فدا السلطاني
في اب 19, 2021
2 المشاهدات
حوزة احباب الصادق عليه السلام الالكترونية للفتية والفتيات:
ٰ
{كُلُّ مَولُودٍ يُولَدُ عَلَىٰ الفِطرَة...}🤍
هٰكذا قال رسول الرحمةِ مُحمَّد (صلىٰ الله عليه وآله)، فَـمِن واجبنا كـ‌رساليينَ ساعينَ في الحِفاظ علىٰ تلك الفطرة أن نكون أولَ من يتكفَّلُ تعليم الأطفال وتأديبهم بالآداب التي تُغذِّي فطرتهم بالمعرفة دُون أن تُلوثها.. تلك الآدابُ التي ذكرها (صلىٰ الله عليه وآله) حِين قال: {أَدِّبوا أَولادَكُمُ عَلىٰ ثلاثِ خِصال حُبِّ نبيكُم وأهل بيته وقِراءةِ القُرآن}
⚫️ شهرِ مُحرَّمٍ .. هُوّ شَهرُ الحُسين
وحين نُؤدِّبُ أولادنا عَلىٰ حُبِّه فَـ‌نحنُ نؤدبُهُم علىٰ حب الرسول والقُرآن أيضًا، فهو (صلىٰ الله عليه وآله) القائل: {حُسّينٌ مِنِّي وأنا مِن حُسين}، والقائل: {..كِتابُ اللهِ وَعِترَتِي أَهلَ بَيتي.. إِنَّهُما لَن يَفتَرِقا..} فَـ الحُسين قُرآنٌ ناطِقٌ، وبدمائهِ حُفِظ الدين..
❗️ ولكن .. تأديبُ الأطفال وتعليمهم المعارف الدينية لوحدهِ -دون تحطيم الأصنام وردِّ البدع- لا يكفي، فـ{ما هَدَمَ الدِّينُ مثلُ البِدع}، وما أبشعها حِين تدخُلُ تلك بذكرىٰ سيد الشُّهداء، فـ‌تأتي كَـبِدعة، وحِين تُحاول الخُروج تكون شُبهة... ويأتي هُنا دور العُلماء، فقد قال النبي مُحذرًا إياهم: {إذا ظَهَرَتِ البِدَعُ فِي أُمَّتي فَـ‌عَلَىٰ العالِم أَن يُظهِرَ عِلمَهُ؛ فَإن لَم يَفعَل فَـ‌عَلَيهِ لَعنَةُ الله}، فالعالِمُ الساكِتُ علىٰ البدعةِ ملعون، والناطِقُ باستحبابها ميتُ الأحياء، صُورتهُ صورةُ إنسان وقلبهُ قلبُ حيوان كما قال بابُ مدينةِ عِلمِ رسول الله: {وَآخَرُ قَدْ تَسَمَّىٰ عَالِمًا وَلَيْسَ بِهِ، فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ، وَأَضَالِيلَ مِنْ ضُلَّالٍ... يَقُولُ أَقِفُ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وَفِيهَا وَقَعَ، وَيَقُولُ أَعْتَزِلُ الْبِدَعَ وَبَيْنَهَا اضْطَجَعَ، فَالصُّورَةُ صُورَةُ إِنْسَانٍ، وَالْقَلْبُ قَلْبُ حَيَوَانٍ لَا يَعْرِفُ بَابَ الْهُدَى فَيَتَّبِعَهُ، وَلَا بَابَ الْعَمَىٰ فَيَصُدَّ عَنْهُ وَذَلِكَ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ}.
🩸 (التَّطبير) ...
كلمةٌ حِين يقرأُها مُؤّيِّدوه بَعدَ مُقدِمةٍ كـ‌هٰذهِ تثورُ ثائِرَتُهُم، وتزدادُ عصبياتُهم، وتكبرُ أحقادُهم، ويبقىٰ الكلام مِثلَ ضَربِ الحجر فِي الماء دونَ الإلتفات إلىٰ أن الحُسين خرجَ ضِدَّ هذهِ الخصال الجاهلية التي كان يحمِلُها أعدائُه... وذٰلك ليس اتهامًا نذكُره، بل واقعًا نعيشُه.
📜 نعم ، لِلمُطبِّر أدلتهُ التي يصدحُ بِها..
