Molqqqaa
في اب 2, 2022
9 المشاهدات
مذكرات حب
انكسارات
بقلمي الكاتب :الكاتب واعلامي وائل الحسني
سيدتي العزيزة : لماذا لا تقف لنا الحياة إحتراماً ونحن الذين غضضنا بصرنا حين كسرتنا الظروف , ونحن الذين إبتسمنا في وجه من خذلنا وقِيل فينا ماليس فينا , ونحن الذين تنهدنا بصمت حين كان كل شيء يدعونا للصراخ , ونحن الذين لم يحالفنا الحظ يوماً ولكن مضينا قُدماً في مواصلة أحلامنا رغم إنهيارها كل مرة , ونحن الذين بعد كل نهوض نسقط ونشد أزرنا بأنفسنا وننهض مرةً أخرى وكأننا نتحدى الحياة والظروف والخسارات والوجع واليأس , ونحن الذين تجاهلنا تلك الكلمات القاسية التي حاولت إحباطنا وخبأناها في قلوبنا مع بقية الاشياء العتيقة التي حفرت لها نفقاً خاصاً في زاوية من ذاكرتنا , ونحن الذين لم ينظر أحداً في أعيننا ليعرف كم الم فيها وكم دمار، نحن الذين ضحكنا حين كان البكاء واجباً.
رُبما كان علينا أن نترُك الأمور للحظ، كما إلتقينا في أول مرّه، كان كل شيء مُدهشاً، كنّا نضحك كثيراً، كنّا شغوفين جداً لمعرفة كل شيء، حتّى التفاصيل الصغيره، كنّا نتسابق على الأسئله وكانت تهمّنا الأجوبه، لماذا حين قررنا أن نُخطط لكل شيء صارت الأمور مُعقده..؟ اتذكرين سيدتي الجميله ما كنا نخططه لذلك المستقبل المجهول الإقامة لم اقل لك ذات يوم اننا نستطيع أن نشَيخ معًا في غرفة واحدة، وسرير واحد.. ونستطيع أن نجلس حول مدفأة الحطب ليلاً، وتخيطي لي تلك القبعات ذات اللون الواحد. كنا نستطيع فعل ذلك. وكنت اقرل لك ثقي بي بعد ان تساقطت دموعك البريئة ومسحتها بمنديلي الذي مازلت احتفظ به ، كنت أستطيع حملك والركض بكِ مهما كبرتي بالسن. ونجلس ليلاً على أحد الأرصفة ، حيث نراقب الإشارات المرورية... وهي حمراء اللون. ونستمع لمعزوفات البيانو القديمة، وكنا نستطيع ان نحتفظ بها جميعها. كنا نستطيع ايضا فعل كل شيء معًا، نقطف الليمون، ونزرع الزيتون في كل مكان في هذا العالم.. لم اقل لكي هذا في يوم ما ونحن نجول في مدينتنا التي شبعت من الدمار والقهر.. اين ذهبت تلك الاحلام البريئة ونقية واين ذهب ذلك الحب العذري.. لماذا رحلتي بهذه السرعة ومن اعطاك عنفوان القسوة وصلف الغيم.. لو ندركين انني اليوم اصبحت كشجرة جفت اغضانها ، ومع ذلك فهي تتمايل مع الريح ، وكذلك يبدو لي حتى لو ماتت تظن أنها سوف تشارك في الحياة بشكل أو بآخر، إني أقدس اﻹستياء الذي يشعر به الإنسان اتجاه نفسه، والذي يدفعه إلى اﻷفضل دوما، وكان دافعي دائما أن في لحظة ما هناك الموت اخيرا يغطي كل شيء و يسوي كل شيء...اذا لماذا نبدو أثمن حين نموت؟!!
لماذا حين نموت نبدو للآخرين شيئًا ثمينًا فقدوه و للتو شعروا بقيمته، ثُم يفتشون في حياته الماضيه و ذكرياته، و تفاصيل عباراته وأدق حركاته! ثُم يسرعون في البكاء علينا، و يتلمسون آثار خطواتنا و ذكرياتنا ! لم يكن شيئاً عسيراً ، أن يفعلوا ذلك ونحن أحياء، أن يبوحوا لنا بحبهم، أن يشعروا بالندم حيال أخطائهم و خيباتهم المتكرره، ليس بالأمر الصعب أن يبادلونا الحب، و الضحكات ، و اللحظات السعيدة التي نحلم بها، أن يكونوا أصدقاء قريبين كما يجب ! حين نموت نكون أثمن بالنسبة لهم نكون شيئاً يستحق البكاء بحرارة! فقط حين يغلق دوننا و دونهم باب الموت.
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس: 960 x 555
حجم الملف: 16.79 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.