Moltka thfaf alrafdyn
في تشرين أول 9, 2021
15 المشاهدات
عباس حسن – مصر -- الإسماعيلية
الدميمة – قصة قصيرة
كانت غير كل البنات، كانت طيبة القلب، نقية السريرة، صوتها عذبٌ ملائكي، خفيفة الحركة، وجهها كان غائر الجبهة، بارز الأسنان، شفتاها غليظتان، عيناها غائرتان، أنفها كبير، شعرها أجعد، كانت دميمة الوجه، كان الأطفال يخافون منها، ويتجنبون اللعب معها، لم تكن تتذمر،
أو تشكي لأحد، كانت تذهب إلى ركن بعيد وتلعب وحدها.
مات والدها قبل أن تولد في حادث سيارة، ومن بعده ماتت والدتها
وهي في الخامسة من عمرها، لم يكن لها أهل أو أقارب.
تكفل بها عم صالح جارها، كان رجل طيب القلب، أرمل، ضمها إلى ولده الوحيد مازن، مازن كان في الثالثة من عمره، عم صالح أحسن تربيتهما، لم يفرق بينهما يوما، كانت تناديه بابا صالح.
أحبها مازن كأخته الكبيرة، لم يتأفف من شكلها يوماً، وهي أعطته حنان الأم وعطف الأخت، كانت ترعاه وتسهر على خدمته، تصحو مبكرا تعد لهم طعام الفطور، تجهز ملابس المدرسة، ثم تبدأ في تنظيف المنزل وتجهيز طعام الغداء، وتنتظر عودتهما بشوق.
مازن أصبح شابا وسيما، دخل الجامعة، نشأت بينه وبين زميلته في الجامعة علاقة حب قوية، تقدم لخطبة الفتاه من أهلها، تمت الخطوبة، ومرت مرحلة الجامعة، بعد التخرج بدأ العروسان في تجهيز شقة الزوجية.
ذات يوم خرج مازن وعروسة لشراء بعض الاحتياجات، أثناء عودتهما مساءً تحرش بهما أحد الأشقياء، ضرب مازن هذا الشقي علقة موت، في اليوم التالي تربص به الشقي وفي غفلة منه ألقى على وجهه زجاجة ماء نار، صرخ مازن من شدّة الألم، نقل إلى المستشفى، حالته
كانت خطيرة، فقد تساقط لحم وجهه.
حينما وصل الخبر إلى عم صالح لم يتحمل قلبه الضعيف الخبر، فمات بالسكتة القلبية.
بعد عدة أشهر خرج مازن من المستشفى، زارته خطيبته عدة مرات، ثم امتنعت عن زيارته، كانت حالته كئيبة، فلم يعد له أنف أو شفتان، اختفت وجنتاه، وحاجباه، أصبح مسخاً مخيفاً، انزوى في بيته، فجأةً، سمع خبر زفاف عروسه إلى رجل آخر، تجمد الدم في عروقه، أقدم على الانتحار، منعته أخته، هَدْهَدَتْ عليه، واستْهُ، زرعت فيه الأمل، هدّأت من رَوْعِه، تكفلت به، خرجت للعمل، كخادمة في المنازل ثم بائعة خضار.
تطورت حالته النفسية، دارت به على الأطباء، نصحوها بأن تجد له زوجه، حتى يشعر بأنه مقبول، طرحت عليه الفكرة، وافق متردداً، بدأت في البحث، لم تجد من ترضى به، طالت فترة البحث، شعر بأنه مرفوض، ازدادت حالته سوءاً، وهي كلما ترى حالته تسوء، تبكي بكاء مريرا، كلّت قدماها من البحث.
ذات يومٍ ألقت عليه البشرى، فقد وافقت إحْداهنّ على أن تبيت معه
مرّةً في الأسبوع، مقابل مبلغ من المال ولكن بشروط محددة، وهي أن يُطْفأ نور الحجرة، ولا يتحدث إليها، ولا يلمس وجهها.
بعد عدة لقاءات تحسنت حالته، وانتعشت صحته، حدثته نفسه بأن يرى وجه تلك المرأة التي أسعدته، فقرر أن يرى وجهها،
أضاء النور في غفلةٍ منها،
صرخ في ذهول!!!
أمسك السكين ... تناثر الدم.
عباس حسن _ مصر _ الاسماعيلية
القياس: 560 x 709
حجم الملف: 28.37 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.