ولكننا نحنُ أتباعُ آل محمَّد حِين نُناقِش يكون شعارنا: (نحنُ أبناءُ الدَّليل أينَما مالَ نَمِيل)، فـ‌حِين نتَّهِمُ التطبير ونقوله عنه بدعة فـ‌هٰذا يعني أنَّه ليس من الدين ولم يكن بالدين، ولم يُشرعه الدين، ولم يأمر بهِ، ولم يندُبه، أو حتّىٰ يُشيرُ لاستحبابه، ولكن دخل فيه وفرض نفسهُ.. واشتبه بالحق فـ‌تحوَّل داخلهُ لِـ‌شُبهة، فـ‌قد {سُمِّيَتِ اَلشُّبْهَةُ شُبْهَةً لِأَنَّهَا تُشْبِهُ اَلْحَق} وَ وجد لهُ مُدافعين عَنه فَـ‌توسَّع وَصارت لاستحبابهِ تأويلاتُ أدلة!، وأسانيدُ تُذكر!.
وقد قال الشَّيخ محمَّد جواد مغنية (رحمه الله) مُتحدثًا عن التطبير: (فإنَّ هٰذهِ العادات المُشينة بِدعَةٌ فِي الدّين والمَذهَب وَقَد أحدَثَها لأنفُسِهم أهلُ الجهالةِ دُونَ أن يأذن بِها إمامٌ أو عالمٌ كبير).
ولِـ‌حُبِّنا للإمام الحُسين (عليه السلام) ولأمَلنا بأن تكون ذكراه كـ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾، وإنطلاقًا وتطبيقًا لـ‌قول سماحة السيِّد محمَّد حُسين فضل الله (رضوان الله تعالىٰ عليه) في التطبير: (لا بُدَّ مِن صوتٍ يُنقذُ هٰذهِ الذكرىٰ مِن كُلِّ هٰذهِ الوَسائل) أقام فريق (فتيةُ عليٍ الكرار وفتياتُ زينبِ الحوراء) -الذين يُريدون أن يكونوا مِصداقًا حقيقيًا لإسمهم- بـ‌درسٍ توعوي حَول التطبير كي يكبر أبناءُ الفريق وهُم حامِلون لتلك الأفكار، قبل أن يأتي من يأتي ويلوثُ لهُم فِطرتهم السليمة الّتي تُحبُّ الجمال، وتشمئزُّ من كُلِّ قبيح، فـ‌كان الدَّرسُ علىٰ عدة محاور:
1️⃣ المحور الأول:
مِن المعلوم فِي (أصول الدين) إنَّ الإمامةَ هِي فرعٌ للنبوة، وكلاهُما يُؤَديانِ نفسُ الوظيفة ألا وهي تعليمُ الناس وإرشادُهُم إلىٰ سُبُلِ الفلاح، ولكن يبقىٰ السؤال: كيف وصلتنا تلك التعاليمُ والإرشادات وقد مضىٰ علىٰ زمنهم أكثر من ألفِ سنة؟!
بلا شك قد تناقلها الأصحاب شخصًا عن شخص، ورُويت من كتابٍ لكتاب.. ولكن ماذا يحصُل أثناء التناقُل...؟!
2️⃣ المحور الثاني:
لعبةٌ هادفة مفادها أن يتناقل الجميع قُصّةً فيما بينهُم من شخصٍ لشخص ويلاحظوا الفرق بين أصلها، وما وصل بعد تناقُلِها، وكانت القُصَّة:
(أرادت فتاة أن تتعلَّم من أُمِّها طريقة طهي السّمكة، فَـرأتها تقطَعُ رأسَ السَّمَكةِ وذيلها فسألتها عن السبب فقالت: لا أعلم، تعلَّمتُ ذلكَ مِن أُمِّي، وحين ذهبت الفتاةُ لجدتها وسألتها قالت أيضًا: لا أعلم، تعلَّمتُ ذلكَ مِن أُمِّي، فـ‌ذهبت لتسألَ أُمَّ جدَّتِها فقالت لها: كانت مقلاتي صغيرةً لا تكفي لِكامِل السَّمكة فَـكُنتُ أقطعُ رأس السّمكة وذيلها كي تتَّسِعَ لها المِقلاة)!.
واللطيف أنّها وصلتنا بعد التناقُل إلى: (اكو بنيّة گالت لأُمها ليش ايگصون راس الدجاجة؟، گلتلها علمود الطاوة اتكفي)!.
‼️ ويهدفُ ذٰلكَ إلىٰ أمران مُهمان:
ـ الأمر الأول: مضمون القُصّة لوحدها.
ـ الأمر الثاني: فكرة اللعبة لِوحدها.
