Molqqqaa
في اب 1, 2022
10 المشاهدات
د. عبد الواحد الجاسم
سِفْرْ الصيد
إخضرت الروض من ماء السحب
وإمتلئت بالأشعار بطون الكتب
أعجبني نور مبسم مسفرةاللثام
كورد بدا يتفتح في الأكمام
الأرض تحفظ في جوفها ذخائر
لكنها تظهر جمال تلك الأزاهر
أروتها بسخاء أمطار الغمائم
كباذل صدقه بدنانير بدل دراهم
من ضحك بوجهه الزمن الوسيم
ترى معيشته فيها نضرة النعيم
يعيش في وادي واسع رحب
مخضر زاهي فيه الورد والعشب
يتمتع في سناء وهناء ومرح
والأمان والحب وأيام الفرح
ذات الروض ترابها أطيب التربِ
حنين أم غادرت وعطف أب
على أغصان هديل حمام يهتف
بطول العمر لذات خصر أهيفِ
صدقها و جمالها وحنين قلبُ
لايمكن هجرها وغيابها أصعب
جمال ذاك السفح وأشجار الورد
العصافير تغرد تتجمع بلا عدد
تزهو بأجنحتها الرآئي يهفو للسمع
اللحن من كلماتها للمزيد يطمع
إذا نظرت للروض وجريان النهر
فصل الربيع يزهو وبزوغ البدر
جمالها يشغل العيون والفكر
تنافس جميل في أحلى السمر
أمام منزلها من الورد بستان
وبين الأشجار للمرح ميدان
رأيت صورتها رسم على الأوراق
جذبني جمالها وَقُيْدْتُ بالأطواق
فبادر بالكلام الجميل يا فلان
وإغنم الوقت إن أمكنك الزمانُ
لاتنتظر شتاء يمضي ويبدأ صيف
فكل وقت للحب والشوق لطيف
كل زمان يمضي فيه حلو وملل
إذا أخلص لك كيفما دار إعتدل
تذكر جميل ما مضى من أوقاته
وأكتم ماأمتعك من أحلى لذاته
لاتطمع فيه للصيد ونصب القنص
إغتنم من الصدق أحلى الفرص
و أخذنا العزم لخوض المسارب
غرد الطير وإعتبره من الواجب
لما حمل الزمان علينا البنادق
سرنا بلا هدف بين مغرب ومشرق
أرسلنا مبعوث للملكه من الأطيار
إعترض المرسال عاصفة الغبارِ
يخشى القوم من عقبى السفر
إذا إقترن القوس من تمام القمر
لولا خوف القوس من بطش يديه
لرسمت من الورق ريش جناحيه
في كفيها أصابع محنية الأوصال
قاطعة إذا تقوست كالهلال
خضراء زهراء الورد معجبه
مما حوت بين الرياض المعشبه
فاغرة الأفواه تشدو للأطيار
عازفةّ لحن بالأنامل لا بالأوتار
كأنها حول المياه تغذي العيون
أو كساقي الدلو بالبئر مقرون
لها ثمرات بالمنى مغدوقة
من طيب طعمها مخلوقة
تفهم سرعة الإشاره من الأم
لاتعترض مثل الحجار الأصمّ
سرعة حركتها مثل شهب تخطف
شاهرة السيف و للسهم تقذف
الكل حتى الطير منها هارب
ترمي الشياطين شهاب ثاقب
فيالها من الحسن ليس له مثيل
كلامها أوامر نافذ لاتعرف الهزل
للنوارس في نهرها توجد مواقع
تحوم في خدمة صاحبةالبراقع
نزل طالب القرب منزل كريم
يروي حديث القرب من قديم
رسم على الافق رداء العرس
وأخفى المغرب قرص الشمس
عطر مسك الليل سماء الافق
وجاهرت الأحلام عجبا بالنطق
وحظر كبار القوم إلى المراصد
يتقدم ساهر الليل التمام ساهد
تحلق الطيور في مداها سائره
ينظر لأسرابها من عينه الساهره
كالليث يزمجر بصوت مترنم
عيناه ترمي في الدجى بأسهم
أقبلت عليه مواكب الطيور
