ام فداء الموسوي
في آذار 28, 2021
35 المشاهدات
لقد أطال هذا الرجل المسنّ وقوفهُ ها هنا، السبعيني الوحيد بين زحمة الشباب...
تمتد يمناه المُتغضّنة ليتفحص هذه البساطيل بعناية، يأخذ هذا ويردّ ذاك...
يُدني عقاله المائل قليلاً إلىٰ منتصف رأسه، كأنه وأخيراً أعجبَه.
يسألني: بوية ماشوفن عدِل هذا شگد الرقم خافنّه موش رقمي وانوب ما أمشي عدل!
تبسّمت، وسألته: ليش حجي شتسوي بيه؟!
_ ها! صدگ تحچي بوية، چا مو السيّد انطا فتوى!
_ حجي أنتِ رجال چبير.
_ هي الفتوىٰ للكبار، وهسة أنت صغير من تطوّع راح تصير چبير وگول ما گلي حجي ناصر!
أخبرته بقياس البسطال وانتعله، نتر الشريط المعلّق، تقدّم خطوة، وقف مزهوّاً، رتّب عقاله مجدداً، قدّم ذؤابَتَي يشماغه الىٰ أمام منكَبَيه، التفت إليّ مبتسماً، ناولني الثمن وأدار ظهره راجلاً الىٰ نهاية الشارع...
كما في الأساطير تماماً، كأنه تأزّر ببزّة خارقة واستعد لولوج ثقبٍ نوراني يحيله الىٰ زمانٍ ومكانٍ آخرَين...
أين تلك الخطوات المتهادية المرتعشة وذاك الظهر المتقوّس، ماذا أرىٰ الآن؟ استقامة النخيل ونضرة الفِتاء.
استقلّ الحافلة المكتظّة بالرجال، الصاخبة بالأهازيج، ردد معهم:
«السيّد زامط واحنا على زماطه»
وغادرت الحافلة.
_ #زهراء_حسام.
القياس: 1080 x 700
حجم الملف: 102.07 Kb
أعجبني (8)
جارٍ التحميل...
8