غايتنا مهدوية
في نيسان 20, 2022
29 المشاهدات
💢 خرج الامام #الحسن وأخوه الحسين ( ع ) وابن عمهما عبد اللّه بن جعفر وافدين إلى بيت اللّه الحرام ، وفي أثناء الطريق أصابهم جوع وعطش وقد سبقتهم أثقالهم ، فانعطفوا على بيت قد ضرب أطنابه في وسط تلك البيداء القاحلة ، فلما وصلوا إلى البيت لم يروا فيه إلا عجوزا فطلبوا منها شرابا وطعاما ، فأجابت بما طبعت عليه نفس الكريم قائلة :
نعم . إنها النفس إذا جبلت على الخير وطبعت فيها الأريحية قدمت في سبيل العز والمجد كل ما تملك ، لم يك عند العجوز سوى شاة هي كل ما تملك مما أظلته الخضراء وأقلته الغبراء ، فتقدمت وبيدها الشاة قائلة لهم :
دونكم هذه #الشاة فاحلبوها واشربوا لبنها..
فلما فعلوا ذلك تقدمت إليهم مرة أخرى قائلة :
أقسم عليكم إلا ما ذبحها أحدكم حتى أهيّئ لكم الحطب لشيها ، ففعلوا ذلك وهيأت العجوز الحطب ، وبعد الفراغ من تناول الطعام عزموا على الرحيل فتقدموا إليها وعرفوها بشخصياتهم ليجازوها على صنعها خيرا إن رجعوا إلى وطنهم ، قائلين :
« يا أمة اللّه إنا نفر من #قريش نريد حج #بيت_اللّه الحرام ، فإذا رجعنا سالمين فهلمي إلينا لنكافئك على هذا الصنع الجميل » .
ثم انصرفوا لشأنهم ، ولما غاب القرص عن السماء أقبل رب البيت على عادته فأخبرته العجوز بالقصة ، فاستولى عليه الغضب ، ذلك لأن الشاة هي مصدر القوت وإدرار الرزق عليهم ، فقال لها : ويحك أتذبحين الشاة لأناس لا تعرفينهم ؟ ثم تقولين إنهم نفر من قريش .
وطوى الدهر عجلته فمضت سنة وأقبلت أخرى فاعترت البادية أزمة شديدة لأن السماء قد منعتها قطرها حتى قلت موارد العيش وانعدمت أسباب القوت ، فرحلا عن البادية ونزلا المدينة ، ولم يجدا عملا يحيطان به خبرا سوى التقاط البعر من الطرقات والشوارع ، فاتخذا ذلك مهنة لهما..
وفي يوم من الأيام وهما على عملهما أرادت السعادة أن تحنو عليهما فلمح الحسن ( ع ) #العجوز فعرفها ، وقد حل وفاء الدين ، والمعروف في ذمة الأحرار دين فأمر ( ع ) غلامه أن يأتي بها إليه ، فلما مثلت بين يديه
قال الحسن ( ع ) لها : أتعرفيني يا أمة اللّه ؟
قالت- لا . .
- أنا أحد ضيوفك يوم كذا سنة كذا .
- لست أعرفك .
- إن لم تعرفيني فانا أعرفك ، ثم أمر ( ع ) غلامه فاشترى لها من غنم الصدقة ألف شاء وأعطاها ألف دينار ، ثم أمر ( ع ) غلامه أن يذهب بها إلى أخيه #الحسين ( ع ) ويعرفه بها ، فأخذها الغلام فلما دخلت عرفها الحسين ( ع ) ، فقال للغلام : كم أعطاها أخي ؟ فأخبره الغلام بعطائه ، فأوصلها ( ع ) بمثل ذلك ، ثم بعث الحسين بها إلى عبد اللّه بن جعفر ، فلما دخلت عليه عرفها ، فأمر لها بألفي شاة والفي دينار فأخذت ذلك جميعا وانصرفت « 1 » وفد تغير حالها من فقر مدقع إلى غناء وثروة حسدها عليه كل من عرفها كل ذلك من بر الحسن وفضله ، .
------------------------------
📚حياة الإمام الحسن بن علي ( ع )، ج ١، الشيخ باقر شريف القرشي، ص ٣٠٤ص ٣٠٥ ص ٣٠٦
السلام على #كريم_اهل_البيت
✍🏻 سماحة الشيخ امير العامري
#غايتنا_مهدوية
القياس: 1024 x 1024
حجم الملف: 57.6 Kb
أعجبني (2)
جارٍ التحميل...
2