Molqqqaa
في تموز 31, 2022
14 المشاهدات
نظير راجي الحاج
( قلم رصاص... قلم قصاص! )
___________________________________________
قال لي صديقي:
أعجبني ما كتبه الشاعر أحمد مطر عن قلمه، حين قال:_
جس الطبيب خافقي..
وقال لي:_هل هنا الألم؟
قلت له:_نعم..
فشق بالمشرط جيب معطفي..
وأخرج القلم..
هز الطبيب رأسه، ومال وابتسم..
وقال لي:_ليس سوى قلم..!
فقلت:_لا يا سيدي.
هذا يد وفم..
رصاصة ودم..
وتهمة سافرة تمشي بلا قدم..
ثم سألني صديقي، وأنت ما هو قلمك؟
فقلت له:_
وأنا أيضا جس الطبيب لي خافقي..
وشق بالمشرط جيب معطفي..
وهز الطبيب رأسه، ومال وابتسم..
وقال:_ليس سوى قلم..
فقلت له بكل تلطفِ..
أعده يا سيدي الطبيب إلى معطفي..
إنه حساس وعاطفي..
حيث يمثل موقفي..
هذا القلم..
ما يومًا سينطفي..
إنه سلاحي الوفي..
وعشقي الدفي.
وشوقي الصفي..
عند الحق يقول نعم، وعند الباطل، يكون منه النفي..
قلمي يطرد الظلمة، ويقول لها قفي...
ليشرق بدلًا منها، النور الخفي..
ببكائه تبتسم الكتب وتحتفي...
فقد تزِلُّ مني القَدم..
لكن لن يزلُّ عندي القلم..
هذا القلم يا صديقي ما يومًا...
نام وماد وذام....
ولا رام وحاد وغام...
ولا لام وكاد وخام...
ولا صام واباد وضام.
بل يا صديقي... قلمي هذا...
حام وقاد وحام....
وهام وجاد وعام..
قلمي...
ما عزل ولا بخل.......
وما كسل ولا قل......
ولا تعال ولا خل......
ولا إحتال ولا ذل....
ولا مال ولا كل........
ولا إختال ولا زل.....
بل..
قال وغل....
وصال وسال..
وجال ونال....
وطال وعال...
يوفي الخل..
لا يختفي بالظل..
يوجز ولا يمل..
ينجز ولا يمل.
يعزز ويجل...
يسهب ولا يكل..
مبللًا بالطل..
مجللًا بالفل..
قلمي يا صديقي..
حق وراق..
وطرق الآفاق.
وفتق الأعماق..
ورق ففاق..
وعشق واشتاق..
وغدق وذاق..
من الحق إغترف..
فراق وعرف..
وغدق ونال الشرف..
يقف بالحق بصلف..
تراه بالطرف وبلا ترف..
لا يقف بالمنتصف..
قلمي..
يعرف حدوده.
جوده يسوده..
هجوده سجوده..
يلبي وعوده..
إنه سفيري الأعقل..
وترجماني الأفضل..
ونفيري الأمثل..
من كل حرف حر، راح منه ينهل..
فما يوما تكبل..
بل مضى وتوكل.
البيان أصغر صفاته..
والبلاغة عنوان حياته..
والحنان أداته..
كالماء في فراته..
والسكر في حلاته..
والناسك في صلاته..
يا صديقي.
قلمي حر، ينتقل على هواه..
لامست شفاهه حبر الدواة..
فثملت عنده الشفاه..
بسكر متناه...
فما قال.. آه ولا أواه..
تعدى الصباح..
تصدى للرياح..
أدى الإصلاح..
إقتدى بالكفاح..
إفتدى الارواح..
يا صاح..
قلمي لا يرحم الأشباه.
ومن بهم إشتباه..
له جناح..
لا ينحني للرياح.
له جاه..
مرفوع الجباه..
ليبقى في صياح..
يبشر لقدوم الصباح..
هذا القلم...
تجده مع اليراعة..
ما جف يومًا واستراح..
من عناء الألم..
هذا القلم، رمزًا مثل العلم..
فما تأقلم مع من ظلم..
فما إنكسر أو إلتثم..
من إشاعة او بشاعة...
ولا تقطع من نطاح..
أو مع من به صدم..
فما صاح..
ولا ناح..
ولا باح ولا طاح..
لا ثانية... ولا ساعة..
بل ما زال صامدًا أشم..
ورغم الإنبطاح..
ظل ثابتًا ولم..
يعطي للذل طاعة..
لا يساوم..
بل يقاوم، ولو عدم..
فاستبدل الحبر دم..
إنه رمز الشجاعة..
يقاوم النوازل والمهازل كالهرم..
هكذا هي طباعه..
قال لي الطبيب ..
أُترك القلم..
يرتفع عنك الكلم..
إسمع ونخ..
واركع ورخ..
فلا بعدها ندم..
تصبح حروفك لك شفاعة.
واستبدل(لا) تصل العلا، بكلمة (نعم).
إسترح.
وانبطح..
للمرياع، مثل الغنم..
لكن يا صديقي ما رأيت إلا قلمي، وقد إنتفض بوجهه، وصاح..
وقال للطبيب:_
انا حبري ما زل.
ولا ذل.
ولا بصم.
هكذا خلقه الله، هكذا هو إرتسم.
يكره من ترأس ظلمًا او زعم.
لا يعجبه ان يكتب وهو فوق خازوق قمم..
مادام تحت الراس، أكوام رمم..
وقد قسم.
ان يبقى حبره رصاصًا، ولا يغلق له فم...
وإن قُطّع، او كُسّر لحد اللثم..
هل عرفت يا صديقي ما هو قلمي!
___
مع محبتي..
نظير راجي الحاج
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس: 550 x 389
حجم الملف: 42.21 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.