ات
في حزيران 8, 2021
29 المشاهدات
من أراد أن يعرف قيمة السيد الخميني - قُدِّس سره - المعنوية, فعليه قراءة (الاربعون حديثاً) هذا البحر الأخلاقيُّ المتلاطم الذي يموج بالتقوى العالية, وخيرُ دليلٍ على ذلك أنَّ أثره يبقى فيك طويلا.
ويقيسُ بعض النَّاس قوة السيد الخميني - قُدِّس سرُّه - النفسية بثورته ضدَّ الشاه, وفي رأيي أنَّ هذا القياس خاطئ, فقوته الحقيقية تكمن في أمرٍ آخر أسطره لك بهذا البيان.
رجلٌ قام بثورةٍ, وقامت عليه حربٌ بالوكالة, تمدُّها أمريكا بموقفها, ودول الخليج بأموالها, ومصر والاردن والمغرب برجالها وعتادها, وصدام الطاغية بعتوّه وتجبره.
والعدو الداخلي بمسعود رجوي ومنظمة منافقي خلق أشدّ خطراً وضررا.
والطائرات العراقية تقصف إيران شبراً شبرا, وهو يرى بأم عينه ترمّل زوجة, ويتم طفل, وثكل والدة, من شيعة العراق وإيران.
إنَّ تهدم عائلة بفقد معيلها أشدُّ على قلبه من تحطم بناية, وانهيار جسر, واحتراق دبابة.
كان عليه أن يتحمَّل كلَّ هذه الآلام, وعليه أن يُفاضل - عاطفياً على الأقلّ - بين هذه الخسائر العاطفية , وبين الموقف الفقهي من الوقوف في وجه صدام, وأن يقف - نهاية المطاف - مع الحكم الشرعي أمام العاطفة, وهنا تكمن قوته الحقيقية.
إنَّ هذه الحرب أصعب من الحرب مع صدَّام, فالحرب مع صدام ماديَّة تخوضها بالدبابات والمدافع, ومع النفس معنوية تخوضها بالورع والتقوى.
عندما نُفي السيد الخميني - قُدِّس سره - إلى تركيا, في بيتٍ فيه غرفةٍ ذات ستائر مسدلة, كان معه أحد أولاده, لعله السيد مصطفى, لا أذكر, أراد أن يُحرك الستارة عن النافذة فزجره والده السيد - قُدِّس سره - فاستغرب الولد فسأل أباه عن السبب؟
فقال ما مضمونه: هناك جواسيسُ للشاه يراقبون المكان, فإذا أزحنا الستار سيقولون:أصيب السيد الخميني بالضيق فأزاح الستار عن النافذة ليرى الشارع في الخارج, وهذه وهنٌ على الإسلام , ولن أعطيهم هذه الفرصة.
رحم الله آية الله العظمى السيد الخميني -قُدِّس سره - وجزاه الله عن التشيّع خيرا.
بقلم السيد ابو محمد
القياس: 719 x 717
حجم الملف: 348.11 Kb
أعجبني (3)
جارٍ التحميل...
3