* من هنا مرَّ الموت ...* شعر : مصطفى الحاج حسين .أمضي إلى اللاجدوى بأثقالِ عُمُريمحمَّلاً بصراخِ الدَّمعِبمشيبِ الأنفاسِ اللاَهثةِشيَّدْتُ صرحاً من السَّديمِزيَّنْتُ الوقتَ بالرِّيحِ الهَبوبِوَصَنَعْتُ أبوابيَ من خِواءٍوجُدراني من زبدِ اللَّهبِكانَتْ نوافذي تطِلُّ على العدمِأحملُ بيديَ سقوطيوأصرُخُ ملءَ قهريمَنْ بعثرَني على سطحِ المَدَى ؟!كحبَّاتِ ليلٍ مطحُونٍينقرُهُ الهشيمُ بجنونٍ !مَنْ طوَّحَ بي لهذا العراءِ ؟!السَّاكنِ شُحُوبي !تيبَّسَ الوقتُ في خاصرتي خِنجراًوتصلَّبَ الهواءُفي تنهداتِ أحلاميالضُّحكةُ أرتالٌ من الاكتواءِأمشاجٌ مِنْ ضَوءٍ مهشَّمِ القامةِقاتمٌ هذا العطرُ يخنقُ ابتهالَ الحنينِ أحتالُ على الأرضِ لأحملَها في جعبةِ الرَّحيلِلن أتركَ الأمدَ يعبثُ بهواجسِ الكونِ سأبدأُ بإرساءِ السَّماءِ في مكانِهاوأكلِّفُ القمرَ بحراسةِ النّدىمِنَ التَّعَطُّنِ والتَّعفُّنِوالتَّرهُّلُ الباكيعلى موعدٍ لَنْ يفطنَ إليهِسأطعِمُ الوردَ نجوماًمُترَعةً بالزَهوِّ والحكاياوَأَسقي الماءَ شهدَ الارتواءِناضبٌ هذا البرقُلا يحملُ أشرعةَ الأمنياتِ ولا يهمي على القلبِ والضوءُسيُكنِسُنا غباراً ذاتَ موتٍلن يبقي للأنداءِ فتنتَهاوسيحفرُ الرَّعدُ لنا قبوراًفي جوفِ قوسِ قُزَحٍلتلتهمُنا الدَّهشةُ بشدقَيهالن أتسامحَ مع شهقةِ الأنداءِنهشْتُ أصابعَ نوميوكنْتُ أحلُمُ بدفءِ اللَّمسةِ الأولىلمدينةٍ جيدُها من عسلٍساحاتُها من رفيفِ الارتعاشِسيقانُها من لبنِ الضَّوءِوكانَتْ تتضوَّرُ بالشَّهوةِوارفةَ البوحِ والهديلِأزقَّتُها ملاذُ السَّحابِ الشَّفيفِسأرسُمُ على جُدرانِهاصورَ الاشتياقِ السَّحيقِوأوزِّعُ على أبوابِها شتائلَ مِنَ القصيدِوَمِنْ فوقِ الشُّرفاتِالسَّامقاتِ بالفرحةِسيُطلُّ عُمري على الأغانيمشبَعاً بالحبِّ والنَّشوةِيؤرِّخُ لعالمٍ أجملَ يهمسُ بأذنِ الخرابِ :- كفى حرباً من دونِ جدوىأتنسى استغاثاتِ الغدِ ؟!أتنسى ابتهالاتِ المجدِ ؟!ستكتبُ سوريَّةُ على جدرانِ الشَّفقِذاتَ يومٍ :- منْ هنا مرَّ الموتُ وانهزمَ *. مصطفى الحاج حسين . إسطنبول
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس:
550 x 389
حجم الملف:
42.21 Kb