_

_
قبسات
في تموز 2, 2022
20 المشاهدات
من المناسب في ذكرى زواج النورين (عليهما السلام) التأمّل في سيرتهما كزوجين، عسى أن نوفَّق للاقتداء بتلك السيرة الشريفة، ولأجل هذه الغاية سأعرض بعض النصوص الشريفة:
• روى ثقة الإسلام الكليني في الكافي عن أبي عبد الله الصادق عليه ‌السلام: «كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ يَحْتَطِبُ وَيَسْتَقِي وَيَكْنُسُ، وَكَانَتْ فَاطِمَةُ ـ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهَا ـ تَطْحَنُ وَتَعْجِنُ وَتَخْبِزُ».
• روى الشيخ الصدوق رحمه الله في الخصال عن الإمام الباقر (عليه السلام) : «..وَلَا شَفِيعَ لِلْمَرْأَةِ أَنْجَحُ عِنْدَ رَبِّهَا مِنْ رِضَا زَوْجِهَا وَلَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ (عليها السلام) قَامَ عَلَيْهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي رَاضٍ عَنِ ابْنَةِ نَبِيِّكَ اللَّهُمَّ إِنَّهَا قَدْ أُوحِشَتْ فَآنِسْهَا اللَّهُمَّ إِنَّهَا قَدْ هُجِرَتْ فَصِلْهَا اللَّهُمَّ إِنَّهَا قَدْ ظُلِمَتْ فَاحْكُمْ لَهَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ».
ممّا يستفاد من هذين النصين الشريفين:
• الحديث الذي رواه الشيخ الكليني، أورده في باب سمّاه: "عمل الرجل في بيته"، وأرفقه بحديث آخر يُظهر عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيته أيضًا، فأعظم خلق الله تعالى من الرجال كانوا يساعدون نساءهم في بعض أعمال المنزل، وهذا يخالف ما قد يتوهّمه البعض في أنّ عمل البيت خاصّ بالنساء، بل للرجال حصّة في ذلك أيضًا، ولا شكّ أنّ هذا ليس على نحو الوجوب والقاعدة لأيٍّ من الزوجين، فقد يكون مختلفًا حسب كلّ أسرة وظروفها وما هو الأنسب لها، لكنّ المستفاد هو أنّ الحياة الزوجية الناجحة تقوم على تقسيم المهام بين الزوجين، وتحمّل المسؤوليات من قبل الطرفين.
ومن المناسب هنا الإشارة إلى أنّ الأعمال التي تكون داخل المنزل ستكون غالبًا بجزء مهمّ منها من وظيفة الزوجة، هذا لانشغال الزوج عادةً بالأعمال التي هي خارج المنزل، وهذا لا يقتصر على العمل لتأمين لقمة العيش، بل يشمل غيرها من أعمالٍ خارج المنزل نظير جلب الطعام والأمور الأخرى الضروريّة للأسرة، فهذه ينبغي أن تكون من وظائف الزوج قدر الإمكان، وذلك لعدم مناسبة أن تخرج الزوجة من المنزل وتخالط الرجال.
• الحديث الذي رواه الشيخ الصدوق مثيرٌ للعجب، لأنّ الكلام فيه ليس عن أيّ امرأة، بل عن سيّدة نساء العالمين (صلوات الله عليها) التي يرضى الله رضاها ويغضب لغضبها، وهي مع ذلك كان رضا زوجها - صلوات الله عليه - عنها ممّا يرفع في شأنها وعظمتها، لجهة كونه زوجًا كما هو ظاهر من حديث الإمام الباقر (عليه السلام) ، فقد سبق العبارة التي عنها (صلوات الله عليها) : "ولا شفيع للمرأة أنجح عند ربّها من رضا زوجها"،
فما أعظم مسألة رضا الزوج في الإسلام وما أعجب هذا الحديث! وما أبعدنا عن هذه المفاهيم..
وفي ملاحظة أخيرة أجمع بها بين النقطتين أودّ أن أقول:
لا ريب أنّ الزواج قائم على المودّة والرحمة وتشارك المهام والمسؤوليات بالنحو المناسب بين الزوجين، وينبغي توجيه الرجال والنساء إلى الصلاح في هذه الأمور لتقوم أسرة ناجحة وحتى لا يظلم أيّ طرفٍ الطرفَ الآخر، لكن لا يكون التوجيه بأسلوبٍ يثير الخلافات بين الزوجين، ويؤدّي مثلًا إلى أن تُغضب المرأة زوجها، والحال أنّ رضاه هو المطلوب كما تقدّم، أو يؤدّي إلى أن يظلم الرجل زوجته مثلًا، الأسلوب الصحيح هو الأسلوب الذي يُصلح، لا الذي ينقُل من إفسادٍ إلى إفساد، وفّقنا الله لما يحبّ ويرضى.
_____________________________
#قبسات 📝 السيد #محمد_الموسوي
القياس: 1536 x 2048
حجم الملف: 151.36 Kb
أعجبني (4)
جارٍ التحميل...
4