📜 فـ القُصَّة تحكي لنا عن تناقل العادات والتقاليد جِيلًا عن جِيل دُون أن يتأكَّد أَحدٌ عن علة حدوثها، وهدفها وفائدتها، فـ‌بعضُ المُطبِرون لا يعلمون لِماذا يُطبرون وإن سألتهم عَن مدا إدراكهم لَقالوا: ﴿حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾.. وأجدادنا وأقاربنا ومُجتمعنا وكُبرائُنا، وحتّىٰ لو أجابوا بـغير ذلك فـما أوهن أجوبتهم التي ما تلبثُ حتىٰ تتعارض مع آياتٍ قُرآنية.
🧍🏻واللعبةُ تُشيرُ إلىٰ الروايات التي تصلنا وكيف يُضاف عليها من بعض الكذبةِ والوضاعين، وكيف تحتاجُ إلىٰ دراسةٍ لأحوالِ الرواة، وتحكيم الرواية إلىٰ العقلِ والقٌرآنِ، فـ‌مما يستَدِلُ به المُطبرون علىٰ شرعية وجواز تطبيرهم: ما نُقِل من رواية ضربِ السيِّدةِ زينب لِرأسها بمحملِ الجمل، وهي لا تصُح؛ لأنّ الرواية مُرسلة، ويعني ذٰلك أن بعض الرواة مجهولون لا نعرف صفاتهم، فضلًا عن إنَّها مُتعارضةٌ مع الرواية التي تُشيرُ إلىٰ أن السبايا أُركِبوا علىٰ نُوقٍ لم يكن عليها محملٌ؛ لإذلالهم، فقد رُوي عن ابن طاووس: (وَحَمَلَ [ابنُ سعد] نِساءَهُ [الحُسين] (صلواتُ الله عليه) عَلىٰ أحلاسِ أقتابِ الجمالِ بِغَيرِ وطاء...)، ثُمَّ أن السيدة زينب كما نعلم معصومةٌ عِصمة صُغرىٰ، مُطيعةٌ صابرة، فـ‌كيف لها أن تعصي إمام زمانها، وليَ الأمر الذي فرض اللهُ طاعته حِين قال لها: {أُخيّة.. لا تَشُقّي عَلَيًّ جَيبًا، ولا تَخمِشي عَلَيَّ وجهًا}، والعقل يحكُم بأنَّ الصغائر حِين يُنهىٰ عنها، فالكبائر مِن نظيراتها منهيٌ عنها تَبعًا لذلك النهي.
➖ ومما يُستدلُ بِهِ أيضًا هو حديثُ حُرمةُ وكراهةِ الجزع واستثناءهُ علىٰ الإمام الحُسين، وفي ذلك نُشير إلىٰ أن الجزع غير عُقلائي بذاته ومرفوضٌ عند العُقلاء، هٰذا فضلًا عن كونِ بعض المُحرماتِ لا تُستثنىٰ إلا مع اضطرار، وحادثة مقتل سيد شباب أهل الجنة هي بنفسها استثناء، فلا يُستثنىٰ استثناءٌ لاستثناء!، وأيضًا لو كان الجزعُ علىٰ الإمام الحُسين مُستحبًا ومُنتدبًا فـ‌لماذا يَنهىٰ الإمامُ الحُسين السيدة زينب عن فعل المُستحب!، وحتىٰ لو أُخذ برواية الجزع -بغض النظر عن سندها- فـحدودهُ تحتاج لروايةٍ أُخرىٰ كي توضِّحه، فقد رُوي عن الإمام الباقر (عليه السلام): {أَشدُ الجَزع الصُراخ بالوَيلِ والعويل ولطمُ الوَجهِ والصَّدر، وجزُّ الشعر، ومن أقام النواح فقد ترك الصبر، ومن صبر واسترجع وحمِدَ الله تعالىٰ فقد رضي بما صنع الله، ووقع أجره علىٰ الله عزَّ وجلَّ، ومن لم يفعل ذلك جرىٰ عليه القضاء وهو ذميم، وأحبط الله عزَّ وجلَّ أجره}؛ ولذلك نحنُ نقولُ فِي زيارةِ عاشوراء: {اللّهمّ لك الحَمدُ حمد الشاكرين لك علىٰ مُصابهم، الحَمدُ للّهِ علىٰ عظيم رزّيتي...}، ومع ذلك فـ‌الدين يُريدُ للإنسانِ أن يُحافِظ علىٰ وَقاره كما قال أمير المُؤمنين لرسول الله بعد دفنه: {إن الصَّبر لجميلٌ إلا عَنك، وإنَّ الجَزَع لقبيحٌ إلّا علَيك...} وقال بعدها في حديثٍ آخر: {ولولا أنكَ أمرتَ بالصَبر ونهيتَ عَن الجَزع لأنفدنا عليكَ ماء الشُؤون....} أي: (طاعةً لك وتنفيذًا لأوامرك، وعملًا بما يُرضيك لن أجزع حتىٰ لو كان ذلك يُريحُني ويُخفف شيئًا من حُزني وألمي علىٰ فراقك)
❤️‍🩹 ومما لا يخفى على الجميع إن الإمام السجاد هو أشدُّ الناس حُبًا لأبيهِ سيد الشُّهداء وقد حضر واقعة الطف المُروعة وشاهدها بِـكُلِّ تفاصيلها وكان أشدُّ جزعهِ أن يتذكر أباه حِين شُربهِ للماء ويبكي!، وكذا سائرُ الأئمة إلىٰ صاحب الزمان الذي تحوَّل دمعهُ لدمٍ (دون اختياره)!، فـ‌من نحنُ يا تُرىٰ لنجزع جزعًا مُستهجنًا فـنُطبِّر!؟.
