Molqqqaa
في تموز 28, 2022
13 المشاهدات
محمد خليل المياحي
رسالة إنسانية سامية خالدة
نظرية فلسفية جديدة لم يطرح موضوعها عبر التأريخ البشري
وهي تصب اهمية وتاثيرا في السلام والتنمية وفي معيشة
وحقوق وسلامة وايمان وصبر الانسان وكرامته اذ تتعامل مع بديهيات وواقع الحياة بتحليل واستنتاج منطقيين سليمين.
وقد اعددتها وفق الطريقة الاكاديمية الطويلة ولكن يمكن
مراجعة المادة 12 ( فحوى ونص النظرية ) لتوفير الوقت
عليكم مع اطيب التمنيات.
نَظَرِيَّةٌ فَلْسَفِيَّةٌ جَدِيْدَةٌ
محمد خليل المياحي . تشرين الثاني 2021
1.اسم النّظريّة
قتل وظّلم الناس الأبرياء بين مُعادلة القدرة الإلٰهيّة
وفِعْل الإنسان وواقع الحياة.
2. نوع النّظريّة
نظرية فلسفية جديدة
3. اسم مُكتشف ومؤلّف النّظريّة
محمد خليل المياحي / العراق ( بغداد )
4. تأْريخ اكتشاف وتأْليف النّظريّة
تشرين الثاني 2021
5. المقدّمة
قتل وظلم الناس الأبرياء يشكّلان معضلة وإشكاليّة إنسانيّة كبرى بعد الحوادث المُدمّرة الجسيمة لأَنّهما يُرسّخان حَيرة دائمة لنا بلا تفسير بالرغم من رسوخ إيماننا الكامل بالله وقدرته وتقديره وأنّه لا يرضى لخلقه وعباده الظلم وحاشى له أن يبقى مُتفرّجًا بلا إنزال عقابه العاجل والآجل على المجرمين في الحياة الدنيا وعقابه الآجل في الحياة الآخرة وأن لا يُقدّر تقديرا حكيما رحيما . ولٰكنّ الإشكالية هي في تساؤلنا لماذا يُقتَل ويُظلَم الناس الأبرياء ظلما وجورا بفعل الإنسان وواقع الحياة بوجود قدرة وحكمة الله ورحمته وتقديره وعدله المحيط الكامل وهو العدل الحيّ القيّوم.
وبما أنّ موضوع الإشكالية يمتاز بالأهميّة الحيويّة البالغة التأْثير كونه يخصّ ويُهمّ إيماننا وحياتنا وواقع الحياة ، لذا فقد أخذني الإصرار لفكّ الإشكالية وإيجاد تفسير ومُبرّرات مناسبة لها من وجهة نظرنا بعد التوكل على الله والاعتماد على تقديره وعونه.
وبنفس الحال تنطبق الإشكالية على أقدارنا وأحوالنا وظروفنا وحوادث الدنيا بخيرها وشرّها ولٰكن بتناسب وتفاوت مُتغيّرَين.
6. الإشكاليّة التي بنيت عليها النّظرية
تساؤلنا المُحيِّر وهو : لماذا يُقتَل ويُظلم الناس الأبرياء
ظلما وجورا بفعل الإنسان وواقع الحياة بوجود حكمة وقدرة الله ورحمته وتقديره اسْتثناء من حكمة الله وتقديره ومن إنزال عقابه العاجل والآجل في الحياة الدنيا أو الآجل في الحياة الآخرة.
7. مناهج البحث العلمي المُعتمدة
أ. المنهج الوصفي ( يهتم بدراسة الظواهر كما موجودة في الواقع كما يهتم بوصف الظاهرة وصفا دقيقا ويعبر عنها من الناحية الكيفيّة والكميّة.
ب.المنهج الفلسفي من خلال الانطولوجيا ( علم الوجود
وماهيته ودراسة الطرق التي تربط بين الأشياء على
نحو ميتافيزيقي أي ما وراء طبيعة الأشياء وهوفرع من
الفلسفة يدرس جوهر الأشياء حيث يشمل أسئلة الوجود
والصيرورة والكينونة والواقع ) ، ومن خلال الايستمولوجيا ( منهج دراسة المعرفة من خلال تحديد
طبيعة المعرفة وفهمها وتحليلها ).
ج. المنهج التحليلي ( طريقة منظّمة في معالجة الدراسات الإنسانية والعلمية في الوقت نفسه وتختلف طريقة التحليل على حسب مكنون البحث ).
د. المنهج الاستدلالي ( البدء بالعموميات والكليات
والانتقال إلى الأجزاء ) .
ه‍. المنهج الاستقرائي ( البدء بالأجزاء والانتقال إلى العموميات والقوانين العامة )
8. النظريات والآراء الفلسفية السابقة والقرآن العظيم.
أ. بيّن كتاب ( نظريات فلسفية حول الموت / الناشر دار نلسن بيروت 2012 م ) لمؤلّفه وفيق غريزي ( صحافي وكاتب وناقد لبناني ) إنّ دراسة الموت في الفكر الفلسفي نادرة عموما وقد ذكر أمثلة على النظريات الفلسفية التي تطرقت إلى الموت وهي :
أولا. أنكسمانمدر ( 610 -- 546 قبل الميلاد ) تطرّق إلى الطابع الفاني للأشياء وبيّن أنّ الأشياء تفنى وتنحلّ إلى الإصول التي نشأت عنها.
ثانيا. فيثاغورث ( 572 -- 497 قبل الميلاد )
تطرّق إلى تناسخ الأرواح وتطهّرها في عجلة الخلود
ثمّ عودتها إلى الاتحاد النهائي بمعنى أنّ بعد فترة من
التطهّر تدخل جسم آخر مرة أخرى وتتكرّر العملية عدّة مرات في أجسام مختلفة وهو ما يعرف بالتقمّص.
ثالثا. أمبادوقليس ( 495 -- 435 قبل الميلاد )
اعتقد في الخصوص بما هو مزيج من مبدأ الخلود عند فيثاغورث إذ يؤكّد في قصيدته ( التطهّر ) تناسخ الأرواح.
رابعا. مونتاني ( 1532 -- 1592 بعد الميلاد )
اعتقد إنّ طبيعة الموت كفت عن أن تكون القضيّة
الرئيسيّة فالموت أصبح يُنظر إليه باعتباره فناء شامل.
خامسا. جيوردانو برونو ( 1542 -- 1610 بعد الميلاد ) قال لا تناهي الكون عنده يشكّل الصيغة السحريّة لاتّقاء الخوف من التغيّر والتحللّل والموت.
سادسا. ديكارت ( 1596 -- 1650 بعد الميلاد حيث كانت علومه هدفا ووسيلة لتسخير الطبيعة في خدمة أغراض الإنسان وكان الهدف المراوغ الذي سعى إليه في حياته هو قهر الموت لا في النفس وحدها بل في الجسم أيضا . والعلاج الذي يصفه للشفاء من خشية الموت يتمثّل في اقتناعه الجازم بأنّ أنفسنا تبقى بعد
أجسامنا وأنّ هذا الاعتقاد لديه قائم على أسباب طبيعيّة وليس على التعاليم الدينيّة.