منتظم دخولها لمجلسه كالسطور
مزخرفة السطور في المهارق
مثبت نقاط الأحرف بالبنادق
خياله يوصف عنق قد سجا
أبلج صبح تحت أذيال الدجى
حتى في غضبه حسن الوسامه
كجدول ماء تغطي أفقه غمامه
تعوم على ضفافه أوزة دكناء
دونها بنات الحي جميلة غرَّاء
تقدم حركات بتشكيلة ملونه
تعمل من كل وصف أحسنه
إنقض من أبعد الجبال نسر
يتخذ من أبراج النجوم وكرُ
فارد الجناح شديد مخالب الأيدي
يرسم على الشاطئ حروف الصيد
شاهد كركي عجيب السير
كأنه سحابة تعكس خيال الطير
ما بين ضياء وظلام يسري
من أرض عراق لأرض مصر
يرافق مسراه عقاب صاحبه
يراقب لحظ الطيور الناصبه
إذا مضت بقراراتها المعترضه
تفكك عزم قوتها لأيام منقرضه
أبيض السحاب يوصف منهزما
بات مثل حروف الجر منسجما
كل صوت شجي مبهت يناجي
كالبرق يظهر بسماء ليل داجي
نظرها ساحر وكم ذي نظر ممتاز
ينعت نظر زرقاء اليمامة بالمجاز
أسود المقل ذو غرة في الصدر
كأنه نور الهدى يمحق أشد الكفرِ
في الصيد قسينا على الضواري
تصيبها سهام قاتله بأعين النظار
غدت مطروحة دامية النحور
منها هامدة ومنها لازالت تخور
أصبحت النسور على طعامها حصلت
فلا تسل بأي وسيلة هذه قتلت
تجمع وجوه على العشاء قبل السحر
وكل وجه من تلك الوجوه وجه أغر
ياله من صيد ثمين مقرّ العين
يغيض الحساد ومن ذو وجهين
لم نحقق ما تمنينا من الأماني
حتى إقترح العذال بصيدٍ ثاني
صيد الملوك صيد للكواسر قاهر
والحق كما وجه الصباح السافر
تفرح به وتصبو له الجوارح
مرتاحة الى طلابه طوامح
من ذكر اسم الله في صيده ناجح
إن كانت الانعام او الطيور السوابح
سهام تلامس الصيد حيث مالا
كأنها لم تفلح أصابت له ظلالا
تسعى لها قوائم تخفي الأثر لا تتبع
لايستدل عليها حتى الرياح الأربع
جميلة المنظر زهراء الغرر
كأنها الروضات إخضرت بالزهر
إذا إحمر البرق القلب يكون جمر
كذلك حسن الوجه حقاً يبهر
أصفر الإبتسامه ليس له إعتبار
لايستمر في علاقة بلحظة ينهار
كالسهم سريع في إنقضاضه
كما صفحة الترس ابيضاضه
ماضي في السباق أظهر البأس
إحذر من سهم وكذلك القرطاس
له جواد أصيل ساد على الجيادِ
البياض متقدم دائما على السواد
يلوح من فوقها فارس الغلمان
كأنه الصقر يترقب على أغصان
غروب للشمس غطت بالملبس
بديلها كوكب ظهر من الأطلس
علاقة صدق يدفع عنها بالسلاح
كلّ سهم يطلقه يصيب جناح
كتبت وصفها لايحصى من حروف
أستقبل خيالها كما يستقبل الضيوف
الدواء الأشفى للحال جداً أليما
العين ترى بالنضار الجيم ميما
كتاب لمن يتلوه خير كليم
سهم إذا حبرته لايكتب إلا بالدم
طير شاهينٍ شهيّ صيد المرتما
كبارقٍ طار وصوبَ أصاب لما
بخفة جناح تراه ذاهباً لصيده
لا يخطئ معتصماً بأيده وكيده
رمشاً تراه عائداً من أفقه
حاملاً صيده الوفير من عنقه
مخلب يغرزه بمن كان على يسراه
يأمن بطشه من وقع جهة يمناه
تلك مخالب لا تعرف الإعسارا
تفاخراً بالسخاء سميّت يسارا