✨ فـ‌كما قال الإمامُ الصادق للمرأة التي أرادت أن تتبتل لله فـ‌لا تتزوج: {انصَرِفي فَلَو كانَ ذلِكَ فَضلًا لَكانَت فاطِمةُ (عليها السلام) أَحَقَّ بِهِ مِنكِ إنَّهُ لَيسَ أحدٌ يَسبِقُها إلى الفَضل} نقولُ أيضًا: (لو كان في التطبير خيرٌ وأجرٌ وفضل لسبقنا إليهِ أئِمتُنا فما من أحدٍ يسبِقُهُم إلىٰ فضل، وهُمُ الّذين عندهُم المُستحبُ واجبًا)!.
3️⃣ المحور الثالث:
لا تخفىٰ علىٰ الجميع كلمةُ الإمامُ الحُسين (عليه السلام) التي بيّن فيها هدفهُ من ثورتهِ وقال: {إنَّما خَرجتُ لِطَلَبِ الإصلاحِ في أُمَّةِ جّدِّي رسول الله..}، وجدُّهُ رسول الله (صلى الله عليه وآلهِ) قال: {لا ضَرَر ولا ضِرارَ في الإِسْلامِ}، ومن العجب العُجاب أنَّ أُمَّتهُ في ذكرىٰ شهادةِ طالب الإصلاح تُخالف وتعصي رسول الله، واللهُ قد قال: ﴿وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾!.
4️⃣ المحور الرابع:
الدين الإسلامي لا يفرضُ شيئًا أو ينتدبهُ دون أن يكون ذا نفعٍ دنيويٍ قبل أن يكونَ أُخرويًّ، فالإمام علي (عليه السلام) قال: {ما مِن حَرَكةٍ إلّا وَأَنتَ مُحتاجٌ فِيها إِلىٰ مَعرِفة} ومن المعرفةِ أن نعرف فائدة أعمالنا... فـ‌ما هو يا تُرىٰ نفعُ التطبير، ماهي فائدتُه، ماذا يُقدِّمُ التطبيرُ للمُطبِّر، وماذا يُقدِّمُ للشيعة؟، ماذا يُقدِّمُ للعالَم؟! وماذا يُقدِّمُ للحُسين (عليه السلام)؟!.
❤️ الحاج قاسم سليماني، والحاج ابو مهدي المُهندس والحشد الشعبي والمُقاومة والمُجاهدون دمائُهُم نفعت العالَم، حمت البلاد، حافظت على العِرض، صانت الدين والعقيدة... أمّا المُطبِّر فـماذا قدَّم لنا؟!.
❗️ أَوَليس بفعلهِ هٰذا يقتدي بأعداءِ آل مُحمَّد، وبأشقىٰ الأشقياء اللعينُ ابنُ اللعين (عبد الرحمن بن مُلجم المُرادي) حِين طبر رأس سيد الوصيين وأمير المُؤمنين؟!.
5️⃣ المحور الخامس:
الإسلام دينُ (نظافةٍ وطهارةٍ وجمال)، فقد قال (صلى الله عليه وآله): {تَنظَّفُوا فَإنَّ الإسلامَ نَظِيفٌ}، وقال اللهُ تعالى: {إنَّ اللهَ يُحبُّ المُتَطَهرين}، وعن الصادقِ (عليه السلام): {إنَّ الله جميلٌ يُحبُّ الجَمال}، والمُطبِّرُ حِين يُطبِّر يُخالفُ تعاليم دينه فـ‌يُظهر نفسهُ قبيحًا وقذرًا، ويُسيلُ دمائهُ فيكون نجسًا، تشمئزُّ منهُ أولوا الألباب!.
