Moltka thfaf alrafdyn
في تشرين أول 11, 2021
34 المشاهدات
.أنور مغنية
نخزٌ في الخاصرة
بقلمي أنور مغنية
تأخذني بين يديها
أسقطُ مع الريح طفلاً في ظلِّها
قبلةً يابسةً جفَّفتها السماء
تُمسكني بكفِّها
أطلعُ من بين أصابعها
ويهدأُ الليل المشغول من شعرها
تأخذ لزينتها نجوم السماء
مواسم الخير في ثوبها الطويل
والوجه نرجسةٌ بيضاء
أعدَّت سهامها لقتلي
فمن سيرى موتي ؟
لا أحد سوف يسأل
عن الأوراق المقتولة
هذا الخريف كيف يسأل ؟
اختارت مع الخريف
من موتي عيدها
ومن دمي لوَّنَت زينتها
ثم تتركني طفلاً
يحبو عند ذاكرتها
أذكرُ يوم وقفتُ بين يديها
أذكر يوم حبسي واضطهادي
وأذكر كيف نمتُ مع الوقتِ على بابها
تعِبَت من حملي أصابعها
أهديت أصابعي لكفِّها
تقطفُ الورد العالق في خدِّها
في زمن البرد والشتاء
في زمن الضياع والمنفى
لا ملجأ لي إلا صدرها
أضيعُ بين طين الأرض
وطعم العشب الطالع من نحرِها
نجومها أبحرَت والليل غشى
ما بقي إلا الورد النائم في حضنها
حمامة حملت الغيم على جنحها
والريح خجلى من الهبوب في حضرتها
تعلمُ أن الليلَ يقتلُ الظِّلَ
وأن العيون الحالمة زنازين الذاكرة
وما الأحلام سوى أكذوبة عابرة
صار الحلمُ ناراً
وصارت الذكريات خاصرة
ذاكرتي سجنٌ بلا سجَّأن
لا تجدُ هناك علاماتاً للحياة
ولا بقايا للأموات
هكذا هي غائبةٌ حاضرة
فيا لتلك الذكريات الباردة
ويا لتلك اليد الغارقة
في رمال الوهم
ويا لاحتواء تلك الليالي الماطرة
ليست الذكرى إلاَّ وجع السنين
ليست إلاَّ نخزاً في الخاصرة
.أنور مغنية 11 10 2021
ملاحظة : اللوحة زيتية من رسوماتي
القياس: 720 x 895
حجم الملف: 37.36 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.