Molqqqaa
في تموز 29, 2022
10 المشاهدات
سلسلة مذكرات حب
( انكسارات )
بقلمي : الكاتب واعلامي وائل الحسني
سيدتي العزيزة : بعد رحيلك الغير معلن لقد أعتزلت هذا العالم لقد رأيتُ من الألم الكثيرو الكثير، القلب شاب وكثرت تجاعيده، متنا مُبكرًا، كُسرنا ونحنُ في مقتبل العمر... اصبحت وحيدة أنا وحزني و وحدتي، لم أعد أريد أصدقاء ، ولا خوض علاقة حب، أريد أن أحافظ على ما تبقى واجعل القلب ينبض بما تبقى من حياته.. هل ستنتهي حقا معاركنا التي لطالما أرهقتنا..؟ وهل هناك طريقًا للهدنة بين تضارب الأفكار أم ستبقى دائرة في عقولنا حتى الممات..؟ كُل ألفاظ الوداع مُرة، ‏والنوم مُر، ‏والسعادة في غير حينها مرة، والموت مُر، ‏والإنتظار مُر، البُعد مُر، الخيانة مُرة، وكل شيء يسرق الإنسان من الإنسان مُر.. لا أحد يتعافى من صدمته الأولى بشكل كُلي، ستظل تلك الندبة مدفونة في أعماق قلبه، ولكنها ستحيا في كل موقف مُشابه وكأنها تُعاد من جديد.. وما الفائدة من الهرب ، أو الفائدة من المواجهة، الأمر أنني أصبحت أعلم، ليس هنالك فائدة حقيقة من أي شيء سواء بقينا أو هربنا من اوجاعنا وخذلان الاخرين لنا . كنت كالنسمة البليله التي تهون جراحي كانت طلتك الملائكية منذو ظهورك الغير معلن شغلتني زينتك الملائكية.. كان الحنين اليك يتدفق مثل امواج البحر المتلاطمة اغوتني طيرا ضمأنا مدت لي خيطا ذرعت أقدامي النقع المتطاير خلفك في لهف.. صارت احلامي من حجر صارت ألقا يلهب كل الأوجه فقدت أحزاني حالتها الأولى.. ما أصعب ان يفقد طير غصنا عز عليه يحاول ان ينسج في وهج الشمس خيوطا نحو النبع.. وفي لفح الريح يدور يضيع وحيدا في الساحات أو الطرقات.. ادخل في رحم الاسواق ابحث عن طلتك التي التي تغوي حشاشة الروح.. كنت اراقب قدومك تحت ظلال السحر وفي جنح الافياء يهمس في صمت أبقى منشدا في لهفي يهتز باعماقي الفجر... احاول ان استجمع كل اوراقي المنثورة واكفكف عن عيني صورتك وانا محترقا في صمت وخباء.. لا شيء يُعذب الإنسان مِثل كِتمان حُزنه ، أن يتظاهر بالسلام الخارجي وفي داخله معارك دامية ، أن يكون بشوش الوجه وفي داخله عالم كئيب... أترددُ كثيراً قبلَ أن أكتُبَ نصاً عنكِ، فالكتابة عن جرح غائرٍ يكفي، فكيف أن كان النَبشُ في جُرحان. وأنتِ بتفاصيل وجهكِ الناعمة، بقامتكِ المثيرةَ، وبشاماتِ جسدك، التي تشبهُ النجومَ في جسدِ ليلٍ طويل. يقول قسطنطين كفاكيس (هذه المدينة ستطاردك دائماً ) هذا ماتفعلينه انت، في كل الأَزقةِ والشوارع، تحاصرينني. ومن كل الوجوه الجميلة تخرجين صورتك، جربت كثيراً أن أهرب منك، لكن ما إن اصل الى شواطئ اليأسِ حتى ينشق الدمع لك، من كل فج عميق.. انت كذاك قاسية، تمتلكين حباً من حجارةٍ لايُكسر، لذا كلما تذكرتك هنا، شعرت بقلبي يُطحَنُ كالقمحِ بين فكي رَحىً قديم. انت كالحبيبة الآولى في الروايات، لا تعوض، ولاتُدرِكُ لها بديل، وانا مدربٌ خَرَّفْ، يستبدل اللاعب الاساسي، بلاعبين رديئين من دكة الاحتياط، واستعير من كراسي البدلاء، فتاة بنكهة اللاصق الطبي، اسكت بها نحيب قلبي. الى ان انطق اسمك، فيغرقُ جسدها بالدماء، انزعها بسعادةٍ، ثم اراقبُ صورة وجهك كيف تتسربُ ببطئٍ خارج قلبي دعك من حزني وقصائدي، من الشعر والمجاز، دعك من القهر و الموت واللجوء والزجاج... فيداهمني وجك الجميل كما يداهم جيش جرار مدينة مغلوبة على امرها فاجد نفسي امام زيناك الملائكية رافعا غصن الزيتون..حينما تجئين يهبط الأمان بجناحين سحريين تهبط الشمس بذفئها وربيعها وتتفاعل العناصر في الطبيعة.
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس: 471 x 471
حجم الملف: 40.76 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.