ب. أقوال وآراء فلاسفة آخرين ( منقول عن موقع النجاح على النت . الكاتب هيئة التحرير تأريخ آخر تحديث 25 ابريل 2018 م ) :
أولا. الفيلسوف أفلاطون ( 427 -- 347 قبل الميلاد )
يقول أنّ الموت هو تحرّر النفس من الجسد فهو يؤمن
أنّ النفس موجودة قبل ميلاد الإنسان وأنّها تملك صفة
الخلود بعد الموت ، ولها القدرة على التحكّم في الجسد
فهي شبيهة بالآلة الخالدة.
ثانيا. الفيلسوف. اليوناني ديموقريطوس ( 460 -- 370 قبل الميلاد ) قال إنّ الروح تفنى فعند الموت تتحول إلى ذرات دقيقة ثمّ تتبدّد وتنتهي وكان يهدف إلى نزع الخوف من الموت وما يلي الموت من عقاب وزرع البهجة في النفوس ولهذا سمّوه الفيلسوف الضاحك.
ثالثا. الفيلسوف الروماني إبكتيتوس ( 55 -- 125 أو 130 بعد الميلاد ) قال أنّه ليس هناك شرّ في هذا الكون وحتّى الموت يتحوّل في النهاية إلى خير.
رابعا. الفيلسوف جاك شورون قال إنّ الإنسان الأول كان يعتبر أنّ الموت يحدث نتيجة العوامل الخارجية تحمل الشّرّ في طيّاتها ولم يدرك أنّ الموت ضرورة حتميّة لكل كائن حيّ على وجه الأرض إلّا بعد ما حصل له من التطوّر في قراءته العقلية وفي إدراكه الذي ساعده على الاستنتاج بالمقارنة لما يراه من أحداث أنّ البشر ميِّتون وإن لم يكن وراء موتهم اسباب ملحوظة.
خامسا. الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط ( 1724 -- 1804 بعد الميلاد ) قال ليس الموت إلّا القناع الذي يخفي نشاطا أكثر عمقا وقوّة وأنّ الموت المرئيّ المظهِر لحياتي وهي الحياة الأخلاقية ، وما يسمّى بالموت لا يقطع عملي لإنّ عملي ينبغي أن يُنجز ويتعيّن عليَّ أن أقوم بمهمّتي فليس هناك حدّ لحياتي ، إنّني خالد.
سادسا. الفيلسوف شوبنهاور ( 1788 -- 1860 بعد الميلاد ) تحدث في كتابه ( العالم إرادة وتمثّل ) حيث قال بأنّ المعاناة هي بجلاء المصير الحقيقي للإنسان كما قال انّه يتعيّن النظر إلى الموت باعتباره الهدف الحقيقي للحياة لأنّه في لحظة الموت فإنّ كلّ ما تقرّر حول مسار الحياة بأسرها ليس إلّا أعدادا ومقدمة فحسب ، والكفاح الذي تجلّى في الحياة على نحو عابث وعقيم ومتناقض مع ذاته يُعدّ العودة من رحابه خلاصا.
ج. الفيلسوف سقراط ( منقول عن عماد الدين إبراهيم
عبد الرزاق / 12 فبراير2015 م في موقع إيلاف على النت ) : قال الفيلسوف سقراط إنّ الموت يعني انفصال النفس عن الجسد بمعنى أنّ الجسد يظل بمفرده وتكون النفس مستقلة أيضا عن الجسد وقائمة بمفردها، ويحاول سقراط تفسير الموت تفسيرا عقليا في محاورة ( الدفاع ) فيقول الميت يكون على أحد حالين فإِمّا يصبح عدما ولا يكون له احساس كما هو الحال في
حالة النوم ، وإمّا يحدث تحوّل وهجرة النفس من هذا المكان إلى مكان آخر فالموت في محاورة الدفاع هجرة النفس من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة.
د. أقوال وآراء فلاسفة آخرين كذلك ( منقول عن موقع سطور على النت . تمت الكتابة بواسطة كتّاب سطور . تأريخ آخر تحديث 20 يناير 2020 م) :
أولا . بليز باسكال تحدث عن الموت بأنّه الطريق والأمل
للإنتقال إلى حياة أخرى أكثر سعادة من الحياة التي يعيشها المرء وإنّ الإنسان يصبح أكثر سعادة كلّما اقترب من الحياة الأخرى.
ثانيا. رينية ديكارت ذكر عن الموت أنّ النفس تبقى خالدة بعد الموت وتحلّل الجسد وأنّها وُجدت من أجل الفرح والسرور الذي يكون مُضاعفا بشكل أكبر ممّا يعيشه المرء في حياته ويرى أنّ مَن ماتوا انتقلوا إلى عالم أكثر سعادة وراحة حاملين معهم ذكريات الماضي لانّهم يتمتّعون بذاكرة عقلية مستقلة عن الجسد الفاني.
ثالثا. باروخ اسبينوزا قال أنّه من غير الممكن تدمير العقل البشري بشكل نهائي مع الجسد ولا يمكن تحديد انتهاء العقل مع موت الجسد ، فهو يرى أنّ العقل أزليّ.
ه‍ . الباحث النظري روبرت لا نزا قال في عام 2016 م ( منقول عن هافنغتون بوست عن صحيفة الغارديان البريطانية ) أنّه يرى أنّ الإنسان يموت جسديّا فقط بينما تتحوّل عقولنا إلى طاقة كاملة تنطلق من أجسامنا للخارج في عملية سمّاها المركزيّة الحيوية متأثّرا بمفهوم آنشتاين حول الطاقة.
و. القرآن الكريم ( الآيات التي اخترتُها ولها علاقة بالأشكالية التي بنيت عليها النظرية ) :
أولا. الآية 74 من سورة النساء ( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيوٰةَ الدُّنْيَا بِالْأَخِرةِ وَمِن يُقَاتِلْ فِيسَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ).
ثانيا. الآية 93 من سورة النساء ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا )
ثالثا. الآية 101 من سورة النساء ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلوٰةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا ).
رابعا. الآية 102 من سورة النساء ( وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَوٰةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتَكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِن مَطَرٍ أَوْ كُنتُم مَرْضَىٓ أَن تَضَعُوٓاْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إَنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابـا مُّهِينًا ).
خامسا. الآية 35 من سورة الأنبياء ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ).
سادسا. الآية 11 من سورة السجدة ( قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ).
سابعا. الآية 30 -- 31 من سورة الزمر ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإَنَّهُم مَّيِّتُونَ ٣٠ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ٣١ ).
ثامنا. الآية 2 من سورة الملك ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَوٰة لِيَبْلُوَكُم أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ).
تاسعا. وهناك آيات أخرى في القرآن الكريم تذكر الموت وتتحدث عنه يمكن للقارئ مراجعتها.