ترى دائما صقر مسبل الجناح
لايهدأ مواصل الغدوّ والرواح
ذو مقلة حمراء لها ضرام واقد
نار تشوي ما يصيد كل صائد
وصف مخلبه وصف منجل
يحصد الطيور جمعا بلا كلل
لايخشى الجوارح حتى الرخ
يقنص منها التي تحل للطبخ
أما طيور المرح والأنس واللعب
تهوي الى الأرض في الحفر تثب
يبحث خلف الرزق ليس يمهله
هو في قبضته الموت يستعجله
من الجوارح عقاب بأسها مروع
ظهر للطير كأنه جنّ منه تفزع
و كذا كواسر الغابات الدواهي
ينافس قنصها الاغيار الاشباه
تجمعت حوله وتجهزت أعدادُ
كثيره من بينها الكلاب والفهاد
بدأ الفهد الجري وأصاب حمله
كجري عنتر عند بحثه عن عبله
يبطش في الإقبال والإعراض
مستقبل صيده بنابٍ ماض
ما أبصر المبصر سريع مثله
يخطف فريسته سهل حمله
طاوي السواعد ناشر الأظافر عجباً بلمحة يجلب صيد وافر
يعض بالبيض ويقفز فوق القنا
يسبق الريح حتى يدرك المنى
لايستخدم قوس إلا أنه كالسهم
يصيب فريسته كما شهاب رجم
إذا ترآى له الضباء اليها إندفع
كأنه البرق على الروابي يشع
تتحرك مستجيبه لطرفه يداه
وفي السمع ترتبط برجله أذناه
لو أمكن الصياد بالسرعه التي له
ما سمّيت الجميله رشاقتها غزاله
تحوم عليها من الكلاب الطوارد
حذرة تنجوا كثيراً من المصائد
تمنيت الوصال طمع في كسبها
الروض والروابي جميعا تخبها
فإذا إستقرت وطابت لها الأمور
حام لصيدها الكواسر والطيور
بين روضات ونهر تنظر نحوها
وربيع يلوح في آفاق جوّها
إستقبلت أطيارها بعض البزاة
متجمعة على الصيد كأنها غزاة
غربان تسطو على صيد الدجاج
تخشى التقرب من الكراكي والدراج
إذا رأت حمامة سائرة محلقة
إنقضت عليها و مخالبها مطبقه
حتى جعلت تلك الطيور صرعى
مجموعة على الفريسة جمعا
إن صرعها وحش من الكفار
يعرف عقبى أمره الى النار
للمرح فيها منظرٌ جداً أحبه
يملأ القصاع لحم وشحم طلبه
قد ملئت من شوائها أيدينا
شكرنا نعمة الخالق ما حيينا
في برد حر وتقليب الزمن
كأنما مزجنا البر مع اللبن
بين كل رجال العلم والاعلام
تعجز عن وصفه لواحظ الأقلام
محكم الطبخ يرتع في الاديم
يفخر بالعظم الكرم يعطي بالقلم
بيده شج الصخر فاض نهراً
أشار للنجم من جماله أضاء بدرا
سخاء توصف يمنه المكارمُ
فهو على وصف اكرم من حاتمُ
يبذل بالصيد فرط حبه
جاهز على اعتياد حربه
يقطع عرض الفلا وطولا
للصيد يبغي في رميه تسلا
كالبدر في ضياءه وتمه
قاض في وقاره وحلمه
فرح لمن خيّم في جنابه
أن لا يكون الغدر من أطنابه
نسب متوارث عن فخار الأهل
نسخة الاجداد قوبلت بالأصل
جنابه يفخر به جاره لا ينكب
باب صدق ناجح للمنى مجرب
كتبتُ في ظلاله دون أن أرى
ظلال نزيل المزن قاصد القرى
معتصماً بدين الله الحق المؤيد
أصلي وأسلم على الرسول محمد
د.عبدالواحد الجاسم
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس: 720 x 960
حجم الملف: 34.01 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.