نجوى رسلان (قصة سقوط جبل) رائحة كريهة تحوم المكانتضجر الجيران انتابتهم مشاعرُ الخوف والاستنكارأتكون لحيوانٍ نافق؟أيكون انفجاراً لبالوعة متهالكة ؟ياللألم الماحق!إنها جثة متعفنة كانت يوماً في ريعان الشبابتزوجت فكان حلمها أسرة سعيدة قريرة البالتحملت قسوة زوجِها وانفعالاتِه على أقل سبب وبدون سببمن أجل ماذا؟ ومن؟من أجل قرة العين وقطعة من القلبفكانت تمنح بلاحسابحب. ود تضحيةتطهو الطعام ولا تقتات منه شيئاًيكفيها سعادة أنه يتأرجح في أفواههمتضع راتبها بين يديهم لتشتري لهم ما يحبونفكان زوجها قتوراوكانت جُل سعادتها أن ترى فرحتهمبثوب جديد بلعبة يحبونهاسارت على وتيرتهاتمنح بلاحدودلم يلتفت أحدٌ يوماً إلى طبقها الفارغ إلا من بضع اللقيماتلم يتنبه أحدهم إلى ثوبها الأوحد رحل الأبوزاد عطاء الجبلاستقر الأبناء في بيوت مستقلة هانئةذات يومجاءت حبات الرمل تلملم بعضها ترتعش تسعى نحو الهاتفتشتاق لسماع كلمةأمي كم أشتاق لكدمعت عيناهايبدو أن الهاتف فقد حرارته وقدرته على الاتصالفلا مجيب أو حبيبولا كلمة تبعث الأمل لهذا القلب الواهننظرت لجدران المنزلسمعت صرخات عديدة وكلمة أمي أنا أريد ،أمي أمي أميوهي تهرول تلبي الرغباتتمحو الأنات تحتضن الآهاتوتتعالى تنهيدة الألم وتسقط دموعها تنهمرعلى جثة هامدةنظر الضابط إلى صورة معلقة على الحائطوالجبل شامخاً يحمل الجميع على أعناقهثم استفاق على الرائحة الكريهةلجثة إنسانمات وحيداً لم يتذكره أحدحتى في يوم العيدفرحل الجبلُ بعدما عاش يمنح بلاحدود رحل دون أدنى إحساس بالحب أو الاحتواءبلا زاد في أرض انتابها الجفاء والرياء وترك رائحة لن تمحوها عطور الكون كلهلعلها تشق قلوبَ الأبناءفيتجرعون ألم الحسرة والندمبعد سقوط الجبلبقلمي:د/نجوى رسلان#نجوايا
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس:
550 x 389
حجم الملف:
42.21 Kb