في رحاب الامام الباقر (عليه السلام)#بناء_التشكيلات_السرية في مواجهة الانحراف:تعرضنا لرأي السيد الخامنئي دام ظله في دور الإمام الباقر (ع) للانحراف والمواجهة الثقافية التي تعرض لها المجتمع الاسلامية, وقلنا النقطة الأولى التي يمكن تسميتها بـ (تبديل الذهنيّة العامّة والثّقافة الحاكمة على عقول النّاس).أما الحديث في الحلقة الثانية (بناء التّشكيلات السريّة):يقول السيد دام ظله: العمل الآخر في حياة هذا الإمام، كان عبارة عن تنظيم التشكيلات، فماذا يعني هذا؟ أي أنّ المرء يقوم بنشر تلك المعارف وذلك التغيير الثّقافيّ والمواجهة الثقافيّة داخل المجتمع كبذرٍ ينثره الإنسان في الأرض هنا وهناك. حسنٌ، فإنّ بعض هذا البذار سيُنبت وبعضه سيموت، وبعض ما ينبت سيُداس عليه ويزول، ولعلّ بعضه لن يُثمر كثيرًا، هذا هو حال البذر. وبعض الأحيان، كلا، فذلك المزارع الماهر الخبير والعاقل، بالإضافة إلى أنّه يبذر الحبوب، فإنّه يُحافظ عليها، فكيف يفعل ذلك؟ من خلال تجهيز أشخاصٍ وبثّهم في أرجاء العالم الإسلاميّ من أجل القضاء على الشّبهات الّتي وقع فيها أولئك الّذين تأثّروا بذلك الإعلام والتّعاليم، فيحصلون على المزيد من المعرفة ولا يقعون تحت تأثير إلقاءات العدوّ، فلا يُشتبه عليهم الأمر ويُحافظون على روابطهم فيما بينهم، فيكون ذلك ضمانة كافية لأجل أن ينمو ذلك الحبّ سالمًا في أرضٍ مستعدّة وخصبة.وقد كان هذا الأمر من أعمال الإمام الباقر (ع)، حيث كان يُربّي أشخاصًا ويُعدّهم ويخصّهم بالعناية ـ التلامذة الخواص ـ ثم يربطهم ببعضهم، ويبثّهم في أرجاء العالم الإسلاميّ كأقطابٍ وأركانٍ ووكلاء ونوّاب ليتابعوا ما قام به، ويتحمّلوا أعباء التّبليغ والتّعليم الّذي قام به. وهذا التّنظيم السرّي للإمام الباقر (ع)، كان قد بدأ قبل عصره لكنّه تفاقم وازداد في زمانه، وبالطّبع، فقد وصل في زمن الإمام الصّادق والإمام موسى بن جعفر (ع) إلى أوجه، لقد كان هذا عملًا آخرًا وهو شديد الخطورة.لهذا ترون في الرّوايات كيف أنّ بعض أصحاب الإمام الباقر (ع)، يُعرفون بأصحاب السرّ، كجابر بن يزيد الجعفيّ، فجابر الجعفيّ كان من أصحاب السرّ، فماذا يعني ذلك؟ إنّه من أولئك الّذين كانوا يتواجدون في أرجاء العالم الإسلامي وفي كلّ الأماكن ممّن يتحمّلون مسؤولية هداية المستعدّين والمحبّين والأخذ بأيديهم وإشباع أذهانهم. وكان الجهاز الحاكم أينما وجد هؤلاء يُعرّضهم لكلّ أشكال الضّغط والقمع ...______________________________#قبسات من📚 #انسان_بعمر250سنة، للسيد الخامنئي: ص 317، 323.
القياس:
960 x 1280
حجم الملف:
248.07 Kb