ز. العلماء والباحثون المسلمون تحدثوا عن الموت استنادا إلى القرآن الكريم والسّنّة النبويّة الشريفة وأوسع مَن تحدث عن الموت من الفلاسفة المسلمين هم
الكندي ( 805 -- 873 ميلادية ) ، والفارابي ( 870 -- 950 ميلادية ) ، وابن مسكويه ( 932 -- 1030 ميلادية ) وابن طفيل ( 1100 -- 1185 ميلادية ) ، والغزالي ( 1058 -- 1111 ميلادية ) ، وابن رشد ( 1126 -- 1198 ميلادية ).
وبما أنّ كلامهم كثير فيه تشابه واختلاف ولم يتطرقوا إلى إشكالية النظرية لذا سأذكر خلاصة ما قالوا جميعا ( منقول عن موقع سطور على النت تحت عنوان ( الموت في الفلسفة الإسلامية . تمت الكتابة بواسطة كتّاب سطور. تأريخ آخر تحديث 20 يناير 2020 م ) مفادها :
أنّ فهم فكرة الموت من قبل هؤلاء الفلاسفة ينطلق من طبيعة العلاقة بين النفس والجسد فالنفس من وجهة نظرهم خالدة وأصلها العالم الإلٰهي الخالد فلا تنتهي بانتهاء الجسد وموته والموت يعني انفصال النفس عن الجسد ويأخذ هذا الانفصال جانبين الجانب الأخلاقي وهو موت مجازيّ غير حقيقيّ ويعني التحرّر من شهوات ونزوات الجسد وتغليب النفس حتّى يصبح الإنسان نبيلا ويشعر بالسعادة والخير ويستمتع بالحياة ، وجانب ميتافيزيقي يعتمد على الموت الحقيقي الذي يعني انفصال الجسد وخلود النفس وذهابها إلى عالمها الذي أتت منه ، ومن الجدير بالذكر أنّ الحديث عن النفس في الفلسفة الإسلامية يعني الروح.
ح. أمّا أنا ( محمد خليل المياحي ) فقد تطرّقت إلى الموت بعمق وتحليل إيماني منطقي واقعي متوازن وبإِحاطة نسبية محكمة الترابط والمعنى في نظرياتي وقصائدي الشعرية الفلسفية ، وسأذكر أربعة أمثلة تتحدث عن الموت ومثالا آخر يختصّ بنظريّة أخرى لها علاقة مباشرة بمفهوم وإشكالية النظرية التي أعدّها :
أولا. نظريتي / موعد ووقت الموت ( نظرية جديدة . اكتشافي وتأليفي. محمد خليل المياحي. نيسان 2021 .نصّها منشور في مدوّنتي على الكوكل / البلوكر وفي عدد من الأكاديميات والمجلات والمنتديات الفكرية والأدبية على الفيسبوك) ونصّها هو :
موعد ووقت الموت لم يُكتب ويحدَّد للمخلوق مسبقا
وإنّما يقدََر ويحدَّد بحكمة الله ورحمته وتقديره تتابعا
وانسجاما وفق ومع اسباب مقتضيات الواقع الحياتي
ومؤثّراته وأعتقد أنّ هذا ما يشير إليه القرآن العظيم
إيحاء غير مباشر وتُثبته حياتنا الدنيا من خلال تنوّع
حالات الموت وأسبابه وقسوته ورحمته بفعل الكوارث
والإنسان والحيوان والأمراض والوراثة والهرم لذا
فإنّ الاستنتاج الواضح الذي يخصّنا ويهمّنا هو في
كيفيّة المحافظة على أرواح الخلق وتمديد أعمارهم
ضمن الحدّ المسموح أو في تعجيل إماتتهم بفعل الإجرام والإهمال إلّا في الحالات الإستثنائيّة الخاصّة المقدّرة من الله تعالى في قرض خلقه خلافا لنسبة أعمارهم وهو الحكيم الرحيم.
ثانيا. الحياة بدون الموت ( حكمة .قلمي وتأليفي. محمد خليل المياحي. تموز 2021 . منشورة في مدوّنتي على الكوكل / البلوكر وفي عديد من الأكاديميات والمجلات والمنتديات الفكرية والأدبية على الفيسبوك ) ونصّها هو :
الحياة بدون الموت أمر لا يمكن حصوله مطلقا لأنّه
مقطوع مُنْتَهٍ بحكم أصل التكوين وطبيعة الخلق
وحتميّة الفناء ومعادلة الابتداء والانتهاء.
ثالثا. نظريتي / ليس لله زمن في ذاته أو من خارجه
يتحكّم بوجوده الذّاتي ( نظرية جديدة. اكتشافي وتأليفي. محمد خليل المياحي. أيلول 2021 . نصٌها منشور في مدوّنتي على الكوكل / البلوكر ) ونصّها هو :
ليس له زمن في ذاته أو من خارجه يتحكّم بوجوده الذاتي لأنّه هو الذي خلق الغيب والأزل والوجود والحياة الدنيا والزمن والأمد والحياة الآخرة والأبد وهو السرمديّ فوق كل شيء والمحيط بكل شيء ، ومِن مفهومنا للزمن يمكن أن أُعبّر عن زمن الله بالزمن الصِّفْرِيّ الدائم الثابت المطلق بلا بداية ولا نهاية الذي يقدّر ويحرّك ويحكم الله به الغيب والوجود والحياة الدنيا والحياة الآخرة ، وأنّ كل الأزمنة والأمكنة التي أوجدها الله تحت سقف سلطته وحكمه وقدرته تنتهي صِفْرا في هذا الزمن الصِّفْرِيّ كإِحاطة ومآلا كما بدأها أوّل مرّة من الصِّفْر ، ولو كان لله زمن وفق مفهومنا للزمن لصار حاشى له تحت سقف الزمن بمعنى أنّ هنالك خالق آخر أعلى منه خلق الزمن وكل شيء وبهذا تختلّ الألوهيّة والربوبيّة لله الخالق المطلق ممّا ينافي حقيقة الله سبحانه وتعالى.
وسورة الإخلاص في القرآن العظيم أعلى وأفضل دليل على ما أقول.
سورة الإخلاص في القرآن :
( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ١ اللهُ الَّصَّمَدُ ٢ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ ٣
وَلَم يَكُن لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤ ).
رابعا. مقطع شعري عن الموت من مقطع ( الإثارة ) من ألْفِيَّتِي الشعريّة الفلسفيّة ( ألفيّة الميّاح / النجم السّبّاح في فلك الميّاح / الانتظار ) . دخلت في موسوعة ديوان شعراء العرب المعاصرين الجزء الثاني ( تحت الإصدار / الناشر دار جليس الزمان / الأردن / عمّان / 2021 ) :
وَالْمَوْتُ يَنْزِعُنَا لِلْغَيْبِ بَرْزَخُهُ --
وَالْأَرْضُ تَخْلِطُنَا بِالْمَاءِ وَالْعَفَرِ.
