Molqqqaa
في تموز 30, 2022
19 المشاهدات
عبد الكريم أحمد الزيدي
النص النثري ( اسرار وحس)
..........................................
لربما يتبادر الى الكثيرين ان كتابة النص النثري واقع بسيط لا يحتاج الى ما يحتاج غيره من الدراية والثقافة والاصل في الكتابة ، وهذا رأي يقع فيه الكثير من شعرائنا ، ليس جهالة بهم ولا ضعفا في القدرة والتمكين ، وانما حالة وجدوا أنفسهم فيها وتواصلوا عليها .
ولاهمية هذا الباب ، آليت على نفسي بقدر ما احسن فيه ان اضع لهذا الفهم اصولا وقياسا لعل فيه من الفائدة مايكون .
فالنص النثري هو فن ادبي خلاق يختلف في بناءه وصورة توصيفه عن مفهوم النثر المعروف في الخاطرة والمقال والقصة والرواية وكذا في الخطابة وغيرها من فنون الأدب وما هو بالشعر الأصل الذي وجد عليه بنظام الوزن والقافية واحتكم به على قواعد علم العروض ببحوره المعروفة التي اوجدها الفراهيدي وهذه مايراها علماء اللغة والادب ، فيما قد يراها آخرون غير هذا التصنيف فيكون شعرا موصوفا ( اذا اجيز ان نعتبره كذلك) له ادواته ولوازمه ويخضع لنظام وقياس خاص به ، وان اختلف في بنائه وصياغته عما معروف في الشعر الاصل ، اقول ان هذا الفن الادبي نظام مكتوب فيه اللغة والوصف والتصوير ويتعدى الى ما يجيز ان نراه خيالا له بيئته ومحيطه ، فلا يجوز ان نسهب فيه ونخط به ما جاز او ما لا يجوز وهذه حقيقة تغيب عن اذهان الكثير .
ولكي لا اطيل فيما قصدت ، فاني اضع بما اراه بعض الخطوط التي لابد الالتزام بها والاخذ بها عند كتابته ، ومنها :
انتقاء النص من خيال ولون وظل اللغة العربية الاصل ومن بيئة خلقها وتكوينها .
تصوير الحدث المنتقى بمفردة جزلة متينة قادرة على بيان المعنى والقصد.
اضفاء صور التشبيه والاشارة والقصد على الحدث المختار في ترتيب سليم كما هو السياق في اصل الشعر العربي .
التزام قواعد الكتابة والنسخ من خيال الكاتب الى رقعة الخط بصورة شعرية واضحة تشاطر البناء الشعري في الشكل والحدود .
اعتماد الحس في الكتابة ( فالشعر هو الحس بمعناه لو قسناه بما يجيزه الآخرون ) واختيار المفردة المناسبة للحدث وتزويقها بما امكن من صنع البديع والمحسنات منها .
الايجاز في المعنى وتوصيف الاحداث في مقدمة جاذبة للذهن ومتن غني بالبيان وخاتمة تجمع كل مراد النص واحداث .
التقيد بالانتقال السليم بين احداث النص وترتيبه وفق توصيف شامل وسليم .
تنظيم النص النثري بلوحة تصويرية تجمع كل معاني مراد الكاتب وقصده ، والابتعاد عن الرمزية والاشارة غير المفهومة والتشبيه الخارج عن محيط المتلقي وبيئته بما يشاكل في صياغته النثر الغربي والالفاظ الدخيلة المستهجنة الغريبة .
استخدام الحرف بمعناه في التوصيف ووضع الفواصل والاشارة عند الانتقال من حدث لاخر .
مراجعة النص وتدقيقه وملاحظة قواعده وصياغته والاهتمام باخراجه نصا يليق بوصفه ونعته...
ولو اردنا ان نختصر ما نريد ايصاله لاكتفينا بقول ( من كتب الشعر كثير ، وَما وصل الينا قليل ) ، وليس العبرة بان نزيد ونكتب وانما الاهم ان يكون مقبولا ومفهوما ومطلوبا .. وله من المعنى والبيان ما يغني عن كتابة الكثير ويصل الى الاخرين بيسر وسلام دون عناء او ملال .
اتمنى ان اكون قد اوصلت هذه الرسالة بكل معانيها الى من يهمه في كتابة النص النثري ويأخذ بأحسن ما فيه .
....................................................
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس: 640 x 1422
حجم الملف: 58.29 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.