د. عمر أحمد العلوش( ليلة تحترق )كل ما في المكان يضج شوقاً ، والقلب يسبق الخطى ، والليل يسهر مثل تلك الشموع في ذلك الركن من المكانمع احتراقها كان سواد الليل يشيب ، شعلة الشموع تتراقص كسحانٍ في معبد ، وشفاه الكأس تتشهى لثمةً ، لتهيم في بحورٍ خالدةٍ من انتشاء ، وطيفه تخيلات ملأت المكان بهجة تنسكب شلال عطرٍ في وريد .المكان تأهب وتجمل ، حتى الأشياء أصبحت تفيض بهجة وجمالاً فالجمال انبجس وعم الروح والوجدان ، ففاض القلب بنار شوقٍ لاذعةٍ محببةٍ .كأن الكون كله حل بالمكان متلهفاً لتلك الليلة ، الكل يُحلقُ حتى يكاد يلامس السماء فرحاً وطرباً .النور والشوق ونبض القلب والحنان واللهفة والخيال ، فُرشت في طريقه ، و الكل قيد انتظار .النافذة تلسع ببرودتها الخد فيحرق فتتوقد نار الشوق ملتهبة ، الأنفاسترسم صورة القادم على ذلك الزجاج من النافذة ، نافذة ترقب وتنظر للآتي .الكل قد حضر الشوق والخيال والهمس والزهر والحب ....إلاك ما أتيت .ومازال الأمل ينتظر وقع خُطاه ، ينتظرهمساته ، ضحكاته ، نوره .الشمعة المركونة هناك والتي تحترق كما الليل ، أمست تنير الظلمة بدموع شوقٍ لابتسامة ، والشوق يضنيها ، والهوى غلاب ...لكنه ما أتى .وفجأة طل الفجر نذيراً كالحريق ، ليشعل النار في ذلك المعبد المتقد ، والكؤوس المترعة تنسكب فوق ذلك المعبد بلا هدىكؤوس انقلبت لكنها ما أطفأت نارًا بل ازدادت في اشتعال .كل ما حولك أصبح غريبًا عنك ، وتحول المكان لغربة موحشة وحيرة مذهلة .سكون وسكوت واحتراق ، فعظيم الحب أصبح سراباً وخراباً وحراب... ووحشة ويباب .ومن عميق ذلك الخراب الليلي بقي صوت أم كلثوم ينبعث متوجعاً ( غلبت أصالح في روحي عشان ما ترضى عليك ) ./د .عمر أحمد العلوش/
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس:
1080 x 883
حجم الملف:
88.91 Kb