كَيْفِيَّةُ النَّزْعِ لَمْ تُفْهَمْ بِشِدَّتِهَا --
فِي الْحَفْدِ فَاجِئَةً وَالْبُطْءِ سَيْرَ فَرِي.
بِالرَّغْمِ مِنْ طَمْسِهِ فَالدَّهْرُ تَارِكُهُ --
بَيْنَ الْقُدُوْمِ وَمَاضٍ فَاتَ لَمْ يَحُرِ.
فَأَهْوَنَ الْمَوْتِ أَنَّ السَّعْيَ يَهْمِِلُهُ --
فَوْرَ الْفَوَاتِ لِتُجْرَى جِدَّةُ الْعُمُرِ.
وَأَوْسَعُ الْمَوْتِ أَنَّ الْخَلْقَ يَتْرُكُهُ --
خَلْفَ الْقُدُوْمِ لِفَوْتٍ بََاعِثَ الْعُصُرِ.
وَأَشْرَقُ الْمَوْتِ فِي تَرْجِيْحِ قَائِمِنَا --
حَثًّا يُدَاوِلُنَا فَأَيُّ الْحَقِّ فِي الْقَدَرِ.
فَالْمَوْتُ يَفْسَحُ لِلتَّجْدِيْدِ مَوْقِعَهُ --
حُكْمُ الْفَنَاءِ بِلَا رَكْمٍ أَلَمْ نَهُرِ.
وَأَحْكَمُ الْمَوْتِ بِالتَّدْرِيْجِ يَقْبِضُنَا --
كَأَنَّنَا لَمْ نَمُتْ تَغْلِيْبَ مُنْتَظِرِ.
إِذْ فِي تَفَاوُتِهِ التَّوْلِيْدُ يَغْلِبُهُ --
وَفِي تَفَاقُمِهِ الرُّقْبَى لِمُشْتَجِرِ.
وَأَكْرَمُ الْمَوْتِ أَنَّ الْأَرْضَ تَسْتُرُنَا --
كَي لَا نَبُوْرَ سُدًى فِي الذُّلِّ وَالْقَذَرِ.
وَاللُّطْفُ فِي الْمَوْتِ أَنَّ الْغَيْبَ يُلْزِمُهُ --
طِيْبَ الْمَكَانِ وَوَقْتًا ضَابِطَ الْيُسُرِ.
يَا مُسْمِعَ الْمَوْتِ فِي حَقٍّ تُذَكِّرُنَا --
فَالسَّعْيُ طَاغٍ وَذَاتُ الْحُبِّ فِي الْخَبَرِ.
مَاذَا تُدِيْرُ لَنَا يَا مَوْتُ تَأَخُذُنَا --
هَلْ حَقَّ مُنْفَصِلٍ أَمْ دَفَّةَ الْعُصُرِ.
حَقًّا هُمَا فِي اسْتِوَاءِ الْحَالِ قَدْ فُرِضَا --
وَلِِالْتِزَامِ الْهُدَى جَدَّا لِمُنْكَدِرِ.
خامسا. مقطع شعري عن الموت من ديواني الشعري
( ملحمة الإنسان بين الصغرى والكبرى والنصر. الديوان منشور سنة 2002 م بموافقة وزارة الإعلام العراقية / رقم الإيداع في دار الكتب والوثائق ببغداد 1033 لسنة 2002 م ) :
تنويه / الصغرى تعني حياة النفس ( حياتنا الذاتية ) ، والكبرى تعني الحياة الدنيا.
مَنْ يُرسِلُ الرُّوْحَ فِي غَيْبٍ مُخَصَّصَةً --
نَفْسُ الّذِي يَنْزِعُ الْأرْوَاحَ نَابِرُها.
وَيَحْفَظُ الرُّوْحَ فِي جَوْفٍ مُكَوَّنَةً --
حِسَّ الْوُجُوْدِ مَعَ الْأجْسَادِ صاَهِرُها.
كُلُّ الرّدَى قَدَرٌ فِي حُبِّها حَذَرٌ --
حَقُّ الْحَيَاةِ بِثََوَبِ الْمَوتِ قَاصِرُها.
لََا نَعْلَمُ الحِسَّ بَعْدَ الْمَوْتِ غَيْبَتُها --
بِاِلْمَوْتِ فِي الْحُلُمِ الْإحْسَاسُ ذَاكِرُها.
وَالْمَوْتُ حَيْثُ الْبُنَى نَسْخًا يُوَازِنُها --
مِِنْ أَجْلِ سِحْرِ الْمُنَى حُبًّا يُخَاضِرُها.
فَالْمَوْتُ نِصْفُ الْهُدَى هَدْيًا يُنَاصِفُها --
بِِالْخَلْقِ وَالْعَدَمِ ازْدَانَتْ مَنَاوِرُها.
وَالْمَوْتُ وَعْدٌ بِأَيِّ الْحَالِ قَابِضُها --
بِالنَّسْلِ وَالنَّسَلِ التَّبْدِيْلُ دَامِرُها.
فَالْمَوْتُ حَقٌّ بِوَعْدِ الرَّجْعِ حَافِظُها --
حَتَّى النُّشُوْرِ إِلَى التَّخْلِيْدِ دَاسِرُها.
وَالْمَوْتُ صَرْفٌ لِقَدْرِ الْخَلْقِ يُكرِمُها --
قَدْرُ الْغِيَابِ بِعِْطْرِ الْأَرْضِ عَافِرُها.
الْمَوْتُ نَوْمٌ بِلَا قَطْعٍ وَلَا نَفَسٍ --
لٰكِنَّ نَوْمَ النُّهَى بِِالرُّوُحِ زَائِرُها.
تَدَارُكُ الْمَوْتِ فِي بُطءٍ سَلامَتُها --
سِرُّ الْهَوَى فِي انْغِمَارِ الْحُبِّ غَامِرُها.
تَفَاوُتُ الْمََوْتِ بَيْنَ الْخَلْقِ مَدْرَكُها --
لَا يَسْقُطُ التَّاجُ إِنْ قُصِّتْ ضَفائِرُها.
مََاذَا تَرَكْتَ لَهَا يَا مَوْتُ مِنْ قَدَرٍ --
بِِالرِّيْحِ لِلسُّفُنِ انْجَرَّتْ مَوَاخِرُها.
مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا يََا مَوْتُ تَقْطُفُها --
بِكَمْ لَنَا الرُّوْحُ فِي حُبٍّ تُشَاجِرُها.
يَا مُسْمِعَ الْمَوْتِ فِي عُذْرٍ تُلَاطِفُها --
الْحُبُّ طَاغٍ وَبِالْأَقْدَارِ بَاشِرُها.
أَرْذِلْ بِِمَوْتِ الْخََنَا بِالْعَارِ يَحْقِرُها --
لَا يَشْفَعُ الذُّلُّ مِنْ مَوتٍ يُشاعِرُها.
أَكْرِمْ بِِمَوْتِ الْعُلَا بِالْعِزِّ يَنْقُلُها --
مِنْ مََوْتِ ذُلٍّ إِلَى حَالٍ يُفَاخِرُها.
