنا، هو فقط سمع من أحدهم أنّ السيّد السيستاني أفتىٰ بالجهاد فلم يتمالك نفسه وجاء معنا لتلبية تلك الفتوىٰ.________________________________________#قبسات من احدى قصص البطوله والفداء #أثر_ج٢ إعداد: #التوجيه_العقائدي. #ذكرى_انطلاق_فتوى_الجهاد_الكفائي#الذكرى_السابعة#كل_عاشق_سالكا_سبيله
القياس:
934 x 1280
حجم الملف:
113.71 Kb