Molqqqaa
في تموز 31, 2022
49 المشاهدات
علاء العتابي
الزقاق الغامض
سحبته قدماه إلى زقاقٍ مجهول لم يعرفه من قبلُ، ولا مر بمخيلته أنه يومًا ما سيمر فيه!
زقاق غامض، لا يشبه أزقة المدينة؛ صامت لا حياة فيه!
شرع بالغوص في غموضه؛ فَلَمّ يجد جوابا!
هل أنا في غيبوبة ؟ آم وسط حلم لم أستيقظ منه!
مشى بخطوات حسبها غير مدروسه على أرضية يتخيلها أنها هشه. فليس كل ما يحسبه في النهاية قد يكون صائبًا !
خطوة فخطوه ثم أتبعها بخطوه آخرى؛ فَلمّح على يمينهِ صَالون حِلاقةُ مِشرعةُ أبوابها!
بينما على يساره لمح دكان حلواني مؤصدة أبوابها!
أعطى ظهره لدكان الحلواني متجهًا صوب صالون الحلاقة ، لمح ظل شيء تحرك سريعًا خلال التفاته يمينًا!
جِفل منه! ماهذا الشيء الذي خطف بصري سريعًا ثم اختفى؟ تقدم مسرعًا لكشف ذاك الشيء
شاهد انعكاس صورته في إحدى مرايا الصالون, وَجلّ من صورتهِ حسبها شخصًا غيره، جلس على واحدٍ مِن كراسي محل الحلاق الفارغة ليذهب روع المرآة.
بدأ يتأمل لماذا هذا الزقاق ذهبت الحياة منه
ثم بدأ يتخيل صمت الأشياء لو أنها استخدمت !!
يا ترى .. كم زبونًا جلس هنا؟ من أولًا تم حلق شعر رأسه؟
هل أشعث الشعر هذا ؟ ام ذلك الطفل الجالس بحضن أمه!
وهذه الشفرة .. كم مرةً أستخدمت ؟
وهذه الفوط هل تستبدل دائما ؟!
وبينما هو سارح بمخيلته بعيدًا، سمع صوت موسيقى !
نغمات متقطعة وغير منسجمة كأنها نداء استغاثه من شيءٍ مروع قد حدث ..
قادته تلك النغمات إلى محل الموسيقى في منتصف الزقاق
فتعجب مِن ما رآه!
أوتار عود شرفي تداعب الرياح سلمها الموسيقي
فتعزف الرياح نغمات عشوائية كأنها حزينه
مسك العود واضعًا أصابعه على الوتر الخامس والثالث لكي يسكت بقية الأوتار.ولكن لم يستطع.. ما أن يرفع أصابعه تعاود العزف الحزين
وجل من تلك الأنغام المزعجه التي لم يسمعها من قبل!
يا ترى أين ذهب الحلاق وبائع أجهزة الموسيقى
ولماذا دكان الحلواني مغلق.
ركض مسرعًا للخروج من دهليز هذا الزقاق الميت لئلا يصيبه الجنون
واثناء عبورة لأخر عمود إنارة في نهاية الزقاق قراء
قطعة سوداء! كتبت بخط كوفي أبيض
نعزيكم بوفاة صاحب دكان الحلواني أخ صاحب صالون الحلاقة و والد بائع أجهزة الموسيقى.
جثا على ركبتيه وبكى وصاح بعلو صوته
أخي... أخي أين أنت ؟! أتسمعني...
ابني ... ابني أين أنت ؟ أتسمعني....
لم يسمعه حد!!
فخيال المرآة هو مرور نعشه أمام صالون الحلاق
بعد أن أنزلوه أمام محله للترحم عليه!!!
أمًا زبائن الحلاق ماهم ألا مشيعين جاءوا يواسون أخ الحلواني الذي نكش شعره حزنًا على أخيه
بينما حفيده أجلس بحجر زوجة بائع اجهزة الموسيقى .
ونغمات الموسيقى تلك ما هي إلا دندنة موسيقى حزينه تأبينية على روحه يعزفها أبنه، بائع أجهزة الموسيقى
علاء العتابي
الولايات المتحدة الاميركية
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس: 550 x 389
حجم الملف: 42.21 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.