الْمَوْتُ أَقْضَى أَمْ الْعُمْرُ الرُّذَالُ بِهَا --
ضِحْكُ الْهِلَالِ لِحَدِّ الْبَدْرِ بَاكِرُها.
مَنْ ذَكَّرَ الْحَالَ بِِالْمَوْتِ اتِّقاءَ هُدًى --
طَابَ لِمَا يَرْتَضِي بِالشَّوْقِ عَابِرُها.
9. المصادر
أ. القرآن العظيم.
ب. النظريات والآراء الفلسفية والشِّعر لمُكتشف ومؤلّف النظرية.
ج. النظريات والآراء الفلسفية للفلاسفة والباحثين المسلمين وغير المسلمين.
10. بحث الإشكاليّة
بالرغم من عدم التطرق ألى الإشكالية في النظريات والآراء الفلسفية السابقة أو في البحوث والدراسات الأختصاصية والعامة لذا سأناقشها بنفسي وفق المحاور التالية :
أ. الرؤية إلى الوجود والحياة تنتج تساؤلات محيّرة لا توجد لها أجوبة أو تفسير وعادة ما تبقى معلّقة على الغيب والقدرة الإلٰهية ولا يعلم حقيقتها الا الله سبحان وتعالى كونه الخالق الأوحد المطلق للوجود والحياة ممّا تجسّد الإيمان بحقيقة وجود الخالق الذي خلق كل شيء وهو الله لانّه لايمكن قطعا أن نعتقد أنّ الوجود قد أوجد نفسه بلا خالق فهو مخالف بلا أيّ جدل للعقل والمنطق الإنساني ولهذا فإنّ الأجوبة عن حقيقة الأقدار الالهية وأسبابها وتفسيرها تأخذ نفس منحى التساؤلات المحيّرة للعقل البشري الأخرى بخصوص الله والوجود والحياة وعليه بالتأكيد فإنّ قتل وظلم الناس الأبرياء يجري بإذن وتقدير الله ولكن بفعل واقع الإنسان والحياة مع إنّنا نؤمن إيمانا راسخا بحكمة ورحمة الله لأنّه هو الحكيم العدل الذي لا يرضى الظلم لخلقه ، ونؤمن كذلك بحقيقة عقاب الله العاجل والآجل في الحياة الدنيا والعقاب الآجل في الحياة الآخرة وقد يكون هذا العقاب الإلٰهي استنادا إلى أسباب وحقائق خلق الحياة الدنيا وفنائها من أجل الحياة الآخرة سببا لوقوع القتل والظلم على الناس الأبرياء بتوفّر الإيمان الراسخ من وجه النظر الدنيويّة والقناعة الإنسانية ولكن بنفس الوجهة والقناعة نتساءل عن حقائق التفسير والمبرّرات وهي ليست سهلة المعرفة على الإنسان لأنّها مرتبطة بمعادلة القدرة الإلهية وفق حكمة وقدرة الله في إدارة شؤون خلقه وبعوامل واقع الحياة المختلفة المتداخلة ، وعليه صمّمت جاهدا كي أجد وأضع التفسير والمبرّرات لهذه الإشكالية من وجهة نظري بعد التوكّل على الله بمشيئته وتقديره وفضله والاعتماد على نظريتي السابقة ( ليس لله زمن في ذاته أو من خارجه يتحكّم بوجوده الذاتي ) المذكور نصّها في المادة رقم 8 الفقرة ( ح ثالثا ) آنفة الذكر والتي مهّدت ليَ ايجاد هذه النظرية.
ب. مراجعة التأريخ البشري والواقع تؤكّد لنا وقوع القتل والظلم على الناس الإبرياء مرارا وتكرارا في زمن واحد ومكان واحد أو في أزمنة وأمكنة مختلفة بشكل فرديّ أو جماعيّ على فئة من الناس في بيئة واحدة أو على فئات منهم في بيئات مختلفة جراء فعل الإنسان والحوادث والحروب وهذه الحالة بهذه الطبيعة تؤجّج فينا الإشكالية بلا هوادة فتثير لدينا التساؤل دائما عن العلاقة بين حكمة وقدرة الله ورحمتة من جهة وواقع الأحداث من جهة ثانية.
ج. يجري القتل والظلم على الناس الأبرياء بدوافع المصالح الدنيويًة والإجرامية ودوافع القومية والعرقية والدينية والطائفية ودوافع الحروب وبوقوع الحوادث المختلفة جراء الطبيعة وغيرها وكلها من واقع الحياة وفيها.
د. إنّ بحث الاشكالية وفق المنهج الاستدلالي سيكون القانون العام هو تقدير وحكمة الله وعند الانتقال إلى الأجزاء سيكون واقع الأحداث هو الاجزاء المسبّبة وأدوات الارادة والتنفيذ وسأستدلّ أنّ كلّ شيء يجري بإذن الله وتقديره ولكن بفعل واقع الحياة وستبقى عناصر تفسير الإشكالية مفقودة بحسب الوصف الآنف الذكر ، وإن بحثت الاشكالية وفق المنهج الاستقرائي ستكون الأجزاء هي واقع الأحداث وعند الانتقال إلى القانون العام سيكون هو حكمة وقدرة الله ورحمته وسأستقرئ نفس الاستدلال في المنهج الاستدلالي وستبقى الإشكالية على حالها بلا تفسير.
ه‍ . أمّا إذا بحثت الإشكالية وفق المنهج التحليلي والمنهج الفلسفي بموجب المعطيات الواردة آنفا أعلاه سأَكتشف أنّ عنصر الزمن عند الله هو المتحكّم بالأشكالية وهو المختلف تماما عمّا يفهمه الإنسان عن الزمن لأنّ الإنسان ينظر إلى زمانه ومكأنه المحدّدين بحسب حياته ووجوده مع سعيه وعمله بينما الله ليس له زمن فهو الذي خلق الأزمنة والامكنة وكل شيء تحت سقف سلطته وحكمه وتقديره والزمن الذي وضعه للخلق في الحياة الدنيا هو زمن الفناء الذي لا يساوي شيئا من زمنه الصِّفْرِيّ الذي يقدّر ويحكم الله به الغيب والوجود والحياة الدنيا والزمن والحياة الآخرة كما سميّته من مفهومنا للزمن في نظريتي السابقة ( الواردة في المادة 8 الفقرة ح ثالثا ) الّا قيمة اعتبارية تمثّل خيارات الخلق وأفعالهم نتيجة في معيار الحساب والجزاء يوم القيامة والحساب لتحديد مواقعهم في الحياة الآخرة بينما الزمن الذي وضعه للخلود هو زمن البقاء إلى ما يشاء سبحانه وهو جزء من الزمن الصِّفْرِيّ الدائم الثابت الذي يتحكّم به الله .
