حاولت الكتابة عن هذه الجريمة مرارا، لكنني لا استطيع الا ان احوم حولها. لأن الكلمات لا يمكنها ان تختزل المشاعر، وتصوّر شدة الألم من استذكار الماضي.. من تلك اللحظات التي شاهدتُ –لأول مرة- صور ومقاطع جريمة سبايكر.اتذكر حالة الناس في تلك الأيام.. غمامة من ذهول، لم يصدِّقون الحدث، وكأنهم في نومٍ مزعج يأملون أن يستيقظوا عنه. وبعد ايام وحين بدأت جثث الشهداء تطفو فوق مياه دجلة في مناطقهم، تبدد ذلك الأمل.كلما اجد ذلك الألم اقول مع نفسي: ساعد الله قلبَ امهّاتِ هذه الفتية، وآبائهم. فانا لله وانا اليه راجعون.لكني اقول في ذكرى هذه الجريمة ما يلي:اخواني: الماضي بوصلة لمعرفة الحاضر والمستقبل معاً.. ولذا كان التاريخ افضل معلًم لمن اراد التعلم منه. وتارة، بعض المشاهد والصور تختزل لك التاريخ كله.ومنها الصورتان ادناه، اذ انهما يكفيان في اعادة البوصلة، وضبط الاتجاه، وتعديل الموقف من الاحداث والاشخاص معاً. لا اتحدث الان عن القتلة والمجرمين والسفاحين. بل عن (رُعاة الإرهاب). المحرضِّين والداعمين بالأمس، والذي بدّلوا جلودهم واصبحوا دعاة للوطنية اليوم.اولئك الذئاب الذين صفَّقوا لدخول د1عش، بل شاركوهم جرائمهم.. اولئك الاعلاميين و ساسة الاحزاب والنشطاء والمدونين.. الذي ظنوا بسقوط الموصل سقوط العراق، فاستعجلوا عن كشف هوياتهم.. امثال الكبيسي و البشير و التميمي والشارب من مشاربهم.. فتغريداتهم لا تزال محفوظة في ذاكرة الهواتف.فهم شركاء في كل دمٍ سُفك من اخواننا، وكل عرض هُتك من أخواتنا.ايها الاخ العزيز، عراقياً كنت او عربياً. يكفي ان ترجع بذاكرتك – او ذاكرة التغريدات- لتكتشف المواقف في تلك الايام من هذا الحدث وامثاله، لتعدِّل بوصلتك. فمن وقف – حتى بكلمة – في ذلك اليوم مع د1عش و اخواتها، من اعلاميين وسياسيين.. اجعله في خانة العُملاء والخونة، بل المجرمين القتلة.. واذا فتح فمه ليلقي عليك خطاباً في السلام و الدعوة الى بناء الوطن .. فتذكَّر شباب سبايكر وفتيات سنجار.. ثم القمه حجراً. والا فتوقَّع ان يعيد لك التاريخ درسه.. فالتاريخ - يا صديقي- معلِّمٌ جلف غليظ.انتهى!___________________________#قبسات للسيد #محسن_المدرسي
القياس:
540 x 655
حجم الملف:
87.18 Kb