'..."ما هي أمنيتك؟"، سألته مندوبة شركة "جمعية تمنّى لمرضى السّرطان"، فأجاب: "أمنيتي هي زيارة الإمام علي بن موسى الرّضا عليه السّلام!"كثيرًا ما كان محمد حسن يفرّق الأمل بين أصدقائه المرضى، فكان كنسمة الحياة الّتي تدبُّ في الأرواح المحتضرة! كان محمد حسن جبّارًا في مرضه، صابراً على أوجاعه طيلة فترة الأشهر السّتّة للعلاج الكيميائي: حالة دائمة من الانحطاط المزمن، والدوار، والغثيان، والتقيُّوء، وأوجاع في أنحاء الجسد كافة، وتساقطُ لشعر الرّأس والحاجبين.. علاج مرير اختبرتُه بنفسي عندما أصابني المرض لسنواتٍ، فكنتُ أشعر بأوجاعه وآلامه.. دون شكوى منه! قالت والدة محمد حسن..بعد انقضاء الأشهر السّتّة الأولى، حدّدت المستشفى لمحمد حسن فترة عشرة أيامٍ من الرّاحة، يقضيها في زيارة الإمام الرّضا عليه السَّلامبرفقة والدته تقدمةً من الجمعيّة، على أن يعود في نهايتها إلى المستشفى لاستكمال العلاج الشّعاعي.- "دكتورة، أيمكن اعتبارها معجزة ؟!" خاطبت والدة محمد حسن الدّكتورة المشرفة على علاجه، بعد ظهور نتائج الفحوصات اللّازمة الّتي أجريت لمحمد إثر عودته من السّفر، والّتي بيّنت زوال آثار المرض! - "نعم، هو كذلك" أجابت الطّبيبة. "يمكن أن نعتبرها معجزة حقًّا!"ومنذ تلك اللّحظة مُنحت "لمحمد حسن" حياةٌ جديدة....وطئت قدما "محمد حسن" سوريا مع ذروة المعارك في مدينة القصير، فشهد نصرها، ثم نصر يبرود، والقلمون، ومعارك تلاله حيث كانت المحطة الأخيرة، فوق تلّة الباروح، معراجه الأقرب إلى لقاء الله تعالى.حُكي أنهم كانوا ستّة شبّان، بينهم محمد حسن، وجب عليهم الصعود لإحدى التلال القريبة من مكمن العدو، على أن ينطلقوا ليلاً بداعي الحذر الشديد. ومع طلوع الفجر، وصلوا إلى مقصدهم، ففاجأتهم رمايات العدو الكثيفة، ودخلوا في اشتباك عنيف ارتفعت خلاله أرواح عدد من المجاهدين إلى بارئها.بعد استبسالٍ شديد، أتته رصاصات الغدر مسرعة، فاخترقت قبعته الصّوف السّوداء الّتي لازمت رأسه، قبعة كانت ذكرى من زيارته لإمامه وشافيه علي بن موسى الرّضا عليه السَّلام، وتحرّرت روحه من هذه الدّنيا، وبتحرّرها تحرّرت "تلّة الباروح" من أعداء الله والدّين. •الشَّهيد محمد حسن هاشم- من كتاب ظلال زينب١١ ذو القعدة| متباركين بمناسبة ولادة الإمام علي ابن موسى الرِّضا عليه السَّلام#الحشد_الشعبي #بصيرة_مجاهد
القياس:
885 x 1280
حجم الملف:
183.46 Kb