لذا فإنّ الله خلق الحياة الدنيا فانية زائلة من أجل الخلود ولتكون بنفس الحال معيارا لخيارات الخلق وأعمالهم وأفعالهم في الخير والشرّ وأحوالهم وظروفهم ليكون نتيجة في يوم القيامة والحساب لتحديد استحقاقاتهم ومواقعم في الخلود وإنّ أزمنة الدنيا وأمكنتها في المعيار الإلٰهي الزمني تخضع لغاية الخلق الالهية المرتبطة والمرهونة بالديمومة والخلود لهذا تزول الدنيا وتنتهي في هذه الغاية وكأنّها لم تمرّ بكل مافيها ولهذا السبب يحكم الله الدنيا بمعيار التأجيل إلى الحياة الآخرة اكثر بكثير من معيار التعجيل في الحياة الدنيا.
11. الحقائق والآراء المستنبطة
أ. استنادا إلى ما تطرّق إليه الفلاسفة الباحثون غير المسلمين عن الموت فإنَّ أصحّ ما قالوا هو أنّ الموت أمر واقع لا مفرّ منه وعند الموت تنفصل النفس عن الجسد وترحل إلى حياة أخرى ولٰكنّ بقية أفكارهم وآرائهم هي مجرد أفكارذهنية بلا أدلّة وتخلو من الصحة كثيرا. أمّا الفلاسفة والباحثون المسلمون فقد انطلقوا من الرؤية الإسلامية ( القرآن والسُّنَّة النبويّة ) وكلهم أكّدوا أنّ الموت حقّ واقع لا بدّ منه وأنّ الحياة الدنيا زائلة فإنية وحياة الآخرة هي حياة الخلود وعلّة خلق الإنسان مرتبطة بها عملا ونتيجة من أجل الحساب والجزاء والخلود إلى ما يشاء الله ، مع إنّ آراءهم فيها أوجه من التشابه والاختلاف النسبيّ في المعنى والتّوسّع ولكنّها صحيحة في معظمها بالنسبة ألى الأصل والمضمون ، والجدير بالذكر فإنّ جميع الفلاسفة والباحثين المسلمين وغير المسلمين لم يتطرّقوا إلى الاشكالية التي بنيت عليها نظريتي.
ب. القرآن الكريم هو الحق الراسخ الثابت الدائم لأنّه قول الله سبحانه وتعالى وعلينا الالتزام به فكرا ومنهاجا وعملا وسلوكاً ومآلا وليس لنا بديلا عنه على الاطلاق مهما تغيرت أفكار الناس وأحوالهم وعليه فقد ذكر الموت في آيات عديدة ومنها التي ذكرتها في المادة رقم 8 الفقرة ( و ) آنفة الذكر كونها لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بالاشكالية التي بنيت عليها النظرية ومن الأمور التي أشارت إليها تأكيدا هي :
أولا. قتل وظلم الناس الأبرياء يحدثان في واقع حياة الإنسان بفعل الكافرين والمجرمين جراء الصراع بين الحق والباطل ودوافع الشرّ والمصالح الدنيويّة بل إن الجهاد في سبيل الله والحق يقتضي التضحية والفداء إذ أنّ الجزاء الوافي عند الله في الحياة الآخرة.
ثانيا. كل نفس ذائقة الموت وإنّ الخير والشّرّ في الحياة الدنيا ما هما إلّا اختبار وامتحان لإيمان الانسان وعمله من أجل الجزاء في الآخرة.
ثالثا. الموت والحياة في الحياة الدنيا هما بلاء الإنسان وعلّة خلقه لتحديد قيمة ومكانة الانسان حسنا وسوءا
من أجل الحساب والجزاء والخلود في الحياة الآخرة.
رابعا. كل الناس يموتون ويوم القيامة والحساب هو الفيصل في تحديد أماكنهم في الحياة الآخرة الخالدة.
خامسا. لقد أوصى الله رسولنا ونبيّنا محمد عليه الصّلاة والسّلام بالحيطة والحذر لتلافي القتل والظلم الواقع من الكافرين.
ج. إنّ أَهم ما خرجت به من نظرياتي وآرائي المذكورة في المادة رقم 8 الفقرة ( ح أولا وثانيا وثالثا ورابعا وخامسا ) آنفة الذكر ومن بحثي المذكور في المادة 10 آنفة الذكر بما يتعلق بالاشكالية هوالاستنتاجات الآتية :
أولا. ليس لله زمن في ذاته أو من خارجه يتحكّم بوجوده الذاتي وأنّ الله قد خلق كلّ شيء بما فيها الزمن ووضعها تحت سقف قدرته وتحكّمه ، وقد عبرت عن زمن الله من مفهومنا للزمن بالزمن الصِّفْرِيّ الدائم الثابت المطلق بلا بداية أو نهاية الذي يقدّر ويحرّك ويحكم الله به الوجود والزمن والحياة الدنيا والحياة الآخرة ، وأنّ كلّ الأزمنة والأمكنة التي أوجدها الله تحت سقف إرادته ومشيئته هي بالحصيلة والنتيجة تنتهي بالصِّفر زمانا ومكانا في زمنه الصِّفْرِيّ كإِحاطة ومآلا كما بدأها أوّل مرٌة من الصفر ولهذا يرى الله ويقيّم الخلق والوجود الذي أوجدهما ليس كما نرى ونقيٌم وجودنا بالزمان والمكان وأنّ القيم الزمانية والمكانية لنا في الحياة الدنيا لا تشكّل قيمة أمام زمن الخلود في الحياة الآخرة لأن كلّ الدنيا زائلة منتهية وكأنّها بلا زمان ومكان لذا فإنّ الله يحكم ويقدّر ويعالج أحوال الدنيا وأحوال خلقه وفق عامل التأْجيل المرتبط بيوم القيامة والحساب والحياة الآخرة أكثر بكثير من عامل التعجيل في الحياة الدنيا لإنّها تمثّل الاختبار للإنسان بكل أحوالها وتفاعلاتها مع فرض حكمته وتقديره ورحمته في إدارة الحياة الدنيا وشؤون خلقه بتداخل وتفاوت متغيّرَين مُعجِزَين ليكون حال الدنيا وأحوالها كما نراه ونعيشه محكومة بالتوازن والتكامل من خلال التشابه والاختلاف والتوافق والتناقض والتطابق والتضادّ مع أنّ كل شيء في الحياة الدنيا يصبّ كنتيجة في الحياة الآخرة ومن أجلها ، والّا كيف يصبر الله تعالى على القتل والظلم والاختلافات والتناقضات والتضادّات في الحياة الدنيا بغير معياره الزمني الذي يقيس ويحكم به.
ثانيا. إنّ الله يقدّر ويحدَّد موعد ووقت الموت وأحوال خلقه الأخرى تتابعا وانسجاما وفق ومع أسباب مقتضيات واقع الحياة ومؤثّراته إلّا ما يكون من الأحوال التقديرية التي يقدّرها ويحدّدها الله بشكل مسبق.
ثالثا. الحياة بدون الموت أمر لا يمكن حصوله مطلقا لإنّه مقطوع منته بحكم أصل التكوين وطبيعة الخلق وحتميّة الفناء ومعادلة الابتداء والانتهاء.
