received_410830701066090

حسام الدين صبرى رأيتُكِ اليوم------------------------------------------------------------- بعد الفِراقِ الذِي دمَّرَنا وأنهَكَنَا وأبكَانَاوأُ حرِقت السُفُنَ في بِحارٍ بلا عُنواناوخَلَّفَ الحُبُّ جِراحًا بينَنا ووَجعًا وأحزَانارَأيتُكٍ اليَوم ولأولِ مرة عُيونُ الناسِ سَوِيًّا تَراناوجُثثُ الأحلامِ في عَينَيكِ تسألني مَنْ الذي أطَاحَ بِناوأسقَطنَا مِن دفاترِ الأحياءِ ومِن دفاتر العُشَّاقِ ومِن كؤوسِ الويلِ بِيدَيهِ سقَانا وأنا وجَّهتُ نفسَ السُؤالِ إلى عَينَيكِمَن ياتُرى مُبتَسِمًا بينَ يَديكِ؟هل هذا الطفلُ أخرُ طَعنةٍ في صدرِ هوانا؟فلا أجبتُ سُؤالكِ ولاَ أجبتِسؤالي ربما تُجيبُ الأيامُ من استباحَ الحُلمَ وقتلَ الطيورُ وحينَ موتِها رقصَ نَشواناأنا ما نسيتُكِ يومًا ومانسيتُمَاأسعَدنا لَحظَةً. وأبكَانَاولاَ كَتبتُ في غيركِ شِعرًا وماخَطَّ قلمي غَيرَ وجعاً ومُرا وحِرمانا أُسافر وأعودُفلا الغُربةُ تُؤويني ولاأوطاني بعدكِ أحسُها أوطاناعشرة أعوامٍ وأنا أسألُ القهوةَأينَ المذاقُ والطَعم الذي كَانَ وأسأل دومًا حَائرًا هلْ هذا المطرُ مطرُ هلْ هذا الصيفُ صيفٌ هل الربيعُ لاَزَال لاَزَال يزُورُ دُنيَانَا؟أبحثُ في كلِّ لوحةٍ أرَاها عَن شىءٍ فيكِ وأبحثُ في كلِّ مولودٍ فلا أرى مَن يُشبهكِ وأتساءل كيفَاختفيتِ من كُل شىءٍ حولي وأنتِ لاَزلتٍ في الشُريانَا؟وسألتُ كلَّ الرسَّامينَ أن يأتوا بلوحَةٍ مِثلكِوسألتُ الأطباءَ والعطَارينَ أنْ يَمحُوكِ بِدَاخِلي فَما أجَابني أحد وبقيتُ في جنوني مُغتربًا ماضيًا ماضيًا والظَهرُ عُريانالا تَتهِمينَني أنَني بعتُ حُلميوكُنتُ في عِشقِي يَومًا جبَاناأنتِ مَن أطحتِ بقوتي حينَاستسلمتِ لذاكَ. الطُوفَانا مددتُ يدي إليكِ فمَا أمسكتُ إلابسرابٍ وبقَايا حُلم في طَريقٍ قد ضَلتَهُ خُطَاناورأيت العهدَ يُدفن بينَنا حيًا فلاَ حَفِظناهُ ولاَ هوَ أبقَانا لاتتَّهمينِي فأنا لازلتُ أحبُّكِواسألي الليلَ بعدكِ كيفَ كَانوما اخترتُ غيركِ ولَن أختارَ ولو أصبحَ هذا الطفلُ عشرين طفلاًوإن أصبح الأبيضُ في رأسكِ سَيدَ الألوانةأنَا قتلتُ جميعَ نساءَ الأرضِ لتبقي أنتِ الٱنثى الوحيدةوأطحتُ بكلِّ العروشِ لتَبقي أنتِ السُلطانةفإن كنتِ نسيتِ لاعليكِ تَكفيني الذكرياتُ أعيشُعَليهاستبقينَ خالدة أزمانًا أزمانًا وأزمانافلو لم نتقابلْ مرةً أخرىأعِدينى أن أمُرَّ بخيالكِ لحظةٍ من بينَ السنين لِتلقَانا----------------------------------------------------حسام الدين صبرى /ديوان/بقايا حلم