Molqqqaa
في اب 3, 2022
23 المشاهدات
غازي جمعة
_ واقع قذر _
أطرق الشيخ في صمت يفكر
في هذه الدنيا وعلى حاله يتحسر
كيف انقلب الميزان وفي شوارعها يتحسر
ترى هل أخطأ الحساب حين كان يبذل ولا يتذمر
ها قد امتد به العمر ورأى ما لم يخطر على بال بشر
كيف هان عليهم وكيف تركوه يتمرمر
عقوه وأداروا ظهورهم له
فما عاد له بينهم وجود يذكر
انهمرت دموع الشيخ مدرارة
على شقاء السنين الذي أهدر
أهذه هي نهاية الطيب أن يقهر
لا احد ممن كان حوله لم يأكل من خيره حتى يشبع
وكان وقتها هو السيد الموقر
وكانوا رهن الإشارة وما عليه إلا أن يأمر
وحين عجز عن العطاء وأجبره زمانه أن يترجل
أثبتوا له أنه كان حمارا لا يفهم
يحاسبونه على كل حرف
فهو في نظرهم عجوز لا يُرحم
والمشكلة أنه ممنوع عليه أن يئن أو يتألم
يجلس قابعا في ركنه يرى الأخطاء ولا يستطيع أن يتكلم
مشكلة هذا الشيخ أنه
لا يستطيع مع هذا الوضع أن يتأقلم
لا يستطيع أن يفهم ما يحصل
فلم يعد الأب الذي يربي ويُعلِّم
العادات والتقاليد تغيرت
فالابن أصبح يعلو صوته ليسيطر
والبنت إن تذمر والدها فحماية الأسرة قبلتها تُرَبّيه ليتعلم
رحماك ربي من زمن ضاعت
به كل معاني الحياة وأصبح الوفاء مستغرباً
والصدق لا يؤدي إلى منجاة
ونكران الجميل ذكاء فقد أخذ حاجته من الآخرين دون عناء
رحماك ربي من تقاليد هذا الزمان
الذي لا يرحم شيخ حفر الأرض
ليبقى غيره في أمن وسعادة ورفاه
(( غازي جمعة ))
في ألبوم: صور يوميات Molqqqaa
القياس: 550 x 389
حجم الملف: 42.21 Kb
كن الشخص الأول المعجب بهذا.