د. يُقتَل ويُظلَم الناس الأبرياء بشكل فرديّ وجماعيّ في زمن واحد ومكان واحد أو في أزمنة وأمكنة مختلفة كما يقع القتل والظلم على فئة من الناس في بيئة واحدة أو على فئات في بيئات مختلفة بفعل الإنسان وواقع الحياة .
ه‍ . الإشكاليّة في تساؤلنا : لماذا يُقتَل ويُظلَم الناس الأبرياء ظلما وجورا بفعل الإنسان وواقع الحياة بوجود حكمة وقدرة الله ورحمة وتقديره استثناء من حكم الله ومن إنزال عقابه العاجل والآجل في الحياة الدنيا أو الآجل في االحياة الآخرة.
12. فحوى ونصّ النّظريّة
قتل وظُّلمُ الناس الأبرياء بفعل الإنسان وواقع الحياة يُحزِنانِ الإنْسانيَّةَ الشَّريفةَ السَّويَّةَ ويَحُزَّانِ فِي ضَمائِرنا ونُفوسِنا وقُلوبِنا حَزًّا مُؤْلِمًا دَائِمًا وفِي حَيْرَةٍ مِنْ أَمْرِنا لَيْسَ لَها تَفْسِيْرٌ ، كَما إِنَّ اللهَ سُبْحانَهُ وتَعالى لَا يَرْضى لِخَلْقِهِ وعِبادِهِ الظُّلْمَ بِأَيِّ حَالٍ مِنَ الأَحْوالِ وحاشى لَهُ أَنْ يَبْقى مُتَفَرِّجًا بلا حكمة وتقدير عاجل أو آجل أو بلا عِقابٍ عاجِلٍ أَو آجِلٍ ولٰكِنْ ما ذَنْبُ النَّاسِ الأبْرِياءِ المَظْلُومِينَ استثناء من حكمة وقدرة الله ورحمته وتقديره أو من إنزال عقابه العاجل والآجل في الحياة الدنيا أو الآجل في الحياة الآخرة ؟! ، كما أنّ الناس يُقتَلون ويُظلَمون بشكل فرديّ وجماعيّ في زمن واحدَ ومكان واحد أو في أزمنة وأمكنة مختلفة وأنّ القتل والظلم يقعان على فئة من الناس في بيئة واحدة أو على فئات منهم في بيئات مختلفة جراء فعل الإنسان وواقع الحياة لِذا وبَعْدَ تَدَبُّرٍ وتَمحيصٍ واعتماد على البحث وحقائق ومعلومات الاستنباط والاستنتاج حَدَّدْتُ نظريتي هذه بِتَبْرِيْرَيْنِ لِما يحصل فَإِمَّا التَّبْرِيْرُ الأَوَّلُ فَمَفادُهُ واستنادا إلى القاعدة الثابتة المؤكّدة التي تنصّ على ( إنّ كلّ ما يجري في الوجود والحياة لا يتمّ إلّا بإِذن الله ) والى نظريتي السابقة التي تنصّ على ( ليس لله زمن في ذاته أو من خارجه يتحكّم بوجوده الذاتي ) وقد عبّرت من مفهومنا للزمن عن زمن الله في هذه النظرية بالزمن الصِّفْرِيّ الدائم الثابت المطلق بلا بداية ولا نهاية فأَنّ معادلة القدرة الإلٰهيّة التي يجري بموجبها قتل وظلم الناس الأبرياء مِن جرّاء فعل الإنسان وواقع الحياة تقضي من مبدأ أنّ قضاء الله وحكمه قد جعل الحياة الدنيا وكلّ ما فيها محطّة اختبار مؤقّتة لخلقه تصبّ وتنتهي نتيجة وجزاءا في الحياة الآخرة ومِن أجلها لذا فإنّ الله يقدّر ويحكم في الحياة الدنيا بمعيار التأْجيل إلى الحساب والجزاء يوم القيامة والحساب أكثر بكثير من معيار التعجيل فيها بالرغم من أنّ الله يقدّر ما يجري في الحياة الدنيا ويدير أحوالها وحوادثها بتداخل وتفاوت مُعجزَين متغيّرَين للأقدار والتقدير والتخصيص وفق حكمته وتقديره ورحمته ، كما تقضي المعادلة أَنَّ القتل والظُّلْمَ لَيْسَ لَهُما قِيمَةٌ زَمانِيَّةٌ ومَكانِيَّةٌ فِي زَمنِ الله الصِّفْرِيِّ القائِمِ الدائم الذي يقدّر ويحرٌك ويحكم الله به الغيب والوجود والحياة الدنيا والزمن والحياة الآخرة تحت سقف سلطته وحكمه وتقديره مع التأْكيد والربط على حقيقة أنّ الله ليس له زمن في ذاته أو من خارجه يتحكّم بوجوده الذاتي لأنّه هو الذي خلق الزمن وكلّ شيء لهذا فإنّ كلّ الأزمنة والأمكنة واقعة تحت سقف إرادته ومشيئته وهي بالحصيلة والنتيجة تنتهي بالصِّفْر زمانا ومكانا في زمنه الصِّفْرِيّ الدائم كما بدأَها من الصِّفْر وإن كانت لها حركة وزمن ضمن إطار الوجود لأنٌ الله هو الذي أوجد الوجود من خلال زمنه الصِّفْرِيّ.
ولِأَنَّ زَوالَ الحَياةِ الدُّنْيا أمر محتوم الوقوع من أجل الحياة الآخرة الدائمة الخلود إلى ما يشاء الله والَّتي تشكِّلُ مَعَ الغَيبِ القِيمةَ الزمانيّة والمكانيّة الدَّائِمةَ مِنْ زمَنِه الصِّفْرِيّ فَإِنَّ الحَياةَ الدُّنْيا لَا تُشكِّلُ إِلَّا مُقْدارًا زَمنيًّا فَائِتًا ضَئيلًا جِدًّا لَا قِيمةَ لَهُ أمام زمن الخلود في الحياة الآخرة إِلَّا قِيمةً اعْتِباريَّةً حَقِيقِيَّةً لِمَعْرِفَةِ وتَحْديدِ نَتِيجَةِ عَمَلِ الإِنْسانِ فِي مِعْيارِ الحِسابِ والجَزاءِ يَومَ القِيامَةِ والحِسابِ مِنْ أَجْلِ إِقْرارِ وتَحْدِيْدِ مَوْقِعِهِ فِي الحَياةِ الآخِرَةِ ، كَما إِنَّ الجَنَّةَ والنَّارَ تُوفِيانِ حَقَّ الإِيْفاءِ الكامِلِ الدَّائِمِ فِي زَمَنِ اللهِ وهُما البَديلانِ المُطْلَقانِ عَنْ مَا فَعَلَهُ وعَمَلَهُ وارْتَكَبَهُ الإنٍسانُ ومَا حَدَثَ مِنهُ إيْمانًا وحُسْنًا أو كُفرًا وسُوءًا .
