Moltka thfaf alrafdyn
في أيلول 2, 2021
13 المشاهدات
■ خاطرة دمشقية ■
■ ذكريات بيت عربي ■ بقلم ناصر رعد
أتاني طيف بيتنا وقت السحر
وَعادت ذكرياتي لماضٍ قدْ "حضر"
بيتُنا العربيُ بِباحتهِ والدهليز والغُرف
فاصطفت أمامَ ناظِري تِلكَ "الصُور"
بيتٌ قَديمٌ عَتيقٌ مَلَلناهُ وَمَلهُ الكبر
جُدرانُهُ سَميكَةٌ مِن اللُبنِ "والحَجر"
أسقفهُ خَشَبيةٌ أنهكَها تسرُبُ المطر
وَذاك الدرج وتِلكَ الشُقوقُ "والحُفر"
وَحَمّامُهُ العَرَبيُ أضنىَ الرُكب
وبعضُ التَنك الزرعُ فيها بِلا "ثَمر"
والفُرش والوِساداتُ وتِلكَ الصُرر
ولِحافٌ سَميكٌ فوقَ شرشَفٍ "مُعتبر"
وسجادٌ ممدودٌ علىَ الحَصيرِ بِحذر
وكنبٌ مُزركشٌ يحكي كلاماً "مُختصر"
ولوحةٌ لأية الكُرسي نُقِشت بِالخَرز
طَرزتها أُمي بيديها في ليالِ "السَمر"
وأطباقٌ مُكدسةٌ بيضاءُ كَضوءِ القَمر
ممنوعٌ لمسها هي لِمنْ أتىَ بِلا "خَبر"
بابُ بيتنا بوابةٌ للحُبِ والقُبل
خلفهُ تُكمِلُ النِساءَ حَديثَها بِلا "ضَجر"
وَالرِجالُ أَمامَهُ تَقِفُ تَرقُبُ الفَرَج
وَنِهايَةُ حَديثٍ طَويلٍ مَلهُ منْ "اِنتَظر"
هجوتُ ذَاكَ البيتَ كَثيراً بِلا خجل
وَكنتُ أراهُ مُتَهالك لا يَسرُ "النَظر"
لا أدري كيفَ صَمدنا فيهِ وَكيفَ صَمد
البُيوتُ لاتوقِفُها الجُدرانُ بلْ روحُ "البَشر"
بيتُنا عامِرٌ بِالحُبِ بالتَكافُلِ بالعَمل
غارِقٌ بِالحَنانِ بِالأمانِ ما أصابَهُ "ضَرر"
أبي مُستَسلِمٌ للأقدارِ وَنائِباتِ الزمن
وأُمي يا إلهي أحلامُها تُعانِقُ "القَمر"
ذاكَ هُو بيتُنا منْ يعيدني للصِغر
يُعيدُ لي ذِكرَياتي يُعيدُ "مااندَثر"
✍بقلمي ناصر رعد
القياس: 720 x 900
حجم الملف: 106.3 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.