_

#عرفة_العاشورائيةعرفة مدرسة الدعاء الذي يعيد ربطك بالعالم عن طريق الله، لا عن طريق نفسك، الدعاء الذي يريك العالم بالله، بعد أن قضيت عمرك وأنت تحاول رؤيته بالعالم، الدعاء الذي يدلك على الأثر بالمؤثر، "ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟!" الدعاء الذي ينتزعك من أناك، ويقود أناملك الضائعة نحو باب المحبوب، بعد سنوات من تيهك فيك...عرفة مدرسة الدعاء الذي يرفع منسوب الشعور بالمسؤولية تجاه هموم الأمة وقضاياها، ويرتفع بك عن قاع الهموم الشخصية، عرفة مدرسة الدموع التي تعيد تعريف "الخسارة والانتصار" وفق أدبيات القاموس الإلهي، لا أدبيات عواجل الأخبار، وإحصائيات مراكز الدراسات!عرفة مدرسة التوحيد الحسيني الذي يكسر كل صنم يزيدي،عرفة عزٌّ، يعصم قلوب عباد الله عن التفكير في ذل التطبيع مع أعداء الله...عرفة وما أدراك ما عرفة! لا يمكنك أن تقترب من إدراك عظمة الحسين دون أن تعيش عرفة وكربلاء معًا، دون أن تفهم فلسفة الدم والدموع، لا يمكن لهذا الجسد البالي أن يستحق توفيق الاغتسال بدم الشهادة قبل أن يغسل قلبه بدمع الشوق للمعشوق، فالدموع أمارة الشوق، والشوق مصيدة الشهادة...عرفة ترجمان "أن اعبدوا الله" وعاشوراء ترجمان "واجتنبوا الطاغوت"...تلك الدموع التي أمطرتها عين الحسين الذابلة يوم عرفة، أنبتت في كربلاء صرخة "ومثلي لا يبايع مثله!" وأثمرت نداء "لا والله، لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقر لكم إقرار العبيد"ما أتعلمه من عرفة كل عام:أن العرفان والجهاد وجهان لعملة واحدة...وأن شخصية الثائر الإلهي مركبة من دمع، وإدراك، وإيمان، دمع عشق في محراب مناجاة الله، وإدراك عميق لدينه وسننه... وإيمان راسخ بغيبه وأوليائه...______________________________#قبسات 📝فضيلة الشيخ #علي_منيع