6️⃣ المحور السادس:
الطالب حِين يأخُذُ علامة مُمتازة يُقال أن أهلهُ قد أجادوا تربيتهُ وتعليمه، وكذا الطالبُ ذا العلامةِ المُتدنية فالكلام عائد لأهلهِ بإهمالهِ وعدم بيان قيمة وفائدة العلم له.. هٰكذا نحنُ الشيعة، فـ‌الناس من حول العالم حين تنظُرُ إلينا فهي تنسِبُنا لأئِمَتِنا، فما قِيل من خيرٍ فينا فـهُم الذين علمونا إياه، وهُم أهلُه، وما قِيل من شرٍ فينا فـ‌هو فينا ومن عندنا وهُم ليسوا أهلهُ، ولذٰلك أوصانا الأئمةُ بـحُسن السلوك، كي لا نكون شينًا عليهم، فقال الإمامُ الصادِق (عليهِ السّلام): {مَعاشِر الشِّيعة كُونوا لنا زَينًا ولا تكُونوا علينا شينًا}
أَيرضىٰ المُطبِّرُ أن يقول عن ديننا دينُ سفكِ دماء، ودينُ جنون، ودينُ إضرارٍ بالنفس، ودين قباحةٍ وقذارةٍ ونجاسة؟!.
ـ أليس الإسلام دينُ السلام ودينُ إحترامٍ للعقل، ودينُ رحمةٍ وجمالٍ ونظافةٍ وطهارة!؟
7️⃣ المحور السابع:
حِين يبكي طفلٌ صغيرٌ لأنّهُ ضُرِبَ بالجدار نحاولُ إسكاتهُ تارةً بإعطائهِ شيئًا يُحبُّه حتّىٰ ينسىٰ التفكير بالألم، وتارةً نُخففُ عنهُ ألمهُ من خلالِ المسح علىٰ رأسهِ وتقبيله... وأيُّ عاقلٍ مِنّا ضربَ رأسهُ بالجدار تأسيًا بصغيرهِ كي يسكت، ثُم أيُّ طفلٍ قد سكت لأنهُ وجد من يُشابههُ بالمُصيبة؟!، ألم نتعلم من أمير المؤمنين (عليه السلام) معنىٰ المواساة حين رأىٰ خير خلقِ اللهِ في معركةِ أُحُد قد أُثخِن بالجِراح فـ‌فزع للدفاعِ عنه -ولم يُثخن نفسهُ بالجراح كَي يُواسي الرسول بدمه- فقال بَعد ذٰلك جبرائيل فِيما يُروىٰ: {إنَّ هٰذهِ لَـ‌هِيَ المُواساةُ يا مُحمَّد}!.
💌 أخيرًا كان علينا -بعد أن عرفنا قباحة التطبير- أن نتأسىٰ بالحُسين (عليه السلام) في إشفاقنا علىٰ كُل الناس ولاسيما المُشتبهين وأن نسعىٰ لإرشادِهم، فـ‌كتبنا رسالةَ حُبٍّ للمُطبِّرين، وعهدٌ لسبط خير الخلقِ أجمعين...
سطَّرت أقلامُ الصغار أجمل عباراتٍ بلونِ الفطرة للحُسين... ولمُحبِّيه كتبت أناملُهم الصغيرة ألطَفَ النصائح... طالِبين بذٰلك مِن المولىٰ عزَّ وجل أن يجعلنا حُسينين قولًا وفعلًا وأخلاقًا ومنهجًا وسلوكًا، ولا نعصيه فيقول: ﴿إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ﴾!.
🧠 التفاتة: كان الدرس أبسط بكثيرٍ من هٰذا النص، تطبيقًا لقولِ أمير المؤمنين: {خاطِبوا الناس علىٰ قدرِ عقولهم}.
⚫️ فتية علي الكرار وفتيات زينب الحوراء
كربلاء المُقدسة ـ ٢٠٢١/٨/١٧ ـ ٩/محرم الحرام/١٤٤٣ الأربعاء.
- https://t.me/Fitea_Fataeat313
- https://t.me/Noor_Allah_in_Earth
القياس: 1280 x 1280
حجم الملف: 100 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.