قبسات
في تموز 19, 2021
7 المشاهدات
في رحاب الامام الباقر (عليه السلام )
#الانحراف_والمواجهة_الثقافية :
يقول السيد الخامنئي دام ظله: لقد قيل الكثير بشأن الإمام الباقر (ع)، غاية الأمر أنّني سأكتفي بنقطتين من حياته.
إحداهما، عبارة عن مواجهته لتحريف المعارف الإسلاميّة والأحكام، هذا الشّيء الّذي حدث في عصر الإمام الباقر (ع) بصورةٍ أوسع وأكثر تفصيلًا من أيّ زمانٍ آخر، فماذا تعني مواجهة التحريف؟ المقصود من مواجهة التحريف هو أنّ دين الإسلام المقدّس، بالمعارف والأحكام التي لديه، وبآيات القرآن الّتي حدّدت للمجتمع الإسلامي، بل لكلّ عالم الإنسان والبشريّة، خصائص وشروط، بحيث لو عرفها النّاس وتمسّكوا بها لما أمكنهم تحمّل بعض الأشياء الموجودة في مجتمعٍ معروف بالمجتمع الإسلاميّ.
فلا يُمكنهم تحمّل حكومة الظالمين مثلًا، أو حكومة الفسّاق والفجّار، أو حكومة الجاهلين. كما لا يُمكنهم حتمًا تحمّل التمييز والتقسيم غير العادل للثّروة في المجتمع، والكثير من هذه المفاسد الموجودة في المجتمعات الإسلاميّة والتي لا يُمكن أن تنسجم مع الأحكام الإسلاميّة والنّظام الإسلامي.
بعض السلاطين والحكّام الّذين أمسكوا بزمام السّلطة تحت عنوان خلافة النبيّ - كبني أميّة وآل مروان - هؤلاء لم يكونوا لائقين بأيّ شكل لكي يحكموا المجتمع الإسلاميّ، ولقد أوجدوا في عهد حكومتهم كلّ أنواع الفسق والظلم والفساد والتمييز والجهل، وباختصار الانحرافات المختلفة. فلو كان من المقرّر تبيان الأحكام الإسلاميّة والآيات القرآنية كما هي للنّاس، لما كان ممكنًا لهؤلاء أن يستمرّوا في الحكم والإمساك بالسّلطة، لهذا قاموا بعمليّة التّحريف، وقد فعلوا ذلك من عدّة طرق. أحدها، هو أن يخدعوا بعض الفقهاء والحكماء والمحدّثين والقرّاء والوجهاء وأمثالهم ويجعلونهم إلى جانبهم، يعطونهم المال أو يُخوّفونهم. فحملوا البعض طمعًا أو خوفًا لترويج ما يحلو لهم بين النّاس.
لهذا، لو نظرتم إلى تاريخ القرنين الأوّلين للإسلام، لرأيتم مشهدًا عجيبًا، لرأيتم من الشخصيّات المعروفة بالقداسة والتقوى والعلم الكثير ممّن صاروا في خدمة الحكّام وأمراء الجور، ممّن كانوا يفتون النّاس بأحكام عجيبة وغريبة تحت عنوان الإسلام.
انظروا الآن من باب النموذج، أيّ حكمٍ هذا الّذي ينطق به عالمٌ بهذا الشكل، حيث يعتبر أنّ أولي الأمر، الّذين أمرنا الله تعالى والقرآن بطاعتهم، هم أيّ شخص يتسلّط على النّاس بأيّ وسيلة، حتّى ولو كان ذلك بالمكر والحيلة والسّيف والقهر والقتل، فإنّه يستطيع أن يحكم النّاس. لقد أصبح هذا هو معنى "أولي الأمر" ...
✅ ها هنا يريد الأئمّة (ع) أن يُقيموا الحكومة الإسلاميّة الصحيحة وأن يُثبّتوا النّظام العلويّ، فماذا يفعلون؟
إنّ أوّل خطوة هي تبديل الذهنيّة العامّة للنّاس، وأن ينتزعوا تلك الثّقافة الّتي يُصطلح عليها بأنّها إسلامية ضدّ الإسلام والّتي كانت قد رسخت في أذهان النّاس، ويضعوا مكانها ثقافةً صحيحةً وقرآنًا حقيقيًّا وتوحيدًا واقعيًّا، هذه هي #المواجهة_الثقافيّة.
فالمواجهة الثقافيّة لا تعني فقط الجلوس وبيان بعض الأشياء من أحكام الإسلام، من دون توجّهٍ ومن دون مسارٍ ثوريّ وجهاديّ، فهذه ليست مواجهة، بل المواجهة الثقافيّة تعني السّعي لتبديل الذهنيّة العامّة والثّقافة الحاكمة على عقول النّاس، من أجل أن يتمّ تعبيد الطّريق باتّجاه الحكومة الإلهيّة، وقطع الطّريق على حكومة الطّاغوت والشّيطان...
✅ أما العمل الاخر الذي عمل به الامام لا مجال لذكره هنا وربما في منشور لاحق ان شاء الله تعالى.
____________________________
#قبسات من 📚 #انسان_بعمر250سنة،
للسيد الخامنئي: ص 313 ـ 316, باختصار يسير.
القياس: 824 x 757
حجم الملف: 80.58 Kb
أعجبني (6)
جارٍ التحميل...
6