Molqqqaa
في اب 1, 2022
14 المشاهدات
أيمن فوزي
قصة قصيرة: طعام القطط
يتسلل كالمرتين السابقتين رغم أني كنت أكذب نظري في كل مرة ولكنه جاري الذي يسكن في الدور الثاني هو وزوجته ها هو للمرة الثالثة أراه يمشي على الأرض هونا وكأنه يستتر بكل هذا الفضاء وهو يلملم ما تركت من طعام للقطط قرب حاويات الذبابة المواجه للعناية التي نسكن بها، فأنا كالعادة اطمئن بعد ترك طعام القطط قرب حاويات القمامة، فانظر من شرفة الشقة حتى تشرع القطط في اكله.
لم أجد تفسيراً لهذا المشهد وهو رجل يسكن معنا منذ سنوات، أراه يخرج كل يوم منمق الثياب إلى عمله كالمعتاد في الصباح وأصادفه بعض الأوقات في وقت عودته من العمل ولم اعهد منه قبل ذلك تربية القطط.
مستغرباً هذه الفعلة، يجعلني التفكير في هذا الامر غاضباً بغض الشيء، فلم ياخذ طعام القطط الذي اضعه لها بدلاً من أن يطعم قطه من فضلات طعامه؟ و هاهي زوجتي تري الغضب في وجهي فتقترب في هدوء وتسألني عن ما رأيته من الشرفة فاشعل فيَ هذا الغضب، فقصصت عليها ما كان من جارنا في المرات الثلاث الأخيرة بعد أن أضع طعام القطط.
تغير وجهها للحظات وبدت تفكر في شيء ثم نظرت إليِ وقد ضاقت عينيها وكأنها مازالت تفكر في أمر ما "نفس الكلام اللي قالوه جرانا في الدور التاني اللي ساكنين قدام شقته " وحكت جانب رأسها بإصباعها " يبقى هو اللي بياخد اكل القطط يالهوي".
هممت برفع هاتفي الخلوي لأتيقن من جاري في الدور الثاني وكأنني مازلت اكذب عيني وكلام زوجتي فربما هناك شيء من سوء التفاهم في هذا الأمر.
لا أكاد أنتهي من إنهاء المكالمة معه مؤكداً أنه يضع اكل القطط في الممر أمام الشقة ولكنه لا يلبث ألا يجد حتى الطبق "الفوم" الذي يضع فيه الطعام ولكنه لم يجد تفسيراً لهذا الأمر فلم يلقى بالاً ولكنه تكرر أكثر من مرة.
مكالمة تليفونية ومن الغرابة أن تأتيني في هذا الوقت من أخت هذا الجار الذي يسرق طعام القطط تسأل عنه لانه لم يتصل بها لفترة طويلة، فأهم أن أخبرها بما كان منه، فأستحي واأسهب معها في الحديث، أني أراه أثناء ذهابه أو عودته من العمل أحيانا وفاجئتها بسؤال مباشر تمهيدا لانه أخبرها بأمره " هو كويس اصل حاله كدا مش عاجبني" وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال فها هي تمطرني بسيل من الكلام الذي يبدد ظلام ظني بهذا الرجل، بأنه فصل من عمله بعد هذا العمر ولا يريد أن يخبر زوجته بالمرض الخبيث وقد ذهبت مصاريف العلاج و المعيشة بكل مدخراته في الأشهر الماضية التي كان بلا عمل فيها وهو يعيش ظروف صعبة حيث انه يبحث كل يوم من الصباح حتى ميعاد رجوعه من العمل ولكن بلا فائدة، فأطمئنها عليه وأني رأيته منذ دقائق، فسألتني أن اخبره أن يتصل بها إذا رايته.
أضع الهاتف جانباً وأنا أسترجع كل الملاحظات و الانتقادات التي أسترعت إنتباهي في الفترة السابقة، فلم اتعود منه أن ينتعل حذاء ممزق أستطيع أن أراه من الشرفة برغم نظافته وكذلك رجوعه على قدميه من العمل بالرغم من أنه يعمل سائق في شركة سياحة.
تنظرني زوجتي بإستغراب متسائلةً ما هي المكالمة التي أطفأت غضبي وتكاد تسيل الدموع من عيني، فأخبرتها بما كان من هذه المكالمة وأسرعت لأخبر جارنا الآخر حتى لا يسيء الظن بهذا الرجل المسكين وانهي حديثي معه وهو يردد " لا حول ولا قوةً إلا بالله، دا مكانش بيسرق أكل القطط دا كان بياكله".
إتفقنا والجيران أن نضع اكل نظيف معلب امام الباب كأنه طعام القطط حتى إستطعت إيجاد عمل له كسائق في شركة سياحة خاصة بأحد أصدقائي.
يمر هذا أمام عيني وانا أجد القطط في البناية والمنطقة المجاورة تنعم ببعض الطعام الذي تعودت أن نضعها لها كل يوم مرة ثانية.
أيمن فوزي
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس: 550 x 389
حجم الملف: 42.21 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.