الشهداء اختاروا الطريق الصحيح واختارهم الله للوصول إلى المقصد. قيمة الشهداء غير قابلة للحساب بحساباتنا المادية. لقد فاز الشهداء بأفضل تجارة في العالم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ...} (الصف، 10 و11) إلى آخر الآية. شهداؤنا هم الرابح الأكبر في هذه التجارة؛ {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ...} (التوبة، 111)، وماذا يكون أعلى من هذا؟ هناك نقطة هنا يجب أن نلتفت إليها جميعاً: الشهادة هي القمة، والقمة من دون السّفح لا معنى لها، فكل قمة لها سفح. كلّنا، أي الكثير منا، لدينا أمنية الوصول إلى تلك القمة، فعلينا عبور السّفح، وأن نجد المسار في سفح تلك القمة، وأن نسلك ذلك المسار لنصل إليها. وإلّا يكون الوصول إلى القمة غير ممكن بلا عبور السّفح. ما هذا السّفح والمسار؟ إنه الإخلاص، إنه الإيثار، إنه الصدق، إنه المعنوية، إنه المجاهَدة، إنه الصفح، إنه التوجه إلى الله، إنه العمل من أجل الناس، إنه السعي من أجل العدالة، إنه السعي من أجل إرساء حاكمية الدين. هذه، هذه التي تحدد المسار، وإن مشيتم في هذا المسار، فقد تصلون إلى القمة. يجب على من يصل إلى القمة أن يذهب من هنا ويتحرك من هذه المسارات، لا ينبغي نسيان المعنوية. قرأت في مكان ما أن الشهيد شهرياري كان يعمل في وقت متأخر من الليل على مسألة علمية معقدة لم يستطع حلها. ينقل تلميذه - كتب هذا في ذلك الكتاب - أن الشهيد عمل مقداراً كثيراً، ثم لم يستطع حل هذه المسألة، فقال: فلنذهب إلى المسجد، مسجد الجامعة، أعتقد جامعة الشهيد بهشتي... ذهبنا إلى المسجد وصلّى ركعتين بخشوع وتوجه، وبعد الصلاة قال: فهمتها! الله - تعالى - أراني الحل. ثم نهض وذهب وحلّ المسألة. إذاً، هذه هي المعنوية وطريق الله على هذا النحو. عندما يؤدي الإنسان هذه الحركة ويسير في هذا الطريق ويتقدم، حينئذ يكون الوصول إلى القمة ممكناً وسهلاً، ولا نقول إنه يصير محتّماً بل يصير ممكناً. فالوصول إلى القمة دون التحرك في هذا المسير غير ممكن.__________________________________#قبسات للسيد #علي_الخامنئي (دام ظله)16/10/2021
القياس:
1080 x 1046
حجم الملف:
164.68 Kb