Molqqqaa
في اب 2, 2022
12 المشاهدات
ربيع دهام
أدار المقبض. شدّ.
الباب الأمامي لا يفتح.
شدّ بقوة أكبر. فشل.
غضب. شتم. ركل نعلة الإطار.
يا لحظه التعيس. يريد أن يخرج من البيت.
الجو في الداخل كئيبٌ، وهو الكاره الأبدي للوحدة والعزلة.
رجل الشوارع والأزقة والتجمعات يسمّونه.
يحب الاختلاط بالناس.
الجمع جنةٌ. و"الجنة من دون ناس، لا تُداس".
هكذا كان يقول لكل من حوله.
سار نحو النافذة. دفع بيمينه إطارها المتحرك.
لم تتحرك.
شد أكثر. عاندتْ.
غضب. شتم. كاد أن يكسر بقبضته لوحة الزجاج.
لكن قبل أن يفعل ذلك، تذكّر.
الباب الخلفي الذي نصفه ألمنيوم ونصفه زجاج.
قفز نحو المطبخ. دخله.
طار باتجاه الباب. غطّ على المقبض.
أداره. لا يفتح.
حاول أكثر. النتيجة ذاتها.
" تباً "، صرخ في ذاته.
من شدّة غضبه، اتجه نحو الدرجُ.
يبحث عن شيءٍ يكسر به الزجاج المفيّم.
وجد مطرقة. استلها.
" لماذا؟ لماذا تبقيني أسير البيتِ والعزلة والجدران يا إلهي؟".
رجلٌ آخرُ.
اقترب من باب بيته الأمامي. أدار المقبض. حاول دفعه.
لا يفتح.
شدّ بقوة أكبر. فشل.
غضب. شتم. ركل نعلة الإطار.
يا لحظه التعيس. يريد أن يدخل البيت.
الجو في الخارج كئيبٌ.
ولولا اضطراره لاقتناء الخبز، لما كان قد خرج بتاتاً.
هو الكاره الأبدي للإختلاط.
هو رجل الوحدة والعزلة. هكذا يسمّونه.
وكان دوماً يجيبهم ، وبكل ثقةٍ :
"حبيسٌ مع ذاتك خيرٌ من ألف جليسْ".
اتجه نحو النافذة.
شد إطارها المتحرك. لم تفتح.
غضب. شتم. كاد أن يكسر لوحة الزجاج. لكن قبل ذلك، تذكّر.
الباب الخلفي.
التف حول البيت.
وصل الباب.
الباب المؤدي للمطبخ.
وضع يده على المقبض. شدّ.
لا يفتح.
شدّ أكثر.
عانده الباب.
دفع بلوحة الزجاج.
آه نسي. هي ثابتة وليست متحركة.
غضب. شتم. ركل النصف الأسفل من الباب.
لم يكترث له لوح الألمنيوم.
غضب. شتم.
ومن فورةِ حنقه الشديد، راح يبحث عن حجر.
أي شيء يكسر به الزجاج.
" لماذا؟ لماذا تمنع عني متعة الوحدة والسكون يا إلهي؟".
وجد سندان صغير.
"هذا يفي بالغرض"، قال.
استله عن الأرض.
ابتعد قليلاً. صوّبه نحو الزجاج المفيّم، وقذفه.
اصطدم السندان، الداخل من الخارج، بالمطرقة، الخارجة من الداخل،
وعلى وقع صوت الزجاج المتناثر بفعل السندان والمطرقة ،
تراءى لكل من الرجلين وجه الآخر.
كان الوجهان للرجل ذاته.
(قصة قصيرة/ بين مطرقة وسندان / ربيع دهام)
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس: 550 x 389
حجم الملف: 42.21 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.