قبسات
في آذار 3, 2022
15 المشاهدات
#من_زاوية_أخرى
الهدف من بعثة الأنبياء ولا سيما النبي الأكرم هو #صناعة_الإنسان وإيصاله "فردًا ومجتمعًا" للكمال، بين قوسين "حياة طيبة كريمة في الدنيا، وعاقبة حسنة وخالدة في الآخرة"
أعتقد لا خلاف على أصل الهدف، لكن الخلاف -أو سوء الفهم او الغفلة- يقع في أفضل وسيلة ممكنة لتحقيقه،
صناعة الإنسان الإلهي المتخلق بأخلاق الله، الذي يحقق مصداق الاستخلاف (إني جاعل في الأرض خليفة)
ويعمر الأرض ويستثمر ثرواتها لكماله لا لإشباع رغباته على حساب الآخرين،
صناعة هذا الإنسان (كمجتمع) لا يمكن أن تتم في صومعة، أو مسجد، أو مدرسة، أو جامعة، أو حوزة فقط،
إنتاج هذا النموذج الاجتماعي الراقي يتطلب مصنعًا يتناسب مع حجم المهمة، مصنعا ينتج مجتمعًا صالحًا، لا فردًا أو نخبًا أو جماعات صالحة.
هذا المصنع هو #البيئة أو #النظام_الاجتماعي_الإسلامي الذي يخلو من كل عوامل الانحراف أو على الأقل يعرقل نموها وتأثيرها في نفوس الناس.
هذه البيئة لا يمكن أن تتشكل دون دولة، دون حكم،
لأن البيئة الاجتماعية والجو (النظام) الاجتماعي يتشكل بما يتناسب وطبيعة النظام الحاكم،
ولذلك في الدعوة السرية كان دخول الناس للإسلام أفرادًا أفرادًا،
لأن البيئة كانت مليئة بأمراض العصبيات القبلية والعنصرية والجاهلية، فالحاكم وقتها كان الطغاة من قريش، ومن الطبيعي أن يكون الجو الاجتماعي وقتها متناسبًا مع شكل النظام الحاكم ومروجًا لأدبياته وثقافته.
وتصور الآية الكريمة المشهد فتقول:
(واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض، تخافون أن يتخطفكم الناس...)
ولكن بعد أن طبقت حاكمية الدين في المدينة،
ومَـنَّ الله على المسلمين بفتح مكة،
وزوال النظام الطاغوتي الحاكم فيها،
جاءت الآية الكريمة لتقول( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله #أفواجًا)
تأمل الفرق في التعبير بين الآيتين كفيل بإيضاح المقصد...
باعتقادي أن فهم هذه النقطة بالذات،
وهي (وسيلة الأنبياء لتحقيق هدف بعثتهم):
يفسر لنا علة تأكيد الشريعة على مسألة #حاكمية_الدين ،
يفتح نافذة جديدة لقراءة سلوكيات الأنبياء والأولياء بعمق أكثر، يبين السبب الحقيقي للعداوة الشديدة بينهم وبين الطغاة، وأيضا يفسر مقولة (لقد حقق الإمام الخميني حلم الأنبياء) التي علّق بها السيد الشهيد محمد باقر الصدر على انتصار الثورة الإسلامية.
_______________________________
#قبسات 📝 لفضيلة #الشيخ_علي_منيع
القياس: 720 x 720
حجم الملف: 58.55 Kb
أعجبني (3)
جارٍ التحميل...
3