تسنيم
في كانون الثاني 29, 2022
88 المشاهدات
" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ "
التقوى_مشروع_لإدارة_المجتمع
🔸 تعمل التقوى على "تقوية" الفرد أولًا، ومن ثم المجتمع.
🔸 تربيك التقوى، في البداية، على أن تكون "جماعيًا" ثم تجعلك تذوب في الجماعة.
🔸 ليس في كون كل فرد صالحًا فائدة كبيرة! فقد يكون كل واحد فينا صالحًا لكننا لا نرحم بعضنا بعضًا في حياتنا الجماعية.
🔸 التقوى توصلك إلى حيث تتبنّى عيوب الآخرين وتنسبها إلى نفسك.
➖تنتج التقوى أرقى أشكال "الشبكات الاجتماعية"؛ فهي تعمل على تقوية الفرد أولًا، ومن ثم المجتمع. يقول الله جل وعلا: «يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون» (آل عمران/ الآية200). و"صابروا" تعني: اصبروا سوية؛ أي ساعِدْني أنت على أن أصبر أفضل، وأساعدك أنا على أن تصبر أفضل.
➖يظن البعض أنه إذا صَلُح كل فرد منا فسنصلُح جميعًا، لكن الأمر ليس هكذا أبدًا! فقد يكون كل فرد فينا إنسانًا صالحًا لكننا لا نرحم أحدنا الآخر في الحياة الجماعية وفي إطار العمل التنظيمي. فليس من فائدة كبيرة تُرتجَى من أن يكون كل فرد صالحًا لوحده!
➖إننا ما لم نعمل سوية، ونتآزر ضمن عمل جماعي متواصل، ويتحمل بعضنا بعضًا فلن يتبيّن ما إذا كنا صالحين أو لا. فإننا إذا اجتمع عشرة منا معًا وأنشأنا مصنعًا أو مدرسة وعشنا وعَملْنا سوية فسيظهر للتو صلاحُنا أمام الأنظار.
➖تربيك التقوى، في البداية، على أن تكون "جماعيًّا" ثم تجعلك "تذوب" في الجماعة. يقول تعالى: «وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى» (المائدة/ الآية2). في عملية "بناء الذات" أنت مسؤول عن نفسك وحسب، أما في عملية "بناء الجماعة" فإن عليك أن تقاسي معاناة تحمُّل الآخرين؛ كأن لا يستوعب أحدُهم الأمور، أو يعاملك آخرُ بنذالة فلا تستطيع أنت قطع علاقتك بهما. بل الأدهى هو أنّ التقوى توصلك إلى حيث تتبنّى عيوبَ الآخرين وتنسبها إلى نفسك! وفي وسع التلاميذ في الرحلات المدرسية أن يعيشوا أيامًا في أجواءٍ من التقوى؛ وهو أن يَحيَون سوية ويتقبّل بعضهم عيوب البعض الآخر!
➖لا تُحَسّن التقوى علاقتَك بالآخرين فحسب، بل تدفعك إلى التضحية في سبيلهم أيضًا، إلى درجة أنك – من ناحية - تتبنّى عيوبَ صديقك وإفساداته قائلًا: "الذنب ذنبي"، ومن ناحية أخرى تسمح أن تسجَّل حسناتُك باسمه فتقول: "هذا نتاج عمله"!
➖كان ثمة في الجبهة آمرُ كتيبةٍ وكان آمِرُ السرية الذي تحت إِمرَته أفضل منه، بل كان إدراك الأخير للأمور يفوق إدراك آمر الكتيبة الذي فوقه أضعافًا، وكان يعمل حبًّا بالشهادة لا غير، ولسان حاله يقول: "فلتكن السُمعة لك، ودَع بذل الدم لي!" وكان آمِرُ الكتيبة يتعجب إذا وجَّهَ إليه أمرًا من أنه كيف تسير الأمور بنحو أفضل بكثير مما كان يتصور! وذلك لشدة عُلُوّ خبرة آمر السرية وتنفيذه الأوامر بحذافيرها.
➖إذا غابت التقوى لا يشعر الموظف بالمسؤولية وستذهب سمعة المدير أدراج الرياح. إذ يتوسل الأخير إلى موظفيه قائلًا: "أنجزوا هذا المشروع بإتقان وإلا فقدتُ سمعتي!" فيجيبون: "حسَنٌ، من الذي سينتفع من المشروع إن نحن أنجزناه؟ أأعمل أنا بإخلاص لتحصل أنت على الترفيع؟" ثم يُصدر المدير الأوامر الإدارية فلا ينجز الموظف الأعمال المناطة به كما ينبغي فتتم إقالة المدير من منصبه! الحكومات تأتي وترحل وهؤلاء الموظفون باقون في مواقعهم.
➖افترضوا جماعة يلتف أفرادها حول بعضهم البعض ويعملون بجد من دون أن يتطلع الواحد منهم إلى جني الامتيازات لنفسه، بل هدفهم هو "أن تحصد الجماعة الامتيازات وتنجح"، بل يتنازلون عن أرباحهم الشخصية لصالح المجموعة ويقسّمون الامتيازات التي يحصلون عليها بين أفرادها. هذه الجماعة ستغدو من الصلابة والتماسك بحيث لا يتسنى مشاهدة أي صدع فيها، كفلزّ الرصاص تمامًا؛ «صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوص» (الصف/ الآية4). إنها الجماعة التي يقدّم كلُّ فرد فيها حسناته على طبَق لينتفع باقي أفرادها بشهرته ونتاجاته، والتي يتبنّى الفردُ فيها سيئات غيره.
➖فلو عُثِر بين جَمعٍ مؤلَّف من مئة فرد على ثلاثة أشخاص بهذا المستوى سيحصل في هذا الجمع تحول جذري؛ الكل سيعرف أن العبء يتحمله هؤلاء الثلاثة، لكنهم الأشد تواضعًا بين الجميع، فهم يعقدون صفقاتهم مع الله تعالى، ولا يسعون وراء الربح والتشجيع والاحترام.
➖ويمكن أن تشكل الألعابُ أنموذجًا للحياة على أرض الواقع، وإن بالإمكان التمرن على الحياة الجماعية والفناء في الجماعة من خلال المباريات والألعاب الجماعية. وكرة القدم هي - من هذه الناحية - لعبة جيدة؛ إنها مثال "العمل الجماعي". وإن من الأسباب الرئيسة لجذابيتها العالية هو جماعيّتها هذه بالذات. فالتكتيك الجماعي في لعبة كرة القدم يتفوق على التكنيك الفردي.
سماحة الشيخ بناهيان
القياس: 640 x 640
حجم الملف: 41.41 Kb
أعجبني (11)
جارٍ التحميل...
أحببته (3)
جارٍ التحميل...
14
ام فداء الموسوي
" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ " ((افترضوا جماعة يلتف أفرادها حول بعضهم البعض ويعملون بجد من دون أن يتطلع الواحد منهم إلى جني الامتيازات لنفسه، بل هدفهم هو "أن تحصد الجماعة الامتيازات وتنجح"، بل يتنازلون عن أرباحهم الشخصية... عرض المزيد
6
4
2
كانون الثاني 30, 2022 تم التعديل
ام رضا الساعدي
احسنتم النشر
كانون الثاني 30, 2022
حمودي
احسنتم النشر
تشرين ثاني 23, 2022
حمودي
صباحكم راحت بال
تشرين ثاني 23, 2022