حسام الدين صبرى امرأةٌ مِن نار•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••وهَبتُ لَكِ الرِمَالَ والأزهَار والأرضِ والمراكِبَ والبِحَار وهَبتُ لَكِالدَارَ والقَلبَ ومِيراثَ الأشعَاروهَبتُكِ نَفسِي دُونَ أنْ أُخَيَّرَولَو خُيَّرتُ لَكُنتِ أنتِ مَنْ أختَاروأطَحتُ بِكُلِّ عَاداتِكِ ونَفختُ فيكِ النَار وزَرعتُ شِعرِي بِصدرِكِ وسَقيتُ بِدَمي الأشجَاروأتقَنتُ فَنَّ الحُبِّ وفَنَ العِشقِ وفَنَّ الثَلجِ والنَارووَلْيتُكِ الأمرَ، واعتَلَيتِ العَرشَ عَلى كَتفِي ولَقبتُكِ لَقبتُكِ سَيدة الأزهَاروأودَعتُ ثَروتِي فِي عِينَيكِ لاَ هِيَ دِ رهَمُ ولاَذَهبٌ ولاَدِينَارثَروتِي كَانت طِفلًا غَرِيبًا فِي الأرضِ والنَاجي الوحِيدَ مِنَ الإعصَار حَملَتهُ يَدُ النِسَاءِ ولَمْ يهدأ وشَرِبَ مِن ألفَ صَدرٍ ولَم يَشبَع ولَمَا رآكِ هَدأَ هَدأ وبَاحَ بِكُلِ. الأسرار استَحلفتُكِ ألَّا تَقتُليى الطِفلَ في صَدرياستَحلفتُكِ أنْ لاَ تُغَيري المَسَاروأبقِينِي بَينَ يَدَيكِ طِفلًا وبَينَ جَفنَيكِ رَجُلَ الأقداروغَطِينِي بِثَوبِ عَينَيكِ واسقِيني إنْ جَفت الأنهَاروسَمِيني اسمًا جَدِيدًا وامنَحِيني عُمرا جديدا وشِهَادة مِيلادٍ جَديدة فيها يَكُونُ الحُب وطناً وشِعَار واستأمنتُكِ عَلى حُلمٍ زَرعتُه في أرضِ الخرابِ والدمار وسَقَيتَهُ بِدَمي ودموعي وأهدرتُ سنينَ إنتِظَار كَانَ صَدري لَكِ أرضًا وعَيني كَانَت لكِ مدَار وأضأتُ كُلَّ الظلاَمِ فِيكِ كُنتُ النجومَ والشَمس والأقمَار واعتَزلتُ الدُّنيا وأقَمتُ فِي مِحرَابَكِ ليلَ نهَار أكتُبُ الشِعرَ ولا يَكفِيني وأبكِي ولاَ يَكفِيني وأتمزَّقُ فِيكِ ولا يكفيني حَتَى حَاولتُ الإنتحاروأيقَنتُ أنَّ الزُهدَ فِيكِ كُفرٌ بَيِّنٌ والتَصَوُّفَ فِيكِ عَارٌ يُورِثُ عَار أنَا فقط مَنْ رأيتُكِ أيَةً ونَجَوتُكِ نَجَوتُكِ دُعَاءً وأذكَار كَضَالٍ فِي قُريشَ أنَا اتَّبعَ السَحَرةَ والكُفَار فَثَروةُ الفَقِيرِ وإنْ كَانتُ حُبًّا لاَتُغني إمرأةٌ مِن نَار وبَرَاءةُ الطِفلِ وإنْ كَانَت نَادرةً لاتَحمِيهِ أبدًا منَ الإنكِسار مَاحِيلَةُ الطِفلِ إذا ألقَيتِ بِهِ في جَحِيمَ الغَرقِوإن هُدمَ العُشُ مَاحِيلَةُ الصِغَار لا حِيلَةَ لِي فِي غَدرِ امرَأةٍ سَقَيتُهَا دَميوحينَ استَنَّ سَيفُهَا ضَربَتنِي في لَحظَةِ إحتِضارسَقتنِي الكَذبَ كُؤوسًا ورَمتْ بِي كَأُمٍّ بِلا رحمَةٍ تركَت وَليدَها تحتَ البردِ والأمطَار لا حِيلَةُ لِي فِي مِثلكِ إنْي شَكَوتُكِ للعَزِيزِ الجبار••••••••••••••••••••••••••••••••••••
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس:
550 x 389
حجم الملف:
42.21 Kb