قبسات
في أيلول 14, 2021
12 المشاهدات
#شفيت_ببركة_سيدتي_زينب (عليها السلام)
بعد خروجي من صالة العمليّات في مستشفىٰ طهران وأنا أضجُّ بالآلام، والشظايا داخل جسدي الممزّق من كلّ جهة، وبعد بتر قدمي اليمنىٰ وأنا يملؤني السرور عسىٰ أن يقرّبني هذا العمل من سيدي أبي الفضل (عليه السّلام)، وإذا بالطبيب الإيراني يتكلّم والمترجم يقول لي: «إنّ قدمك اليسرىٰ بحاجة إلىٰ بتر بسبب الالتهاب الشديد الذي بدأ يلتهمها!».
وبعد مراجعة ست لجان طبّية، قررت اللجان بتر قدمي اليسرىٰ من فوق المفصل، فلا أمل في بقائها لأنها قد تؤدّي إلىٰ وفاتي!
قال لي المترجم: «غدًا عند الثامنة صباحًا نذهب إلىٰ صالة العمليّات..».
بعد خروجه من الغرفة بقينا أنا وأخي الأكبر في الغرفة لوحدنا، فقلت لأخي: «أعطني جهاز الموبايل لأستمع لدعاء كميل، واتركني بمفردي من فضلك، وأغلق الباب بطريقك»، فقال لي: «دعني أعطك بعض المسكّنات»، فقلت له: «لا داعي لذلك».
بدأتُ أستمع لدعاء كميل وأتذكّر أصدقائي الذين تركتهم في الجبهة وأنا أتألّم لفراقهم وأقول في نفسي «هل هكذا لن أعود قادرًا علىٰ إكمال ما بدأت به وأترك رفاق الدرب لوحدهم يستأنسون بالجهاد وأجره، ولا أكون معهم؟! انظر لي يا حبيب الزهراء!»، وفي ذاكرتي القبّتان الذهبيّتان للإمام الحسين وأبي الفضل، ثمّ توجّهتُ في قلبي لسيّدتي ومولاتي زينب (عليها السّلام) وأنا أردّد:
«يا سيّدتي، أنا لا تهمني قدمي فأنا بكاملي فداء لكم، روحي وجسدي كلّه بفضلكم، ولا شيء أمتلكه لكم مقابل ذلك، ولكن هل تقبلين يا أخت الحسين أن أجلس في البيت وأنظر إلىٰ إخوتي يستشهدون وأنا مُقعد؟! هل تقبلين ذلك يا ابنة الزهراء؟!».
وأنا أردّد تلك الكلمات وإذا بالوقت قد قارب الواحدة بعد منتصف الليل، وبعد دقائق غلبني النوم من حيث لا أشعر، فأنا في كلّ ليلة لا أنام من دون المسكّنات والإبر المخدرة، وفي عالم الرؤيا وجدتُ نفسي نائمًا علىٰ السرير مرتديًا ثوب عمليات أبيض، كان أمامي شباك من الفضّة وكأنّه مزار سيّدتي ومولاتي زينب روحي فداها، نظرتُ قليلًا وإذا بي أرىٰ امرأة مُحتشمة كأنّها سيدتي زينب (عليها السّلام)، أنظر إليها وأنا مُمدّد علىٰ السرير، فاقتربت منّي وجلست عند قدمي اليمنىٰ المبتورة وقالت: «إن شاء الله سالمة»، وقلت لها: وهذه الثانية يقولون إنّها سوف تُبتر أيضًا، فسمحت عليها بكفّها الشريف وقالت: «إنّها بخير»، ثمّ قالت: «أنا وأمّي فاطمة معكم».
بعدها استيقظت من النوم وكنتُ أبكي لا إراديًا وأقول: «مَن أنا لتزورني سيّدتي ومولاتي زينب!».
وفي الصباح جاء الممرض الإيراني الذي يجيد القليل من اللغة العربية وقال لي: «سجّاد، انهض لغرفة العمليات»، وعند تجهيزي للعمليّات وعند بوّابة المصعد جاء المنسّق الذي جاء بي إلىٰ المستشفىٰ وقال: «انتظروا قليلًا، أرجعوه إلىٰ غرفته، سوف يأتي طبيب جديد إلىٰ طهران بعد قليل لننتظر ماذا سيقول بشأن حالة سجاد وبعد ذلك نُقرّر!».
جاء الطبيب في حدود الرابعة أو الخامسة، أخذ جميع التحاليل وبدأ بالكشف علىٰ قدمي (يفتح الضماد) ويتكلّم مع المنسّق: «سوف ننتظر أيّامًا وبعدها نرىٰ ماذا سيحدث».
ثمّ قال ثانية للمنسّق وهو يلوّح بيده: «لن تُبتر، يوجد بها أمل!».
ترجم لي المنسّق ما قاله الدكتور، ثمّ أكمل الدكتور قائلًا:
«كتبتُ لك بعض المضادّات الحيويّة والأدوية عليك أن تأخذها كلّ يوم».
بعدها أخذت قدمي تتحسّن يومًا تلو يوم، إلىٰ أن شُفيت بالكامل ببركة سيدتي زينب (عليها السّلام).
____________________
#قبسات من 📚 #أثر ج١
الجريح #سجاد_الخفاجي
القياس: 1080 x 942
حجم الملف: 181.1 Kb
أعجبني (7)
جارٍ التحميل...
7