وَإِمَّا التَّبْرِيْرُ الثَّانِي فَمَفَادُهُ أَنَّ اللهَ أَوْجَدَ الحَياةَ الدُّنْيا وخَلَقَ ما فِيْها لْكَي تَؤُولَ إِلى الِانْتِهاءِ والزَّوالِ مِنْ أَجْلِ
الخُلودِ الدَّائِمِ لِذا فَإِنَّ تَوَازُنَها فِِي تَشابُهاتِها واخْتِلافاتِها وفِي تَوافُقاتِها وتَناقُضاتِِها وفِي تطابقاتها وتضادّاتها حُكْمُ اللهِ وتَقْدِيْرُهُ عَليْها لِتَدُورَ وتَسْتَمِرَّ فِي تَجْدِيْدِها وامْتِدادِها وتَنْسَجِمَ مَعَ أَسْبابِ خَلْقِها وفَنائِها ولِتَسْتَبِيْنَ خَياراتُ الخَلْقِ وأفْعالُهُم وأَعْمالُهُم فْي الَخَيْرِ والشَّرِّ وفِي أَحْوالِ الدُّنْيا وأَحْوالِهِم نَتِيْجَةً لِلْحِسابِ والجَزاءِ فِي يَوْمِ الحِسابِ لِتَعْيِيْنِ مَواقِعِهِم فِي الحياة الآخرة.
والدَّليلُ عَلى نظريتي بالإضافة إلى حقائق الإستنتاج وما ورد في التبريرَين هوَ أنَّ اللهََ هُوَ العَدْلُ الرَّحمٰنُ الرَّحيمُ فَباِلتَّأْكيدِ القاطِعِ لا يَدفَعُ إلى القَتْلِ والظُّلمِ والإجْرامِ
والإهْمالِ ، وَلَو نُراجِعُ التَّأْريخَ والواقِعَ نَرى أَنَّ قتل وظُّلْمَ الناس الأبرياء يجريان بِفِعْلِ الإِنْسانِ وواقع الحياة ، وعليه فَهَلْ يُمْكِنُ لَنا أَنْ نُعلِّقُ مَا يَجري عَلى احْتِمالِيَّةِ انْتِقامِ اللهِ مِنَ النَّاسِ الأَبٍرياءِ أو ظلمهم والجَوابُ لَا يَجوزُ هٰذا أَبدًا لِانَّهُ يُنافي حِكْمَةَ اللهِ ورَحْمَتَهُ وإِنَّ اللهَ لَا يَنْتَقِمُ مِنَ الأَبْرياءِ بِجَريرَةِ الآخَرِينَ ولا يظلم الناس ، أَو هَلْ يُمْكِنُ لَنا تَعْليقَهُ عَلى احْتِمالِيَّةِ أَنَّ اللهَ يُميتُ النَّاسَ الأَبْرياءَ بِشَكْلٍ فَرْدِيٍّ وجَماعِيٍّ لِِمُجرَّدِ حُدُوثِ المَوْتِ واسْتِمْرارِهِ كَحَقٍّ عَليهمْ أو لمجرد ظلمهم وهٰذا أَيْضًا لَا يَصِحُّ ويُنافي حِكْمَةَ اللهِ ورَحْمَتَهُ ، إِذنْ أعْتَقِدُ أَنَّ القَتْلَ والظَّلمَ اللَّذَيْنِ يَقَعَانِ عَلى النَّاسِ الأَبْرياءِ هُما مِنْ فِعْلِ الإنسان وواقع الحياة ولٰكنْ بإِذنِ اللهِ وتَقْديرِهِ وُفقَ الحقائق والتّبريرات المبيّنة آنِفًا ، والّا فإنّ الله لا يصبر على القتل والظلم والتناقضات والتضادّات في الحياة الدنيا ولا يقضي بوقوعها إلّا بحسب معادلة قدرته التي بيّنّاها ووضّحناها آنفا.
وسَأَضرِبُ بَعضَ الأمْثِلةِ مِنَ القرآنِ الكريمِ تُشيرُ إِلى أَنَّ اللهَ قَدْ أَعْطَى فِيها أَرْجَحِيَّةً لِلواقعِ المَيدانيِّ فِي قَتْلِ النَّاسِ وظُلْمِهِمٍْ كما أوصى رسولنا ونبيّنا الكريم وأصحابه باتّخاذ الحيطة والحذر من غدر وقتل وظلم الكافرين وهِيَ :
الآيةُ 74 مِنْ سُورةِ النِّساءِ ( فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيْلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَوٰةَ الدُّنْيَا بِالْأَخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ نُؤْتِيهِ أَجْرًاعَظِيمًا ).
الآيةُ 93 مِنْ سُورةِ النِّساءِ ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتُعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابـًا عَظِيْمًا ).
الآيةُ 101 مِِن سورةِ النساءِ ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلَوٰةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنَّ الْكَافِرِيْنَ كَانُواْ لَكُم عَدُوًّا مُّبِينًا ).
الآيةُ 102 مِنْ سُورةِ النِّساءِ ( وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ
لَهُمُ الصَّلَوٰةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوٓ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِن مَطَرٍ أَوْ كُنتُم مَرْضَىٰٓ أَن تَضَعُوٓاْ أَسْلِحَتَكُمٔ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا).
وما دام الله أوصى نبيّنا ورسولنا محمد عليه الصّلاة والسّلام وأصحابه في الآيتين 101 و 102 من سورة النساء بالحيطة والحذر ، فعليه نوصي باتخاذ تدابير الحيطة والحذر المتواصلة لتفادي الأخطار والحوادث بشتّى صنوفها وأنواعها ونوصي بتطوير وتحسين الحياة الإنسانية لتأمين الحياة الكريمة العادلة للناس وضمان صحتهم وأعمارهم للحد المسموح بأمر الله تعالى .
وأُضِيْفُ إلى مَا تَقَدَّمَ أَنَّ حَالاتِ المَوتِ الأخْرى للنَّاسِ وأَحْوالَهُم وأََقْدارَهُم وتَقْدِيراتَهُم وظُرُوفَهُم وَخَيْرَ الدُّنْيا وشَرَّها وحَوادِثَها تُقَدَّرُ وتَجْرِي وُفقَ نَفْسِ المُعادَلةِ الإِلٰهيَّةِ الَّتي ذَكَرْتُها فِي نظريتي ولٰكنْ بِحَسَبِ متغيّرات النِسْبَةٍ والتَناسُبٍ اسْتنادًا إِلى حِكمةِ اللهِ ورَحْمَتِهِ وتَقْدِيْرِِهِ.
13. الخاتمة
الله سبحانه وتعالى قد وهبنا العقل وإنّ الفكر والتّفكّر
مفروضانِ على الإنسان وليس له حرّيّة التّملّص
منهما ولكن شريطة رسوخ الإيمان الكام?
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس: 550 x 389
حجم الملف: 42.21 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.